موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

توسع غير مسبوق للاحتجاجات ضد الإمارات وميلشياتها في عدن اليمنية

152

تسود حالة من الفوضى داخل سجن تشرف عليه القوات الإماراتية في عدن إثر إعلان نزلائه العصيان، وذلك بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات للمطالبة بتسليم جنود تابعين لقوات مدعومة إماراتيا بعد قتلهم شاهدا في قضية اغتصاب طفل.

وقالت مصادر من داخل بئر أحمد في عدن إن النزلاء تظاهروا احتجاجا على إجراءات إدارة السجن تقسيم العنابر إلى زنازين، وتوزيع المعتقلين في مجموعات صغيرة داخلها.

وأضافوا أن حالة من الفوضى تسود السجن بعد اقتحام قوة أمنية عنابر السجن ومحاولتهم بناء جدران إسمنتية، بما يضمن السيطرة عليه وتوزيع المعتقلين فيه، بينما أعلن نزلاء السجن العصيان.

وشهدت محافظة عدن على مدى ثلاثة أيام احتجاجات للمطالبة بتسليم جنود تابعين لقوات مكافحة الإرهاب المدعومة إماراتيا، وذلك بعد قتلهم الشاهد الرئيسي في قضية اغتصاب طفل بمدينة المعلا، كما دعا ناشطون إلى العصيان المدني في عدن احتجاجا على تجاوزات التشكيلات المسلحة التي ظهرت مؤخرا في المدينة ولا تخضع لأجهزة الدولة.

وتوسعت الاحتجاجات في عدن ووصلت إلى مناطق ومدن جديدة في عدن، لتشمل مدن كريتر والقلوعة والتواهي، مقر تواجد قيادات “الانتقالي”، فضلاً عن احتجاجات في المنصورة وخور مكسر والشيخ عثمان، وكلها ناهضت القوات الموالية للإمارات.

وقطع المحتجون الطرقات وأشعلوا الإطارات، مطالبين بتقديم المتورطين في تصفية الشاب رأفت دنبع إلى القضاء بشكل عاجل.

واستنكر المحتجون عدم تجاوب القوات الموالية للإمارات مع مطالب شخصيات وجهات اجتماعية ومدنية في عدن دعت إلى الإسراع بتقديم الجناة.

وكانت الاحتجاجات قد اندلعت الأحد في مدينة المعلا بعدن بعد ساعات من تصفية الشاب دنبع برصاص القوات المدعومة إماراتياً.

من جهتها أعلنت وزارة الداخلية اليمنية فتح تحقيق في القضية وتشكيل لجنة لاحتواء الوضع.

وأصدر نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري قراراً بتشكيل لجنة تحقيق في قضية مقتل رأفت دنبع في مديرية المعلا.

ونصت المادة الأولى من القرار رقم 208 على تشكيل اللجنة برئاسة اللواء الركن محمد مساعد الأمير وكيل قطاع خدمات الشرطة، وعضوية كلٍ من: اللواء أحمد علي مسعود الوكيل المساعد لقطاع الأمن، والعميد رياض السقاف مستشار وزير الداخلية، والعميد هادي علي عبيد مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي، والعقيد أبوبكر جبر نائب مدير أمن عدن، والعقيد صالح القملي مدير البحث الجنائي بعدن.

وكان الميسري اتهم أطرافا في إشارة إلى الإمارات والمليشيات التابعة لها بالتدخل في الأوضاع الأمنية، وطالب بتصحيح الخلل في العلاقة بين الحكومة اليمنية والتحالف السعودي الإماراتي.

شار إلى أن ثمة تشكيلات مسلحة تتبع الإمارات في محافظات يمنية عدة، منها عدن العاصمة المؤقتة والمكلا وشبوة، وقد حذر قادة محليون في محافظة المهرة من خطورة تشكيل مليشيا خارج أجهزة الدولة يسعى إلى تشكيلها المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات.

وقال وكيل المحافظة لشؤون الشباب بدر كلشات المهري في وقت سابق إن هذه القوات تهدف إلى إشعال صراعات لا تنتهي ونشر العنف المسلح، إضافة إلى تقويض شرعية الدولة والمؤسسات الأمنية والعسكرية.

