موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

خسائر للعام الرابع تلاحق أكبر شركة طيران في الإمارات وسط ملاحقات دولية

205

توجه شركة الاتحاد للطيران أكبر شركات الطيران في دولة الإمارات خطر الإفلاس في ظل تكبدها خسائر للعام الرابع على التوالي، بينما تواجه ملاحقات دولية بشأن ديون كبيرة، ما يزيد من تعقد المشهد القاتم الذي تفرضه جائحة فيروس كورونا.

ولم يمر سوى نحو ثلاثة أشهر على إعلان الناقل الوطني لدولة الإمارات عن خسائر بقيمة 870 مليون دولار لعام 2019، للعام الرابع على التوالي، حتى أظهرت وثائق قانونية أن محكمة في نيويورك أرسلت مذكرات استدعاء للشركة، في السابع من يوليو/ تموز المقبل، للبت في مصير ديون تبلغ قيمتها 1.2 مليار دولار مستحقة على الشركة وكيانات تابعة لها، يطالب الدائنون باسترجاعها.

ووفق تقرير لوكالة رويترز العالمية للأنباء فإن المحكمة أرسلت أيضاً مذكرات استدعاء لوكالة فيتش للتصنيفات الائتماني، والتي أشارت في تقرير لها قبل نحو ثلاث سنوات إلى إصدار الشركة الإماراتية سندات لتمويل أعمالها وشركة أليطاليا التابعة لها بشكل جزئي وتعرضت للإفلاس.

ويطلب مستثمرون، من بينهم “بلو باي” لإدارة الأصول المتخصصة في أدوات الدخل الثابت، النفاذ إلى “اتفاق تحمل دين” وقعته الاتحاد الإماراتية والناقلة الإيطالية أليطاليا في 2016، قبل أن تشهر أليطاليا إفلاسها.

وأصدرت الاتحاد سندات في 2015 و2016 عبر شركة ذات غرض خاص مقرها أمستردام، تحمل اسم “إي.إيه بارتنرز”، والتي وزعت المال في ذلك الحين على الاتحاد وشركات طيران أخرى، من بينها أليطاليا.

وبحسب إفصاحات قدمتها “إي.إيه بارتنرز” لبورصة لندن وتقرير لفيتش صادر في مايو/ أيار 2017، وافقت الاتحاد على تغطية الدين المستحق على أليطاليا بموجب اتفاق تحمل الدين.

ويعتقد المستثمرون أن الوثيقة ستساعدهم في استعادة جزء من المال الذي استثمروه في السندات وطلبوا النفاذ إليها في دعوى أقاموها في 16 يونيو/ حزيران الجاري في المحكمة الجزئية الأميركية للمنطقة الجنوبية من نيويورك.

ووفق مطالبات الدائنين فإن الاتحاد تسعى إلى التنصل من سداد الديون بعد إفلاس أليطاليا، بينما قال متحدث باسم الاتحاد للطيران لرويترز إن “الشركة واحدة من العديد من المقترضين من إي.إيه بارتنرز”.

يأتي طلب حاملي السندات بعد محاولات سابقة للعثور على حلول لإعادة هيكلة الدين، شملت مقترحا جرى تقديمه في إبريل/ نيسان، ولم ترد عليه الاتحاد، وفق رويترز.

وأنفقت الناقلة المملوكة لأبوظبي مليارات الدولارات في عمليات استحواذ على شركات طيران فشلت في تحقيق العائدات المتوقعة.

وأفلست بعض شركات الطيران التي دخلت معها الاتحاد في شراكة منذ ذلك الحين، فيما تكبدت “الاتحاد” في السنوات الأربع الأخيرة خسائر إجمالية بلغت 4.67 مليارات دولار، وفق بيان لها في مارس/ آذار 2020.

واشترت الشركة التي تأسست عام 2003 في إمارة أبوظبي الغنية بالنفط حصصاً في العديد من شركات الطيران الأجنبية، منها “أليطاليا”، و”طيران برلين”، و”فيرجين أستراليا”، و”جت وايز” الهندية” و”طيران سيشيل”.

وفي فبراير/ شباط الماضي، أفصحت الشركة عن توجهها لبيع 38 طائرة للحصول على مليار دولار، ضمن إجراءات لتوفير سيولة مالية وخفض التكاليف.

خسائر قياسية

وقد تكبدت شركة طيران “الاتحاد” خسائر قياسية مع تعمق تفشي فيروس كورونا المستجد وبسبب استثماراتها الفاشلة في أوروبا وتراجع حركة السفر من وإلى الإمارات مع تراجع النمو الاقتصادي وتقلص حركة موظفي الشركات.

