موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

بفعل مؤامرات الإمارات.. اتفاق الرياض بشأن اليمن يعود لمربع الصفر

127

عاد اتفاق الرياض الذي رعته المملكة العربية السعودية بين الحكومة الشرعية في اليمن و”المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم إماراتيا، إلى مربع الصفر بفعل مؤامرات أبو ظبي بتقويض الحل السلمي في البلاد.

وأتهم مسئولون يمنيون طوال الأسابيع الأخيرة دولة الإمارات بدفع ميليشياتها في اليمن إلى إفشال متعمد لتنفيذ بنود اتفاق الرياض خمة لمؤامراتها في استمرار نشر الفوضى والتخريب في البلاد.

وعقب أيام من التوتر والتصعيد العسكري بين الجانبين في أبين وشبوة، غادر رئيس الحكومة معين عبد الملك، العاصمة المؤقتة عدن، أمس الأربعاء، بشكل مفاجئ، صوب العاصمة السعودية الرياض.

وكانت عودة رئيس الحكومة اليمنية إلى عدن في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، هي الثمرة الوحيدة التي تحققت من الاتفاق بعد مرور 90 يوما من توقيعه، فيما تعثرت بقية البنود رغم تفاهمات تمت قبل أسابيع وأطلق عليها “مصفوفة عمل سياسية وعسكرية”.

ومكث عبد الملك نحو 80 يوما في قصر معاشيق الرئاسي بمديرية كريتر، وهي أطول فترة يقضيها داخل عدن منذ تقلده رئاسة الحكومة اليمنية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، حيث اعتاد على التنقل بشكل دوري إلى الرياض لإجراء محادثات مع الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي المقيم هناك منذ 5 سنوات.

ولم يقم رئيس الحكومة اليمنية بتنفيذ أي زيارة ميدانية خارج القصر الرئاسي طيلة فترة بقائه في عدن جراء استمرار تأزم الوضع الميداني مع “المجلس الانتقالي الجنوبي”، وعلى الأرجح، فقد أرادت السعودية بقاءه لأطول فترة زمنية ممكنة خشية من تبخر الإنجاز الوحيد للاتفاق الذي هللت له في 5 نوفمبر الماضي.

وعزا الإعلام الرسمي اليمني، سبب مغادرة رئيس الحكومة صوب الرياض إلى “إجراء محادثات مع الرئيس هادي في مختلف الملفات الهامة على الساحة”، لكن مصادر أكدت أن تصعيد “المجلس الانتقالي” كان السبب وراء الزيارة المفاجئة.

ويخشى مراقبون من رفض “الانتقالي الجنوبي” عودة رئيس الحكومة إلى عدن مرة أخرى، خصوصا أنه لا يزال المتحكم بمطار عدن الدولي، ويمتلك تجارب سابقة في رفض هبوط طائرة الرئيس اليمني.

وشهد عدد من مناطق أبين، مناوشات كبيرة بين القوات الحكومية وقوات “الانتقالي” المدعومة إماراتيا، وقالت مصادر إن قتيلين وعدداً من الجرحى سقطوا، في اشتباكات اندلعت على السلاسل الجبلية الواقعة بين محافظتي أبين وشبوة.

وتبادلت الحكومة اليمنية و”المجلس الانتقالي” الاتهامات بشأن تفجير الأوضاع جنوبا؛ ففي حين أعلنت الشرعية أن ما وصفته بـ”الطرف الآخر” رفض الإيفاء بما تم الاتفاق عليه في “مصفوفة الانسحابات”، وخصوصا السماح للواء الدفاع الساحلي بالانتقال من عدن إلى مناطق تمركزه الجديدة في طور الباحة بمحافظة لحج، زعم “الانتقالي الجنوبي”، أن منزل قيادي تابع له قد تعرض لتفجير وقُتل اثنان من عناصره.

ويرفض “الانتقالي الجنوبي” حتى مجرد عبور للقوات الحكومية من أبين صوب لحج عبر عدن، ويدّعي أن من بينها عناصر فجرّت الأوضاع في أغسطس/ آب الماضي وتنوي إعادة التمركز داخل عدن وليس اتخاذها مجرد محطة للعبور.

وعجزت الرياض عن إجبار “الانتقالي” المدعوم إماراتيا، على السماح بمرور القوات الحكومية، ورغم نزول لجنة عسكرية مؤلفة من ضباط سعوديين إلى أبين وتحليق مقاتلات جوية فوق منطقة العلم، التي قصف فيها الطيران الإماراتي القوات التابعة للشرعية في أغسطس/ آب الماضي، إلا أن الانتقالي الجنوبي كرر رفضه للطلب السعودي.

وطالب القيادي السلفي في “المجلس الانتقالي الجنوبي”، هاني بن بريك، بعدم تكرار الكلام في ما يخص الوساطات السعودية، وهو ما اعتبره ناشطون يمنيون تحديا للمملكة التي فقدت الحيلة لأكثر من 90 يوما.

ويتسلح “الانتقالي” بتأييد إماراتي في التعنت حيال تنفيذ الاتفاق وتحدي السعودية؛ واليومين الماضيين، حمّل وزير الدولة الإماراتي، أنور قرقاش، الحكومة السعودية مسؤولية التهرب من تنفيذ اتفاق الرياض، وقال إنه يعكس ما وصفهما بـ”الهشاشة والضعف”.

وقال مصدر يمني إن قائد القوات السعودية في عدن العميد مجاهد العتيبي، لا يمتلك أي تأثير على قيادات “المجلس الانتقالي الجنوبي” التي رفضت الامتثال لتوجيهاته المتكررة في ما يخص عملية الانسحابات من أبين وعدن.

وأشار المصدر إلى أن دور المسؤول العسكري السعودي اقتصر على توفير الحماية فقط لقصر معاشيق الرئاسي، فيما لا تزال القوات المدعومة من الإمارات تحكم قبضتها على كافة مفاصل عدن.

ويقيم العميد العتيبي في مقر قوات التحالف بالبريقة، ويواجه تركة ثقيلة خلفتها القوات الإماراتية، حيث نفذ العشرات من السكان وقفات احتجاجية أمام مقر إقامته للمطالبة بمعرفة مصير المعتقلين والمخفيين قسريا داخل السجون الإماراتية.

ولا يُعرف ما إذا كان صبر السعودية سيطول إزاء تعنت “الانتقالي الجنوبي”، خصوصا قبيل مرور 100 يوم على توقيع اتفاق الرياض، لكن المؤشرات تؤكد أن الفشل قد يكون النتيجة الحتمية مع استمرار التحشيد العسكري في كافة المدن جنوب اليمن.