موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إمارات ليكس ترصد: حقائق حول تورط الإمارات على مصر في أزمة سد النهضة

236

تؤكد حقائق الأحداث المتتالية تورط الإمارات بشكل مباشر على مصر في أزمة سد النهضة وتقديم دعم علني إلى إثيوبيا.

يتم ذلك خدمة لأطماع أبوظبي في منطقة القرن الإفريقي دون اعتبار للتحالف المعلن بينها وبين القاهرة.

من شواهد ما جرى قبل ثلاثة أسابيع مع ازدياد التوترات الحدودية بين إثيوبيا والسودان على خلفية نزاعات حدودية.

وخلافات متنامية حول سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان، وعمليات عسكرية في إقليم تيغراي.

تمثل بظهور رجل ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ومستشاره الأمني محمد دحلان بطريقة مفاجئة بجوار رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في زيارة لمنطقة داورو كويشا بمقاطعة كونتا في إقليم شعوب جنوب غرب إثيوبيا.

في مشهد يبدو وكأنه وقت الحصاد الإماراتي لمواقفه الحربية والاقتصادية الداعمة للنظام الإثيوبي.

وشكل وقوف محمد دحلان بجوار رئيس الوزراء الإثيوبي استدعاءً تاريخياً لمندوب المستعمر القديم الذي يظهر عادة في الوقت المناسب ليعلن عن نفسه أمام الجميع بأن له مصالح في الصراعات يجب أن تؤخذ في الاعتبار.

وذلك حتى لو كان المعلن منها أنها مشروعات سياحية وتنموية.

التباس الموقف الإماراتي

وهكذا شكّل الظهور الإماراتي العلني مرة أخرى شكلاً من أشكال الالتباس حول الدور الإماراتي حول ضفاف أزمة سد النهضة.

لم تكن القاهرة راضيةً تماماً عن الدور الخليجي في أزمة سد النهضة.

فقد عبرت عنه القاهرة منذ البدايات، ففي جريدة الأهرام بتاريخ 7-1-2017 نشر مقال “خجول” بعنوان (إثيوبيا تتنفس بأموال الخليج.. السعودية تشرب القهوة بجوار “النهضة”).

وكانت السياسة المصرية متخوفة من الموقف الخليجي الذي لا يعنيه إلا استثماراته في إثيوبيا وأمن الخليج في القرن الإفريقي.

ولكن قوة العلاقات المصرية الخليجية حالت دون التذمر العلني إلا أن الظهور الإماراتي الفج حول سد النهضة كداعم للنظام الإثيوبي ضد معارضيه قد أعطى القاهرة إشارات متضاربة حول الموقف الإماراتي، وهل هو حليف يريد أن تحل الأزمة! أم لاعب جديد يريد أن يكون له دور في ترتيبات القرن الإفريقي على حساب الدور المصري؟.

أسئلة كثيرة طُرحت ولم تجد لها إجابات محددة، حول الدور الإماراتي في إثيوبيا وإريتريا وحول سد النهضة.

خلافات متزايدة

ولكن القاهرة كانت لديها إشارات لا تخطئها العين للرد على بعض الأسئلة دون الحديث العلني في الصحف والميديا عن طبيعة الخلافات.

فالقاهرة وفي تطور مفاجئ قامت بالاتصال المباشر مع الحكومة الليبية بقيادة فايز السراج، الذي يقف ضد حليفها الجنرال خليفة حفتر.

وتم الحديث عن عودة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، وهو ما اعتبر قراراً من القاهرة بالابتعاد ولو قليلاً عن الإمارات في ملف حيوي بالنسبة للدبلوماسية الإماراتية في منطقة حساسة تريد الإمارات أن تلعب فيها دوراً حيوياً.

وكذلك قيام القاهرة بالاستعراض والتدريب العسكري المشترك مع السودان، واللتان تلاقت وجهتا نظريهما في أن ترك مشكلة سد النهضة دون حسم هو أمر بالغ الخطورة.

خصوصاً أن هناك لاعبين جدداً ظهروا على الساحة، وأن أي محاولة لتغيير معادلة القوى عبر الحدود الإثيوبية السودانية ستقابل من القاهرة بدعم كامل دون الأخذ في الاعتبار مصالح الخليج الاقتصادية.

القاهرة بعثت بإشاراتها، ولكن يبدو أن تعقيدات المشهد السياسي المتداخل بين مصر والإمارات سيؤجل إلى حين مدى استجابة الإمارات والخليج لمطالب مصر والسودان في أزمة سد النهضة.

إن نفاد صبر القاهرة قد أصبح وشيكاً، بسبب طول مفاوضات سد النهضة وعدم التوصل لاتفاق يحافظ لها على حقوقها في مياه النيل.

وقد أصبحت أدوات الرد العسكري على مشارف سد النهضة، من طائرات الرافال الحديثة، وطائرات ميج 29 المحملة بصواريخ جديدة وحديثة ذات قدرات تدميرية عالية، لم تكن في حوزتها من قبل.

كما أن المناورات الحربية الجوية المشتركة مع السودان والمسماة “نسور النيل 1″، أعطت إشارات واضحة لإثيوبيا ومن يدعمها بأن صوت أزيز الطائرات قد أصبح يُسمع من على مسافة قريبة جداً من سد النهضة ومن استثمارات الداعمين لها، وأنه يجب أن تحل الأزمة دون اللجوء للحل العسكري الذي سيفجر صراعاً ممتداً في القرن الإفريقي سينعكس بالضرورة على أمن الخليج.

تضارب الرؤى

الحديث عن شروخ كبيرة في العلاقة بين القاهرة وأبوظبي متزايد في ظل تضارب في الرؤى حول الكثير من القضايا.

وأطماع أبوظبي للسيطرة والنفوذ في مناطق كثيرة، مثل اليمن والقرن الإفريقي وليبيا، يولد مشكلات وصراعاً مكتوماً ترى القاهرة فيه عدم التصعيد وترى في بعث الإشارات تلو الأخرى وسيلة ناجعة في الوقت الحالي حتى تراجع أبوظبي سياساتها، التي تراعي فيها مصالح حلفائها.

ولكن سيبقى ملف سد النهضة علامة فارقة بين القاهرة وأبوظبي والحلفاء الخليجيين.

إذ تنتظر منهم القاهرة دعماً وضغطاً يراعي مصالحها في مواجهة التعنت الإثيوبي، وإلا فإن القاهرة ستكون مجبرة على التصرف بمفردها بما يحفظ مصالحها مبتعدة عن الخليج، الذي يرى في إسرائيل حالياً حليفاً مستقبلياً يضمن له تمدداً في القرن الإفريقي يضمن أمنه.