قال ناشط حقوقي دولي إن الإمارات تتعمد حجب حقيقة الظروف الكاملة للشيخة لطيفة ابنة نائب رئيس الدولة حاكم دبي محمد بن راشد.
جاء ذلك بعد أن أظهرت صورة نشرت حديثا على حسابين في موقع إنستغرام يفترض أنها الشيخة لطيفة التي كانت قيد الاختفاء لأشهر عديدة.
وعقب كينيث روس من منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية أنه بافتراض أن الصورة حقيقية، فقد يعتبر ذلك “دليلا على أن الشيخة لطيفة حية، لكنه لا يوضح حالها النفسية أو الجسدية ولا ظروف حياتها وحريتها الشخصية”.
وكانت بي بي سي قد نشرت مقطعا صُور سرا، يتضمن شهادة للأميرة قالت فيها إنها قيد الاحتجاز القسري، وتخشى على حياتها.
ولم تتمكن بي بي سي من التأكد من حقيقة الصورة، كما لم تتمكن من الحصول على معلومات إضافية.
ورغم ذلك تشبه الفتاة التي تظهر في الصورة الشيخة لطيفة، وقد أكدت إحدى صديقاتها أنها هي بالفعل بعدما طالعت الصورة.
وعلمت بي بي سي أن الصورة لم تنشر بشكل عرضي، لكنها ضمن تفاعلات تجري بشكل خفي ولم يعلن عنها بعد.
وقال دافيد هيه الشريك المؤسس لحملة “أطلقوا سراح لطيفة” على وسائل التواصل الاجتماعي، “نستطيع أن نؤكد أن هناك أحداثا عديدة محتملة وتطورات إيجابية في الحملة، ولا ننوي التعليق أكثر من ذلك في هذه المرحلة، لكن سنعلق في وقت لاحق تبعا للتطورات”.
وقد رفضت السفارة الإماراتية في لندن، التعليق على الأمر.
كما رفضت الأمم المتحدة التعليق على الصورة، لكنها قالت إنها بانتظار “دليل مقنع على أن الشيخة لطيفة على قيد الحياة” وهو ما قالت الإمارات في وقت سابق إنها ستقوم بتقديمه.
ماذا تظهر الصورة؟
تظهر الصورة الفتاة التي يفترض أنها الشيخة لطيفة، في مركز تجاري يسمى مول الإمارات، وهي تجلس مع فتاتين غربيتي المظهر، وقال أصدقاء الأميرة لبي بي سي إنهم يعرفون الفتاتين، وهما على معرفة بالشيخة لطيفة.
ولا يسمح إنستغرام بتوضيح البيانات الأساسية، عن الصور التي يتم رفعها عليه، بما في ذلك تاريخ التصوير أو موقعه.
ورغم ذلك توضح الصورة وجود إعلان عرض سينيمائي في الخلفية لفيلم “ديمون سلاير” أو قاتل الشياطين، الذي أطلق في الإمارات في 13 من الشهر الجاري.
ونشرت الفتاتان الصورة على حسابيهما، الخميس الماضي وعلقت إحداهما على الصورة قائلة “لحظات ممتعة في مول الإمارات، مع الأصدقاء”.
ورفضت الفتاتان طلب بي بي سي التعليق على حالة الشيخة لطيفة، أو أي شيء متعلق بالصورة.
ماذا حدث للأميرة لطيفة؟
تقول الشيخة لطيفة إنها حاولت الفرار من دبي بمساعدة أصدقاء في شهر فبراير/شباط عام 2018 كي تبدأ حياة جديدة.
وقالت في شريط فيديو سجلته قبل فرارها “لا يسمح لي بقيادة السيارة، لا يسمح لي بالسفر أو مغادرة دبي”.
وبعد مضي عدة أيام قالت الشيخة إن فرقة كوماندوز اختطفتها بينما كانت على متن قارب في المحيط الهندي، ونقلت جوا إلى دبي، وبقيت هناك حتى الآن.
وقال والدها إنه يعمل ما يخدم مصلحتها. وجاء في بيان صادر عن العائلة الحاكمة في دبي إنها تحظى بالرعاية في المنزل.
وأضاف البيان أن “الشيخة لطيفة في تحسن مستمر ونأمل أن تعود للحياة العامة في الوقت المناسب”.
واستخدمت لطيفة هاتفا حصلت عليه سرا لتسجيل عدد من الرسائل على مدى شهور.
وسجلت الرسائل داخل الحمام، وهو المكان الوحيد الذي تستطيع إغلاق بابه، كما قالت.
وقالت في رسائلها إنها “قاومت الجنود الذين اختطفوها من القارب، ورفستهم وعضت ذراع أحدهم مما دفعه للصراخ. ثم جرى تخديرها ونقلت إلى طائرة خاصة ولم تعد إلى وعيها إلا عندما هبطت الطائرة في دبي”.
وتقول إنها محتجزة لوحدها، ولا تحصل على رعاية طبية أو مساعدة قانونية، في فيلا أغلقت أبوابها ونوافذها، ويحرسها رجال الشرطة.