موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات تشن حملة تحريضية واسعة في تونس ضد النهضة

192

تشن دولة الإمارات منذ أيام حملة تحريضية واسعة في تونس ضد حزب “النهضة” ضمن مؤامراتها المستمرة منذ أعوام لمحاربة حركات الإسلام السياسي وقياداتها الثورات المضادة.

وشنت قنوات إماراتية وحسابات الذباب الالكتروني حملة تحريض استهدفت رئيس حركة النهضة رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي وحركت دعوات لتوقيع عريضة تطالب بالتدقيق في ثروة الغنوشي تحت شعار: “من أين لك هذا؟”.

وقال مراقبين “أن الترويج لهذه الاتهامات هو أشبه ما يكون بحملة منظمة، بدأتها وسائل إعلامية إماراتية، ثم تبعتها مواقع ومدونون من السعودية ومصر، وهي الدول التي تظهر خصومة واضحة تجاه النهضة، ومسار الثورة في تونس عموما”.

بدورها حركة النهضة سارعت باستنكار الحملة وقالت: “نأسف لمحاولات بث الفتنة باستخدام مواقع مشبوهة وأقلام مأجورة، وأيضا عبر فضائيات وشبكات إعلامية أجنبية معروفة بعدائها للتجربة الديمقراطية التونسية دون مبرر”.

‏‎وأكدت الحركة في بيان أن “ما يروج من إشاعات حول ثروة موهومة لرئيس الحركة راشد الغنوشي، فإننا نذكر الرأي العام بأنه قام بالتصريح على ممتلكاته ‏‎وستقوم الحركة بتتبع قضائي لكل الأطراف المتورطة في هذه الحملة الدنيئة والمغرضة”.

‏‎وقالت الحركة إن هذه الحملة غير المسبوقة مؤشر جدي على انزعاج بعض الأطراف من نجاح تونس في الحفاظ على استقرارها، وسعيها المحموم والفاشل لإعادة إرباك التجربة التونسية وتشويه رموزها.

في السياق هاجمت قيادات تونسية، بشدة، النظام الحاكم في الإمارات والسعودية خاصة على جرائمهما ومخططاتهما وإشعالهما للحرب والفوضى في الوطن العربي.

وأعلن الرئيس التونسي الأسبق، منصف المرزوقي، تضامنه مع الناشطة الحقوقية اليمنية توكّل كرمان، التي قال إنها تتعرض لحملة سعودية مسعورة، مشيدا في الوقت ذاته، ببطولات الشعب اليمني “الذي تمكّن من هزيمة السعودية والإمارات”.

ودوّن المرزوقي على صفحته في موقع “فيسبوك”: “توكل كرمان تتعرض هذه الأيام لحملة مسعورة من بعض الأقلام المأجورة من النظام السعودي. الشيء من مأتاه لا يستغرب. لكن على ماذا يقدر من ليس لهم قيمة على من لهم قيم؟”.

وأضاف: “كل التضامن مع توكل كرمان المرأة العربية التي شرفتنا بأول نوبل نسائي عربي، وكل المحبة والتضامن مع الشعب اليمني المناضل الشهم الشجاع”.

وكرمان، أول امرأة عربية حائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2011، وثاني امرأة مسلمة تفوز بذات الجائزة، وقالت إنها تخشى على نفسها كما حدث مع الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي.

وكشف أكاديمي بريطاني النقاب عن وقوف المملكة العربية السعودية وراء حملة ممنهجة ومنظمة، للتحريض ضد الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، وذلك عقب اختيار الأخيرة عضوا بمجلس “حكماء فيسبوك” للإشراف على محتوى موقع التواصل الاجتماعي.

وقال الأكاديمي مارك أوين جونز، وهو متخصص في العلوم الإنسانية الرقمية، إن حملة “خلافة فيسبوك” التي تم تدشينها عبر وسم على موقع “تويتر” بعنوان “خلافة فيسبوك” Facebookcaliphate، مدعومة في مجملها من السعودية.

