موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات تفرض سلطتها على موانئ اليمن لدعم ميليشياتها بالسلاح

181

في أحدث ممارساتها الإجرامية لنشر الفوضى والتخريب في اليمن والدفع إلى تقسيمه، قال وزير النقل اليمني صالح الجبواني إن دولة الإمارات تفرض سلطاتها على موانئ البلاد لجلب الأسلحة للمتمردين الانفصاليين في عدن وغيرها من الميليشيات.

وذكر الجبواني في تغريدة على تويتر “بدأت الإمارات خلال الأيام الماضية بتسيير رحلات من وإلى مطار الريان بدون أي تنسيق مع وزارة النقل، وهي تقوم أيضاً باستخدام موانئ البلاد لجلب الأسلحة للمتمردين في عدن”.

وأضاف “قريباً سنضع هذه التجاوزات على سيادة الدولة على طاولة الإيكاو والمنظمة البحرية الدولية والهيئات الدولية ذات العلاقة”.

وتتخذ الإمارات، الشريك الفاعل في التحالف العربي الذي تقوده السعودية، من مطار الريان مقرا وقاعدة عسكرية لها، وترفض إعادة افتتاحه أمام حركة الطيران لدواعٍ أمنية، رغم بسط قوات ما يسمى “النخبة الحضرمية” التابعة لها، سيطرتها على مدن وقرى ساحل حضرموت.

ويعد “الريان الدولي”، من أبرز المطارات المحلية، والثالث بعد مطاري صنعاء وعدن، من حيث التجهيزات والخدمات، وتوقف عن العمل بعد سقوط مدينة المكلا بيد عناصر تنظيم القاعدة في أبريل 2015، قبل أن يتم استئناف العمل به.

كما أنه شريان حياة لأربع محافظات، هي “حضرموت وشبوة”، أغنى محافظات اليمن بالمصادر الطبيعية كالنفط والغاز والذهب، إضافة إلى “سقطرى” ذات التنوع المائي والنباتي الفريد، و”المهرة” المحاذية لسلطنة عمان.

ومؤخرا قالت مصادر حكومية يمنية، إن أبوظبي عززت معسكرات الانفصاليين في عدن جنوبي اليمن بأكثر من 300 دبابة، بالتزامن مع وصول قوات سعودية ويمنية إلى شبوة شرقي البلاد.

وقد أدى الاقتتال بين حلفاء كل منهما في جنوب اليمن إلى توسيع الصدع في التحالف بين السعودية والإمارات، الذي كان يقاتل ضد المتمردين الحوثيين.

وقالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية للأنباء في تقرير لها إن القتال بين حلفاء السعودية والإمارات في جنوب اليمن فتح جرحا في التحالف السعودي الإماراتي، ما ينذر بتمزيق البلد إلى أجزاء متناحرة صغيرة.

وشهد الأسبوع الماضي تصعيدا مذهلا في الاضطرابات في الجنوب؛ حيث قصفت الطائرات الحربية الإماراتية المقاتلين الموالين للرئيس اليمني المعترف به دوليا “عبدربه منصور هادي”، الرجل الذي يفترض أن التحالف يحاول استعادة سلطته في العاصمة صنعاء. وتم قتل العشرات، ونكأت الإمارات الجراح بوصف قوات “هادي” بـ”الإرهابية”.

ويصف أنصار “هادي” الضربة بأنها كانت “نقطة تحول”، ويتهمون الإمارات بإثارة “انقلاب” عبر الميليشيات المتحالفة معها للإطاحة بحكومة الرئيس الشرعي، والسعي إلى انفصال الجنوب.

وفي أغسطس/آب، اقتحمت الميليشيات عدن وغيرها من المدن الجنوبية، وطردت قوات “هادي” بعد قتال دموي. وعندما حاولوا التوسع إلى محافظة “شبوة” الغنية بالنفط، سارع السعوديون بإمداد قوات “هادي” بالمساعدة لصد الهجوم.

وبدعم من الولايات المتحدة، أطلقت السعودية والإمارات تحالفهما عام 2015 لمحاربة المتمردين الشيعة المدعومين من إيران، المعروفين باسم “الحوثيين”، الذين استولوا على العاصمة صنعاء وأجزاء كبيرة من البلاد آنذاك. وتعهد التحالف بوقف ما يعتبره محاولة إيرانية للاستيلاء على اليمن.

وتسببت الحرب الأهلية التي تلت ذلك في مقتل عشرات الآلاف، ونزوح الملايين من ديارهم، ودمرت البنية التحتية البلاد، ودفعت بالكثير من السكان إلى حافة المجاعة.

