موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إمارات ليكس ترصد.. الدعم الإماراتي المشبوه للسودان يثير انتقادات واسعة

370

أثار إعلان الإمارات والسعودية عن تقديم دعم مادي للسودان بقيمة 3 مليارات دولار أمريكي، وإيداع نصف مليار دولار في البنك المركزي السوداني، انتقادات واسعة لدى الأوساط السودانية التي تخشي من مساعي أبو ظبي إلى “سرقة الثورة” التي أطاحت بالرئيس عمر البشير.

وقالت وكالة الأنباء السعودية “واس”: إن “السعودية والإمارات تعلنان دعم السودان بقيمة 3 مليارات دولار”، مضيفة أن الرياض وأبوظبي ستودعان نصف مليار دولار في البنك المركزي.

وأوضحت أن “الدعم السعودي الإماراتي يشتمل تلبية الاحتياجات الغذائية والدوائية والنفطية”، مشيرة إلى أن “الوديعة في البنك المركزي تستهدف تقوية الجنيه السوداني”.

وتتواصل أشكال الرفض من المتظاهرين في السودان لتدخلات السعودية والإمارات، والتي كان آخرها ما تداوله نشطاء من مقطع فيديو يظهر طرد متظاهرين شاحنة مساعدات إماراتية، في خطوة لرفض محاولات تدخل أبوظبي في بلادهم.

وأظهر مقطع الفيديو شاحنة تحمل لوحة إمارة دبي من داخل الاعتصام القائم أمام مقر قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم، مرددين هتافات من قبيل: “اطلع برا”، وهو ما أجبر الشاحنة على التراجع، وعدم الدخول للاعتصام.

وكان وفد إماراتي برفقة القيادي المفصول من حركة “فتح”، محمد دحلان زار السودان مؤخرا ضمن مخطط لدعم المجلس العسكري في السيطرة على البلاد.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن زيارة وفد الإمارات استهدفت محاولة السيطرة على مقاليد الحكم هناك، وتغيير أي تطورات قد تتعارض مع مصالحها السياسية والاقتصادية، خاصة بعد انقلاب الجيش على الرئيس عمر البشير، تحت وطأة احتجاجات شعبية.

ويرى سودانيون أن الإمارات والسعودية تستغلان الأوضاع السياسية والاقتصادية في السودان، بهدف السيطرة على قرارها في ظل جملة التغيرات التي يشهدها الشرق الأوسط، كما فعلت في ليبيا واليمن وتونس ومصر.

ووصف اقتصاديون الدعم المقدم من السعودية والإمارات للسودان بأنه يصب في مجال الاحتواء المحوري، إلا أنهم لم يخفوا تشككهم، متسائلين لماذا لم تقدما المعونات الاقتصادية عندما ظل السودان لفترات طويلة يعاني من أزمات.

فيما رأى آخرون، أن التعافي الاقتصادي غير ممكن دون دعم عربي وخليجي، ولكنهم راهنوا على عدم الرضوخ للدعم الخارجي والتوجه نحو الاعتماد على الذات والإنتاج المحلي.

وتساءل الخبير الاقتصادي عبدالله محمود، لماذا تقدمت السعودية بدعم اقتصادي في هذه اللحظة، مشيراً إلى دخول البلاد خلال الفترة السابقة ولمدة طويلة في ضائقة اقتصادية صعبة لم تقدم لها الدعم بالصورة المطلوبة وأرجع خطوة السعودية لتخوّف الخليج من ثورات الربيع العربي، خاصة في السودان والتي اقتلعت نظاماً دام ثلاثين عاماً كان ينفذ كل ما تطلبه منه ضد إرادة الشعب، مشيراً إلى أن الدعم جزء من الاحتواء في المرحلة المقبلة.

وأضاف محمود، أن دول الخليج لا تقدم دعماً دون مقابل، ولكنه قال إن حاجة البلاد في الوقت الراهن تتطلب قبول الدعم المقدم من السعودية، خاصة وأن النظام السابق ساهم في تدهور اقتصاد البلاد.

وحذر من “خطورة استمرار الدعم حتى لا يكون مجالا لاحتواء خليجي للبلاد وتكون ضريبة تملي علينا سياساتهم”. وقال: “لا بد أن يكون نظام الحكم ديمقراطياً في الفترة المقبلة ومتيقظاً، مشيراً إلى محدودية دور المجلس العسكري والتي تتمثل في توفير الأمن واستقرار البلاد”.

وشدد على ضرورة تكوين حكومة مدنية تضم كوادر مؤهلة لتخرج البلاد من أزماتها الاقتصادية ولا ترهن مصير شعبها للدعم والمعونات الخارجية، بجانب الاهتمام بتوحيد الرؤى، خاصة أن السودان يحتاج إلى إصلاح مؤسسي كبير للخروج من الاضمحلال الاقتصادي.

وطالب محمود المجلس العسكري بضرورة الإسراع في التحرك، حتى لا يتفاقم الوضع الاقتصادي الذي من شأنه أن يرمي البلاد في أحضان دول تسعى إلى ترويضها.

وقال إن استمرار تدفق الدعم الخليجي لا يصب في مصلحة البلاد، خاصة أن السودان يمتلك العديد من الموارد التي تؤهله اقتصادياً.

بدوره، يرى وزير المالية الأسبق عزالدين إبراهيم، أن المساعدات الاقتصادية المقدمة من الدول الخارجية لن يكون لها أثر فعال حالياً بل تحتاج إلى مدة زمنية.

وقال إن الإصلاحات المطلوبة تشمل إصلاحات على المدى الطويل والقصير، خاصة أنهما يكملان بعضهما. وحذر من الدخول مجدداً في أزمات بسبب الاعتماد على معونات دون إجراء إصلاحات إدارية.

ونصح بأن تشمل الإصلاحات على المدى الطويل التنويع الاقتصادي، كالدخول في المجال الصناعي بكافة أنواعه والصناعات المساندة للزراعة، كصناعة الأسمدة والاهتمام بالخدمات وتصديرها مثل السياحة العلاجية لأنها تلعب دوراً مهماً في تدفق النقد الاجنبي. مضيفا أنه من المعروف أن نصف الاقتصاد السوداني يعتمد على الخدمات، كتحويلات المغتربين التي تساهم بصورة كبيرة في رفد الاقتصاد.

من جانبه، يرى الاقتصادي التوم إبراهيم، في الدعم السعودي-الإماراتي مخرجاً من الأزمة الراهنة، ولو لفترات قليلة يمكنها من تخفيف العبء على المواطن إلى حين ترتيب الأوضاع. وقال إنه يبدو أن السودان موعود بتحول جديد في علاقاته الخارجية، لكنه يشترط في ذلك تبادل المصالح.