تلقت الإمارات صفعة دبلوماسية مدوية برفض أي دور لها في الجهود الدولية الجارية لإعلان تهدئة في فلسطين خاصة في قطاع غزة.
وسعت الإمارات مبكرا إلى تقديم نفسها كوسيط إقليمي فيما يتعلق بتطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بفعل عدوان إسرائيل.
وحاول النظام الإماراتي استغلال علاقاته التطبيع التي أبرمها مع إسرائيل لخدمة لعب دور إقليمي يعزز مكانته.
وصرح وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد باستعداد الإمارات التام لدعم جميع الجهود التي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل.
غير أن الأطراف الإقليمية والدولية رفضت منح الإمارات أي دور وظهر جليا تهميش أبوظبي في كافة الجهود الدولية المذكورة للتهدئة.
وعلمت إمارات ليكس من مصدر دبلوماسي أن فصائل المقاومة الفلسطينية رفضت أي تدخل إماراتي في جهود الوساطة مع إسرائيل.
وقال المصدر إن الفصائل الفلسطينية تري في الإمارات طرفا غير محايد ومساند لإسرائيل وترفض أي وساطة من أبوظبي.
وأجرت الإدارة الأمريكية اتصالات مكثفة مع وزراء خارجية مصر وقطر والسعودية والأردن طوال الأيام الماضية لدعم جهود اتفاق وقف إطلاق.
وبرزت من المكالمات تجاهل أمريكي تام للإمارات وهو الأمر نفسه الذي تبناه الاتحاد الأوروبي وروسيا والأطراف الدولية الكبرى.
وبرز في جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة دور مصر بشكل خاص في ظل كفاح القاهرة ضد تنامي نفوذ دول التطبيع خصوصا الإمارات.
وسعت مصر لاستعادة دورها الإقليمي بالتوسط بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة علما أن القاهرة قامت في العام 2014، بوساطة أسفرت عن وقف حرب مدمرة استمرت 51 يوما.
وأسفرت هجمات إسرائيل على قطاع غزة عن مقتل أكثر من 220 فلسطيني فيما قتل عشرة أشخاص في إسرائيل، إضافة إلى مئات الجرحى فضلا عن تدمير مبان ومرافق للبنية التحتية في القطاع.
وتسبب النزاع، الذي اندلع بعد مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في المسجد الاقصى وفي حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة حيث يواجه الفلسطينيون تهديدات بالتهجير من منازلهم، بإحراج لدولتي الامارات والبحرين اللتين أبرمتا تطبيع مع إسرائيل العام الماضي.
وأعاد هذا الوضع مصر الى مقدمة المشهد.
وقال طارق بعقوني المحلل في مجموعة الأزمات الدولية “في منطقة تقوم فيها الدول المطبعة بتوسيع علاقاتها بإسرائيل، فإن من مصلحة مصر أن تستخدم قربها الجغرافي من غزة لتعزيز قوتها الدبلوماسية”.
وبحسب تقارير، قام وفد من المخابرات المصرية خلال الأيام الماضية بزيارة إلى إسرائيل وإلى الأراضي الفلسطينية في إطار وساطة مصرية للتوصل الى وقف إطلاق نار.
وبينما برزت تحركات إقليمية ودولية لزعماء عدة دول عربية وأوروبية لدعم جهود وقف إطلاق النار في غزة فإن حكام الإمارات غابوا عن المشهد التام.
وسعى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد لتقديم نفسه كعراب للتطبيع مع إسرائيل أملا في تعزيز نفوذه الإقليمي وهو ما لم يتحقق له في أول صراع كبير في فلسطين منذ إشهار التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب.