موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحليل: لجوء محمد بن زايد لعار التطبيع مع إسرائيل هروب من أزمات كبرى

147

يجمع مراقبون على أن لجوء ولي عهد أبوظبي الحاكم الفعلي لدولة الإمارات محمد بن زايد إلى إبرام اتفاق عار التطبيع مع إسرائيل يشكل محاولة هروب منه من أزمات كبرى يواجهها داخليا وخارجيا.

قرّر بن زايد أن يحاول الخروج من مربع أزماته المتفاقمة عبر اتفاق عار التطبيع، وطبقا لمشورة خبراء مكتب الأزمات في واشنطن، لا بد من إيجاد مشكلة ينشغل بها الناس في كل مكان، لتناسى الانكسارات التي تواجه ولي عهد أبو ظبي.

فأزمات محمد بن زايد كثيرة ومتشعبة داخليا وإقليميا وعربيا ودوليا، أزمة اقتصادية، السحب من الصندوق السيادي لأبوظبي يتعاظم، الأمر الذي سيخلّ بالاحتياطي العام للدولة، وإمارة أبوظبي تحديدا.

وفقدت دبي أكثر من 20 ألف وظيفة في قطاعاتٍ مهمة، وفق الـ”نيويورك تايمز” (14/7/2018)، يضاف إلى ذلك تهميش دور المجلس الأعلى للاتحاد، مخالفة المادة 45 من الدستور “في حال عجز رئيس الدولة الاتحادية عن القيام بدوره يقوم نائب رئيس الدولة (وهو في هذه الحالة حاكم دبي محمد بن راشد) بمهام رئيس الدولة الاتحادية”.

وهناك حصار محمد بن زايد دولة قطر، الأمر الذي لاقى معارضة شديدة من حكام الإمارات الآخرين، كما فشل في بناء أكبر مطار عالمي في دبي، يقدّر استيعابه بأكثر من 250 مليون مسافر، بسبب تراجع اقتصاد الإمارات.

وهناك خلافات بين حكام الإمارات ومحمد بن زايد، لعدة أسباب، أهمها السياسة الخارجية والدفاعية والحروب التي تخوضها الإمارات في اليمن وليبيا، وتمويل الحروب في سورية والعراق (تصريحات حاكم الفجيرة، راشد بن حمد الشرقي).

فضلا عن أن بن زايد أصبح منبوذا في عواصم غربية عديدة، وقد بات يخشى السفر إليها، لأنه متهم بارتكاب جرائم حرب في اليمن وليبيا وغيرهما، وأيضا بسبب ملف أبو ظبي الأسود في حقوق الإنسان.

لهذه العوامل وأكثر، قرّر بن زايد إعلان ما أسماه “اتفاق سلام” بين الإمارات وإسرائيل. وأصر على أنه تم الاتفاق بينهم على إيقاف إسرائيل خطتها ضم أراض فلسطينية غير أن نتنياهو تحدّث علنا أمام وسائل الإعلام إن خطته تطبيق السيادة الإسرائيلية على هذه الأراضي لم تتغير، على الرغم من توقيع الاتفاق، التاريخي بحسبه، مع أبوظبي التي وصفته نصرا، واعتبره وزير خارجية الولايات المتحدة، بومبيو “خطوة مهمة من أجل السلام في الشرق الأوسط”، فيما رأت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إعلان الاتفاق بين الثلاثة “قفزة إلى المجهول”.

بهذا الصدد يؤكد المراقبون أن الرابح إسرائيل، والخاسر الأكبر دولة الإمارات بقيادة محمد بن زايد. والحملة من أجل تفريج أزماته لن تجد طريقها للنجاح.

قد يذهب محمد بن زايد إلى واشنطن، ليوقع الاتفاق أمام الخلق في البيت الأبيض، بعد أن اطمأن إلى عدم شكايته قضائيا في أميركا لكن هذا الاتفاق سيبقي يشكل أكبر وصمة عار في تاريخ حكم آل نهيان.