وقالت “الاتحاد” التي تملكها حكومة أبوظبي إنها سجلت صافي خسائر بقيمة 870 مليون دولار خلال 2019، نزولاً من 1.28 مليار دولار في 2018، و1.52 مليار دولار في 2017.

وذكرت الشركة في بيان، أن تراجع الخسائر جاء مدفوعاً بارتفاع معدل إشغال المقاعد بنسبة 78.7% ونقل 17.5 مليون مسافر.

وطلبت الشركة من طواقم الطائرات أخذ إجازات مدفوعة الأجر، ويبدو أن تفشي وباء كورونا، بات يهدد الشركة بمزيد من الخسائر، ما يعني تعمق أزمة الناقل الجوي المالية.

وتراجع إجمالي إيرادات طيران الاتحاد في 2019 بنسبة 4.4% إلى 5.6 مليارات دولار، نزولاً من 5.85 مليارات دولار في 2018. وأشارت الشركة إلى أنها قلصت خسائر العام الماضي، التي كان يمكن أن تكون أكبر من 870 مليون دولار.

والخسارة المسجلة في 2019 هي الرابعة على التوالي للناقل الوطني لإمارة أبوظبي. ومع نهاية 2019، بلغ عدد طائرات الشركة 101 طائرة، مؤلفة من 95 طائرة ركاب وست طائرات شحن بمتوسط عمر يصل إلى 5.3 سنوات؛ بينما بلغ عدد وجهات الشركة 76 وجهة.

وتكبدت طيران الاتحاد نحو 8 مليارات يورو، “أي نحو 9.3 مليارات دولار” في شراكات خاسرة مع شركات الطيران الأوروبية خلال السنوات الماضية.

من بين هذه الخسائر، مليارا يورو (نحو 2.34 مليار دولار) في طيران إير برلين وحدها حسب بيانات ألمانية.

وأفلست إير برلين في العام 2018، وكانت “الاتحاد” تملك فيها حصة 29%، كما كانت تملك حصة 49% من شركة الطيران الإيطالية “أليطاليا”، التي تعرضت للإفلاس مرتين.

وحذرت الهيئة الدولية للنقل الجوي (اياتا) من أن تفشي فيروس كورونا المستجدّ قد يكلّف قطاع النقل الجوي عام 2020 خسائر تبلغ أكثر من مئة مليار دولار ما يضع القطاع في وضع “شبه غير مسبوق”.

وقال رئيس “اياتا” الكسندر دو جونياك في بيان نُشر بعد اجتماع في سنغافورة “خلال شهرين ونيف، سلكت آفاق القطاع في معظم أنحاء العالم انعطافة دراماتيكية نحو الأسوأ” متحدثاً عن “وضع غير مسبوق تقريبا”.

ودعا الحكومات إلى خفض الضرائب والرسوم على شركات الطيران. وطالب باعتماد المرونة بالنسبة الى الأوقات المفروضة على الطائرات للاقلاع والهبوط والتي تواجه في الظروف العادية إمكان خسارتها في حال استعملتها بنسبة أقل من 80 في المئة. وقال دو جونياك “نعيش لحظة استثنائية”.

وقدّرت الهيئة الدولية للنقل الجوي التي تضمّ 290 شركة طيران، خسائر في رقم أعمال شركات الطيران في قطاع نقل الركاب، بما بين 63 مليار دولار — إذا تمّ احتواء الفيروس — و113 مليارا في حال استمرّ تفشي الفيروس. ولا يشمل هذا الرقم خسائر نقل البضائع.

وقالت “إياتا” إن أسوأ السيناريوات هو خسارة 19% من العائدات العالمية لنقل الركاب، وهو قطاع أنتج العام الماضي 838 مليار دولار كرقم أعمال.

ولا تشمل دراسة السوق هذه مناطق إفريقيا وأميركا اللاتينية والكاريبي بسبب عدد المصابين الضئيل فيها.

وأوضحت الهيئة انه “على الصعيد المالي، سيكون ذلك مساوياً لما اختبره القطاع خلال الأزمة المالية العالمية” الأخيرة في عامي 2008-2009.

وتراجعت الحجوزات إلى أوروبا من القارة الأميركية وآسيا وإفريقيا، بنسبة 79% خلال الأسبوع الأخير من شباط/فبراير، بحسب أرقام شركة “فوروورد كيز” المتخصصة.

وقالت شركة “ساوث ويست” الأميركية للطيران الخميس “سجّلنا في الأيام الأخيرة، تراجعاً كبيراً في الطلب وزيادة في إلغاء الرحلات بسبب الخشية من فيروس كوفيد-19”. وقدّرت الشركة قيمة الخسارة في أرباحها بما بين 200 و300 ملايين دولار.