هاجم الصحفي الإماراتي سامي الريامي الذي يوصف بأنه أحد الأذرع الإعلامية لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وسائل الإعلام الغربية واتهمها بالخبث والحقد على خلفية تناولها مخاطر انتشار فيروس كورونا المستجد على معرض إكسبو الدولي المقرر في دبي هذا العام.
وزعم الريامي في صحيفة “الإمارات اليوم” المحلية أنه “مع كل أزمة عالمية، يظهر الإعلام الغربي بأبشع صوره، وأسوأ أشكاله، مندفعاً بدافع الخبث والحقد اللذين يضمرهما تجاهنا، فيتعمّد تكثيف الأخبار بصورة سلبية مقيتة”.
واتهم الريامي وسائل الإعلام الغربية ب”الخبث والغيرة العمياء وقلب الحقائق”، قائلا :يبدأ المغرضون بالضرب تحت الحزام، وبأسلوب خبيث، فيصورون الأمر وكأن تداعياته السلبية لا توجد إلا هُنا، ليربطوا بين انتشار مرض كورونا وخسائر بعض الشركات، وبينه وبين الخطط والمشروعات المستقبلية”.
وتابع ” أولئك الذين يملأ قلوبهم المرض والحسد، تركوا كل ذلك وبدأوا في الحديث عن (إكسبو 2020 دبي)، يقحمونه إقحاماً في كل خبر، ويترصدون ويتصيدون كل فرصة للزج باسمه في الموضوع”.
يهدد انتشار فيروس كورونا المستجد في دولة الإمارات بتوجيه ضربة قاضية لمعرض إكسبو الدولي المقرر في في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وذلك في ظل موجة حملات مستمرة لمقاطعة الحدث احتجاجا على السجل الحقوقي الأسود لأبوظبي.
وأثار تصاعد انتشار الفيروس مخاوف منظمي معرض “إكسبو” الدولي، حول مصير تنظيم المعرض في دبي في الوقت الذي تصاعدت فيه تحذيرات مؤسسات مالية دولية من إمكانية تضرر قطاع الضيافة بشدة في الإمارة خلال الفترة المقبلة.
وقال متحدث باسم المعرض، إن المنظمين يواصلون متابعة الوضع على صعيد فيروس كورونا الجديد عن كثب، ويأملون نجاح الجهود العالمية لاحتوائه.
وأضاف المتحدث “يمثل أمان وسلامة كل شخص يزور إكسبو 2020 دبي أهمية قصوى بالنسبة لنا”. وتابع: “نعمل عن كثب مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات لتطبيق إرشادات الوزارة”.
ويقام المعرض الدولي، المصمم لعرض إنجازات الأمم، مرة كل 5 سنوات، ويستمر لمدة تصل إلى 6 أشهر، ويستقطب ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم. وحسب تقديرات سابقة يتوقع أن يجذب 11 مليون زائر أجنبي إلى دبي.
وظهر فيروس كورونا في مدينة ووهان وسط الصين لأول مرة، في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019، وانتشر لاحقاً في أكثر من 60 دولة، ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.
ودخلت الإمارات بؤرة الخطر، حيث جاءت الأولى بين دول الخليج تسجيلاً للإصابات بالفيروس القاتل، ما دعا البحرين إلى تعليق جميع الرحلات القادمة من مطاري دبي والشارقة لمدة 48 ساعة، وفق بيان صادر عن هيئة شؤون الطيران المدني، في الأسبوع الأخير من فبراير/ شباط الماضي، بينما تتنامى المخاوف من امتداد نطاق تعليق الرحلات من قبل دول عدة في الفترة المقبلة.
وطلبت مجموعة الإمارات، التي تتبعها شركة طيران الإمارات والعديد من الكيانات العاملة في مجال الشحن والنقل الجوي، من العاملين بها، الحصول على عطلات بأجر ودون أجر، بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد، الذي نال من حركة السفر في الدولة الخليجية ومناطق متفرقة من العالم.
وتوقعت المجموعة التابعة لمؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية “تباطؤاً ملحوظاً” في الأعمال.
وقال مسؤول في الحكومة الإماراتية، إن بلاده “مستعدة جيداً وجاهزة لمواجهة أسوأ الاحتمالات” مع انتشار فيروس كورونا.
لكن وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيفات الائتمانية العالمية، قالت في وقت سابق من الشهر الماضي، إن قطاع الضيافة في دبي هو الأكثر تعرضاً للمخاطر في منطقة الخليج، لافتة إلى أن دبي، التي استقبلت نحو مليون زائر صيني العام الماضي 2019، قد تصبح الأشد تأثراً من انتشار الفيروس.
ويزيد تضرر السياحة والطيران في الإمارات من مأزق القطاع العقاري، ووفق تقرير لوكالة ستاندرد آند بورز في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فإن من المستبعد أن يُحسن معرض إكسبو 2020 العالمي، المنتظر تنظيمه في دبي في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، الظروف “القاسية” التي تمرّ بها سوق العقارات في الإمارة.
وأظهر رصد نشر في 15 فبراير/شباط الجاري، من خلال البيانات الرسمية الصادرة عن دائرة الأراضي والأملاك في دبي، تهاوي الصفقات العقارية في دبي بنسبة 41 في المائة على أساس شهري، خلال يناير/كانون الثاني الماضي.
وبلغت القيمة الإجمالية لصفقات شراء ورهن عقارات دبي 16.7 مليار درهم (4.55 مليارات دولار) خلال يناير، مقابل 28.3 مليار درهم (7.7 مليارات دولار) في ديسمبر/كانون الأول.