وقبل أيام كشف علي البجيري، القيادي الجنوبي وعضو مؤتمر الحوار الوطني اليمني، أن القوات الإماراتية الموجودة في البلاد قتلت  32 رجل دين يمنياً، كما أنها أحضرت قيادياً من تنظيم الدولة إلى اليمن.

وقال البجيري في حوار صحفي إن الإمارات نقلت قيادياً داعشياً يُدعى أبو بكر الذخري من العراق إلى اليمن؛ لخلق نواة لتنظيم الدولة في اليمن بهدف استخدامه مبرراً للإبقاء على قواتها ووجودها العسكري.

وأضاف أن أبو أبوظبي قتلت 32 رجل دين يمنياً منذ دخول قواتها في أعقاب تدخّل التحالف السعودي الإماراتي، في مارس 2015، كما أنها أنشأت أكثر من 13 سجناً ومعتقلاً استخدمتها لإخفاء الشباب قسرياً.

وفي معرض رده على سؤال حول خطط إماراتية لإشاعة الفوضى هناك من خلال إقامة قواعد لـ”داعش” و”القاعدة”، أجاب البجيري: “بكل تأكيد، فبعد ما يقارب الـ4 سنوات باتت مخططات الإمارات في اليمن مكشوفة للجميع”.

وأضاف: “بات الجميع يدرك بأنها (الإمارات) جاءت إلى اليمن لتدمير الدولة (..) من خلال إنشاء أحزمة يمنية مناطقية وقبلية، وتشكيل مليشيات موالية لها تتحرك بأوامرها وتعليماتها”.

وقال في سياق متصل: إن “التحالف السعودي الإماراتي اليوم ثقيل على اليمنيين، خاصة بعد أن ظهرت أطماعه الاستعمارية المعروفة، واتضح أن هدفه بات محصوراً في تقطيع أوصال اليمن”.

وعن السعودية اعتبر أن “العقلاء والكبار وذوي الخبرة الذين كانوا يديرون سياسة المملكة، بعضهم توفّي والبعض الآخر أُبعدوا وأُزيحوا من المشهد بتخطيط وتحريض من ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد”.

وأشار إلى أن بن زايد فعل ذلك “حتى تتسنّى له السيطرة على القرار السعودي وإدارته، وهناك قرائن كثيرة وأدلة على مستوى الصعيد اليمني تثبت كلامي”.

وقال أيضاً: “أخبرت السعوديين بأن أبوظبي تتآمر عليهم وعلى اليمنيين على حدٍّ سواء، وأنها دخلت الميدان وفق صفقة سابقة مع (الرئيس المخلوع) علي عبد الله صالح، تقضي بتأمين عودته هو وأسرته إلى السلطة مقابل حصولها على عدن وسقطرى”.

وأضاف: “قد سبق لأبوظبي أيضاً أن اتفقت مع صالح قبل مقتله على أن تصعد عملية الانفصال؛ من خلال دعم بعض الشخصيات الانفصالية ورفع علم الجنوب”، وهو ما يؤكد تآمر أبوظبي على الرياض.

ويتصدر الخراب المشهد في اليمن بعد نحو أربعة أعوام من بدء دولة الإمارات حربا عدوانية على البلاد ضمن دورها الرئيسي في التحالف العسكري الذي قتل آلاف اليمنيين وحول اليمن إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ويتصدر الخراب المشهد في اليمن بعد نحو أربعة أعوام من بدء دولة الإمارات حربا عدوانية على البلاد ضمن دورها الرئيسي في التحالف العسكري الذي قتل آلاف اليمنيين وحول اليمن إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وتعد عدن العاصمة المؤقتة لليمن في واجهة صور الخراب الإماراتي المتعمد في اليمن.

إذ شرعت الإمارات وحلفاؤها منذ سيطرتها على عدن، في فرض واقع مغاير لصورة المدينة، من خلال العديد من الممارسات الإجرامية حتى بات لسان حال سكانها “عدن خربوها من زمان وجاءت الحرب لتكمل القضاء على ما تبقّى من معالم وهوية عدن المدنية، فلم نعد نعرفها اليوم”.