موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

محمد بن زايد يكرس من الرياض دفع تقسيم اليمن

249

كرس ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد خلال زيارة تم ترتيبها بشكل طارئ إلى السعودية دفع تقسيم اليمن بعد نجاح ميليشيات مسلحة تابعة لأبوظبي مؤخرا في السيطرة على العاصمة المؤقتة عدن.

وكسر بن زايد قطيعة طويلة مع حلفائها في السعودية عبر الاجتماع مع العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان.

وزعم بن زايد تأييده دعوة الرياض لحوار في جدة، من دون أن تسفر الزيارة عن أي مؤشرات تقدم بجهود حل الأزمة في عدن، عقب تحميل الحكومة اليمنية رسمياً الإمارات المسؤولية عن انقلاب “المجلس الانتقالي الجنوبي” الانفصالي في عدن.

وتأتي سيطرة القوات المدعومة إماراتيا على عدن بعد أيام من إعلان أبوظبي انسحاب قواتها من اليمن، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة من الإمارات لإخلاء مسؤوليتها عن “تحرك مرتقب ومخطط له ضد حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي”.

وعلى عكس الحرص الذي أبدته وسائل الإعلام السعودية، بالتأكيد أن اللقاءين المنفصلين للملك وولي عهده مع بن زايد تركزا على التطورات في اليمن، تجاهلت وسائل الإعلام الإماراتية، الإشارة إلى أن اليمن هو الملف الرئيسي في الاجتماع، واكتفت بنقل التصريح الذي أطلقه ولي عهد أبوظبي بشأن اليمن.

ووفقاً لوكالة أنباء الإمارات، فقد قال بن زايد في اللقاء مع العاهل السعودي، إن “التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة قام، منذ تشكيله عام 2015، بدور تاريخي ووقف بحزم ضد محاولة اختطاف اليمن، وإنه عمل ولا يزال من أجل يمن ينعم شعبه بالتنمية والتقدم”.

وتحدث بن زايد عن توافق بين الرياض وأبوظبي “على المطالبة الفورية للأطراف اليمنية المتنازعة بتغليب لغة الحوار والعقل ومصلحة اليمن”، معلناً تأييد الدعوة التي وجهتها السعودية للأطراف اليمنية، إلى الحوار تحت رعايتها.

وجاءت الزيارة السريعة لولي عهد أبوظبي، في ظل الأزمة الكبيرة التي يعيشها، على إثر دعم بلاده الانفصاليين للسيطرة على عدن، ولم تحمل الزيارة وما رافقها من تصريحات معلنة، أيّ بوادر جهود لحل الأزمة مع الحكومة اليمنية.

ويوم السبت الماضي سيطرت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعومة إماراتيا على معظم المواقع والمعسكرات التابعة للحرس الرئاسي الموالي للحكومة اليمنية الشرعية، والتي تتخذ من عدن عاصمة مؤقتة، عقب سقوط صنعاء في أيدي المتمردين الحوثيين.

وقبل ساعات من الزيارة، استضافت مكة المكرمة ذاتها، اجتماعين منفصلين للملك وولي عهده مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ومسؤولين يمنيين، للتباحث في التطورات الأخيرة بعدن، بعدما حمل اليمن رسمياً الإمارات المسؤولية عن انقلاب “المجلس الانتقالي الجنوبي” الانفصالي، ضد المؤسسات الحكومية.

ووضعت الإمارات حليفتها السعودية في مأزق، أمام الرأي العام اليمني والدولي، الذي تابع أحداث الانقلاب المدعوم من الإمارات في عدن، في الوقت الذي تقول فيه أبوظبي إن تدخلها في اليمن لدعم “الحكومة الشرعية” ضد انقلاب الحوثيين.

وأثارت تلك التطورات الحديث حول خلاف سعودي – إماراتي بشأن اليمن، وأن أبوظبي قد قررت التخلي عن حليفتها في التحالف العربي، الذي ينفذ، منذ  2015، عمليات عسكرية في اليمن، دعمًا للقوات الموالية للحكومة، في مواجهة الحوثيين، المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ 2014.

وحاول بن زايد التقليل من حدة الخلافات مع السعودية بتصريحاته أن العلاقات بينهما “كانت ولا تزال وستظل بإذن الله تعالى علاقات متينة وصلبة، لأنها تستند إلى أسس راسخة ومتجذرة من الأخوة والتضامن والمصير المشترك، إضافة إلى الإرادة السياسية لقيادتي البلدين الشقيقين وما يجمع بين شعبيهما من روابط الأخوة ووشائج المحبة والتقدير”.

وأشار إلى أن الإمارات والسعودية “تقفان معاً، بقوة وإصرار، في خندق واحد في مواجهة القوى التي تهدد أمن دول المنطقة وحق شعوبها في التنمية والتقدم والرخاء”.

لكن الوضع المعقد في اليمن، واختلاف حسابات الرياض وأبوظبي هناك، ليس وحده ما يلقي بظلاله على العلاقات السعودية – الإماراتية، خاصة بعدما أبقت الأخيرة الباب مواربا مع طهران، قبل أن تلج منه بالفعل مؤخرا، في زيارات متبادلة وتوقيع اتفاقيات مهمة بينهما، وتحفظها تجاه اتهام إيران بالوقوف خلف الهجمات التي طالت سفنا في مياه الخليج خلال الأشهر الثلاثة الماضية.