وبعد 4 أعوام، لا يزال الحوثيون يسيطرون على جزء كبير من الشمال، وتوقف القتال ضدهم تقريبا. وكان لدى القوتين الخليجيتين جدولا أعمال متصادمان.

ويعتقد المسؤولون اليمنيون أن الإمارات، التي أعلنت فجأة الشهر الماضي أنها ستسحب معظم قواتها من اليمن، تريد من حلفائها المحليين ضمان سيطرتها المستمرة على الجنوب. وأظهرت الإمارات عدم ميلها لدعم “هادي” بسبب صلاته بعدوها، “جماعة الإخوان المسلمين”.

وتخشى السعودية، التي تدعم “هادي”، من توسع السيطرة الإماراتية، وتعارض انفصال الجنوب، الذي سيكرس فعليا الحكم الحوثي في ​​الشمال.

وتهيمن الإمارات على الجنوب عبر الميليشيات التي تسلحها وتمولها، وهي تدير قواعد ومراكز سلطة مستقلة عن الحكومة. وفي عام 2017، اندمجت الميليشيات التابعة لأبوظبي لها تحت لواء “المجلس الانتقالي الجنوبي”، الذي يسعى إلى استعادة دولة الجنوب اليمني التي كانت قائمة حتى عام 1990.

وبعد اندلاع هذا العنف الجديد، نفى “المجلس الانتقالي الجنوبي” أنه يسعى إلى الانفصال الفوري أو الإطاحة بـ “هادي”. لكنه ادعى أن الهجوم كان لتطهير المدينة من “الإرهابيين” المتحالفين مع “هادي” بحد قوله، في إشارة إلى حزب “التجمع اليمني للإصلاح”، فرع جماعة “الإخوان المسلمين” في اليمن.

وفي الوقت نفسه، يقود “هادي”، البالغ من العمر 73 عاما، إدارة ضعيفة أبقت الإمارات عليها إلى حد كبير خارج الجنوب. ويصف معارضوه حكومته بأنها “حكومة الفنادق”؛ لأن وزراءه غالبا ما يقيمون في فنادق “خمس نجوم” في الخارج.

وقضى “هادي” معظم فترات الحرب الأهلية في العاصمة السعودية. وعندما حاول زيارة عدن عام 2017، منعه المسؤولون الإماراتيون، الذين يسيطرون على المطار من الهبوط.

لكن “هادي” لديه قوات على الأرض، من بينها أجزاء من الجيش الوطني، وقوة تعرف باسم “الحرس الرئاسي”، بقيادة ابنه “ناصر”.

وكان أهم العوامل وراء الاحتكاكات السعودية الإماراتية يجري وراء الكواليس العام الماضي. وصرح مسؤولان يمنيان رفيعا المستوى، لوكالة “أسوشيتيد برس”، أن السعودية أجبرت حكومة “هادي” على قبول الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة، والتي أوقفت هجوم الميليشيات التي تدعمها الإمارات لاستعادة ميناء الحديدة الحيوي من الحوثيين.

وقال المسؤولون إن السعودية كانت تخشى أن يقع أهم ميناء يمني على البحر الأحمر تحت سيطرة الإمارات، إلى جانب الموانئ الجنوبية الرئيسية الأخرى التي تحتفظ بها. ومثل المسؤولين الآخرين، تحدث المسؤولان بشرط عدم الكشف عن هويتهما بسبب العلاقات الدقيقة بين الحكومة اليمنية والإمارات والسعودية.

ووقعت العلامة التالية على اضطراب العلاقات بين أبوظبي والرياض خلال هذا الصيف؛ عندما بدأت الإمارات سحب معظم قواتها من اليمن.

وقال المسؤولان إنه لم يتم إبلاغ السعودية مسبقا بالأمر. واكتشفت حكومة “هادي” القرار فقط عندما التقى رئيس وزرائه “معين عبد الملك” في يونيو/حزيران مع ولي العهد الإماراتي “محمد بن زايد” في أبوظبي.

وقال “بن زايد” إن سمعة الإمارات تضررت بسبب حرب اليمن، وألقى باللوم على حزب “التجمع اليمني للإصلاح”. وفي وقت لاحق، أعلنت الإمارات أن الانسحاب يهدف إلى تعزيز محادثات السلام مع الحوثيين.

وحذرت الأجهزة الأمنية التابعة لـ”هادي”، في تقرير داخلي حصلت عليه “أسوشييتد برس” يعود إلى أبريل/نيسان، من تحضيرات لـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” لشن انقلاب. وقال التقرير إن قادة الميليشيات التقوا بمسؤولين إماراتيين وناقشوا تلك الخطط.