وترحم المرزوقي على شهداء اليمن العزيز، الذين قتلهم الجوع والأوبئة وحروب الوكالة الغاشمة، وتناساهم العالم.

واستدرك المرزوقي: “عاش هذا الشعب الذي لقّن منذ فجر التاريخ دروسا لا تنسى لكل من حاولوا التسلط عليه. هذا الشعب الذي شارك في ملحمة الربيع العربي ودفع هو الآخر غاليا ثمن الحرية والكرامة. هذا الشعب الذي تكسّرت على عظامه الصلبة أسنان بن سلمان وبن زا يد”.

 

الأخت توكل كرمان تتعرض هذه الايام لحملة مسعورة من بعض الاقلام المأجورة من النظام السعودي. االشيء من مأتاه لا يستغرب….

Posted by ‎منصف المرزوقي – Moncef Marzouki‎ on Wednesday, May 20, 2020

 

وحذر المرزوقي، سابقا، من “الثورة المضادة” التي تقودها الإمارات والسعودية ومصر، مشيرا إلى أنها تستهدف بلدان الربيع العربي وخاصة الدول المغاربية.

كما هاجم رئيس الكتلة البرلمانية لحركة النهضة، نور الدين البحيري، دولة الإمارات التي  تسعى إلى إشعال الحروب في المنطقة وفي دول أخرى كليبيا واليمن وتونس.

وأوضح البحيري أن حملات التشويه الأخيرة التي استهدفت حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي تهدف إلى ضرب صورة تونس وتدمير التجربة التونسية مثلما يحصل في ليبيا باستهداف أُسس الدولة الشرعية من خلال محاولات إغراق ليبيا في حمام دم وفي الانقلاب ضد الحكومة الشرعية.

وأشار إلى أن الإمارات تتدخل في اليمن وسوريا من أجل إشعال النيران وتدمير أي إمكانية للنهوض وبناء ديمقراطية ناجحة.

وأفاد البحيري بأنه بعد تحرير قاعدة الوطية بليبيا، فقد تم الكشف عن الكثير من الفضائح والتجاوزات في هذا المجال، لافتاً إلى أن الإمارات تسعى إلى دعم المليشيات في اليمن ضد الحكومة الشرعية، وهي بصدد إنفاق المليارات من أجل إشعال نيران الفتنة في المنطقة وتأجيج الحروب الأهلية.

واستدرك المتحدث التونسي: كان من المفروض أن تنفق هذه الأموال لتنمية وتطوير قدرات الشعب الإماراتي وتسوية أوضاعها الداخلية. “لكن للأسف لأول مرة تغفل دولة عن الاهتمام بأراضيها وتهتم بإشعال الحروب في دول أخرى”.

ولفت البحيري إلى أن حملات التشويه التي تصاعدت وتيرتها في الفترة الأخيرة والتي تستهدف حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي ترجع إلى كون النهضة هي صمام الأمان للتحول الديمقراطي الذي تعيشه تونس.

وأكد أن المستهدف الحقيقي من وراء كل ذلك هو ثورة تونس والتجربة الديمقراطية التي مكّنت البلاد من أفق تحريرية وحداثية شملت عدة مستويات.

من جهته، اعتبر رئيس الحكومة الأسبق ونائب رئيس النهضة علي العريض، أن هناك حملات إعلامية وسياسية للتحريض على الفوضى وعلى البرلمان وعلى رئيس البرلمان راشد الغنوشي وعلى الحكومة وافتراءات لا تنتهي ضد حركة النهضة.

واعتبر العريض، في تدوينة على صفحته الرسمية أن “هذه الحملات مدعومة، ومؤشرات كثيرة تدل على أنها أيضاً ممولة من أطراف خارجية لم تكفّ عن محاولات إفشال ثورة الحرية والكرامة”.