وفي يونيو/حزيران، وصلت شحنات إماراتية جديدة من العربات المدرعة والأسلحة والذخيرة إلى عدن لصالح الميليشيات، وفقا للمسؤولين. وأكد الإماراتيون للحكومة أن الأسلحة كانت موجهة فقط للخطوط الأمامية التي تواجه الحوثيين.

وعلق أحد المسؤولين: “لقد خُدعنا جميعا”.

وهاجمت الميليشيات قوات “هادي” في عدن في 7 أغسطس/آب، وهزمتهم خلال أيام من الاشتباكات في الشوارع. واستولى رجال الميليشيات على قواعد مؤيدة لـ”هادي” حول المدينة، ونهبوا القصر الرئاسي، وسرعان ما طاردوا القوات الحكومية في مدن الجنوب الأخرى.

لكنهم ذهبوا بعيدا عندما حاولوا الاستيلاء على “عتق”، عاصمة محافظة “شبوة”. وتعتبر “عتق” مدينة استراتيجية؛ حيث تعد مفتاحا للوصول إلى حقول النفط في الجنوب، وبوابة إلى الشمال بسبب جغرافيتها المرتفعة نسبيا.

وهرعت السعودية بالأسلحة والمركبات المدرعة إلى قوات “هادي”، ومنعت الإماراتيين من ضربهم عبر ضربات جوية، وفقا لزعماء القبائل المحليين واثنين من كبار السياسيين.

وتم طرد الميليشيات في النهاية. وبدأت قوات “هادي” معركة مضادة، فتقدمت إلى أبواب عدن، رغم التحذيرات السعودية بعدم التصعيد عن طريق دخول المدينة أو الاقتراب من مطارها. وهناك تعرضوا لضربات جوية إماراتية في 29 أغسطس/آب؛ ما أسفر عن مقتل 30 مقاتلا على الأقل، وترك المركبات محترقة.

وقالت الإمارات إنها ضربت “إرهابيين” هاجموا قوات التحالف؛ ما أغضب “هادي” ومسؤولي حكومته. وتساءل نائب وزير الخارجية اليمني “محمد الحضرمي” مستنكرا: “هل يعني هذا أن هادي إرهابي؟، هل يعني هذا أن جيش هادي إرهابي؟”.

وفي وسط هذا الجمود، يعقد المسؤولون السعوديون والإماراتيون المناقشات. وأصدرت الحكومتان بيانين يدعمان فيهما الوحدة و”الشرعية”، في إشارةظاهرية إلى وجود أرضية مشتركة بينهما.

وتركز المحادثات على تشكيل مجلس وزراء جديد يشمل “المجلس الانتقالي الجنوبي” والأحزاب الأخرى. لكن النقطة الشائكة تدور حول ما إذا كانت الميليشيات ستندمج في قوات “هادي” أم ستبقى مستقلة.

وتقول حكومة “هادي” إنها لن تتحدث مع المجلس الجنوبي حتى تنسحب قواته من عدن، ويعارض مسؤولو المجلس الانضمام إلى حكومة تضم حزب “التجمع اليمني للإصلاح”. وعقد المجلس، سلسلة من التجمعات الجماهيرية في شوارع عدن لإظهار الدعم الشعبي.

وينظم كلا الجانبين صفوفه استعدادا لتجدد الاشتباكات. إذ أرسل الإماراتيون المزيد من الدبابات والصواريخ والذخيرة إلى الميليشيات في عدن، ويعيد السعوديون تزويد قوات “هادي” بالإمدادات، على حد قول العديد من المسؤولين اليمنيين.

وقد تتسبب دوامة العنف الجديدة في تقسيم الجنوب إلى جيوب أصغر؛ حيث تسيطر القوات الموالية للإمارات على عدن والمحافظات المجاورة، بينما يتمسك معسكر “هادي” بالأجزاء الباقية.

وقال العديد من السياسيين اليمنيين، الذين تحدثوا إلى “أسوشييتد برس”، إن القيادة السعودية منقسمة، ويبدو أنها فوجئت بتحركات الإماراتيين، لكن المملكة لا توال تحجم عن الانفصال عن حليفها الإماراتي وخوض معارك مباشرة معه في الجنوب.

ووصف الكاتب السعودي “سليمان العقيلي” الغارات الجوية الإماراتية بأنها “جرح عميق”، محذرا على شاشة تلفزيون اليمن اليوم: “لن ننسى الأمر بسهولة”.