وتابع “تدل على ذلك الحملات المستمرة لعدد من القنوات التلفزية الأجنبية، معروفة الانتماء، والمواقع وتصريحات مسؤولين في تلك الدول تقطر حقداً وتحريضاً على تونس وتدخلاً في شؤونها، وتنويهاً بالفوضويين عندنا مثل الحزب الاستبدادي الحر وقيادته”.

وأضاف العريض: “نحتاج كمواطنين ودولة إلى اليقظة وإلى تنشيط ذاكرتنا بشأن تاريخ الفوضويين والمستبدين حتى لا يخدعونا، فلا سلاح عندهم غير الخديعة والاستغفال، والثورة التونسية لم تكن خطأ ولا تدبيراً من قوى خارجية، بل كانت ثورة على الظلم الذي طال أمده وعلى الفساد، وقامت بشكل عفوي وبهمّة عظيمة وروح قوية تنشد الحرية والكرامة الإنسانية وتحقيق العدل”.

وأوضح العريض أن الثورة التونسية “أسقطت كثيراً من الخوف السياسي وفجرت في الشعب قيمة العزة والمواطنة، والثورة قام بها الشعب الذي تحركت فيه قيم العزة والكرامة، وهو الذي يحميها مباشرة وعن طريق المؤسسات الشرعية للدولة”.

واستطرد أن “الثورة لم تحقق بعد كثيراً من أهدافها وطموحاتها لأسباب معلومة أهمها جهود هؤلاء المتآمرين عليها بكل الوسائل، وكثير منهم والغ إلى الذقن في الانحرافات والمظالم التي شهدتها الدولة الوطنية وثار الشعب لإصلاحها، ولا بد من إفشال هذه الدعوات للفوضى والانقلاب على المؤسسات وترذيل الحياة السياسية وقد انخرطت فيها أطراف داخلية مستقوية بوسائل خارجية، أطراف لا تؤمن بالديمقراطية لأنها تكشف عن حقيقة وزنها وعما اكتسبته ظلما من عهود الاستبداد”.

ومنذ اشتعال الربيع العربي عام 2011، تتدخل الإمارات في عدة دول عُرفت بدول الربيع العربي مثل “مصر واليمن وليبيا وتونس”. وتنوع التدخل ما بيّن مشاركة عسكرية أو دعم للانقلابات ومحاولات التأثير على سياسات تلك الدول.

ووظفت الإمارات أحدث أدوات التجسس في فضاء المعلومات للتجسس على حركات المعارضة في تلك البلدان.

وتحدث موقع أميركي في تقرير مهم أسماه “القتلة الآخرون في الخليج”، مرفقا صورة محمد بن زايد ومحمد بن راشد، مسلطا الضوء على فظائع أبوظبي وجرائمها الحقوقية داخل الدولة وخارجها، مطالبا بفرض عقوبات أمريكية عليها.

وقال الموقع: نجحت الإمارات صاحبة المغامرة الإقليمية الكارثية والاستبداد الذي لا يرحم  في تجنب نظرة واشنطن عن مسؤوليتها الخاصة عن المذبحة التي تعصف بالمنطقة.

ووصف دور الإمارات “طوال فترة الحرب في اليمن كان الإماراتيون متوحشين ومتهورين مثل السعوديين”.

أما الباحث  الفرنسي “ستيفن لاكروا”، فقد أشار إلى أن مشروع أبوظبي أساسه تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة “استقرار سلطوي” تحكمها أنظمة على منوال الإمارات، محصنة ضد الثورات، و”أبوظبي مستعدة للتعاون من أجل ذلك حتى مع (إسرائيل)”.

وخلص لاكروا بأن مشروع الإمارات سياسيا يقوم على “حرب لا هوادة فيها على الإسلام السياسي، وقودها حقد خاص وشديد على حركة الإخوان المسلمين”.