موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

وكالة دولية: سوق العقارات في دبي يعيش أسوأ حالاته منذ 2009

217

قالت وكالة “بلومبيرغ” الدولية في تقرير حديث لها إن سوق العقارات في إمارة دبي يعاني أسوأ أوقاته منذ عام 2009، فقد مضت أيام النوافير الراقصة والحدائق المعلقة والمنافسة على كل مشروع غريب وعجيب.

وأبرزت الوكالة الدولية أن مؤتمر “سيتي سبيس غلوبال” الذي يعد من أكبر المؤتمرات للعقارات مع الواقع الجديد، لوحظ فيه غياب كبرى شركات الإنشاء في إمارة دبي مثل “إعمار” التي بنت أطوال برج في العالم وداماك التي أشرفت على إنشاء منتجعات الغولف التابعة لدونالد ترامب من المناسبة.

ومن حضر مثل شركة النخيل التي بنت جزر صناعية على شكل أوراق النخيل لكنها لم تقدم مشاريع جديدة.

وفي إشارة عن الحالة اليائسة لسوق العقارات في دبي، حذرت السلطات في الإمارة السماسرة والمقاولين من ملاحقة المشترين المحتملين في أروقة المؤتمر أو مواقف السيارات في إشارة عن التنافس الكبير بين هؤلاء على جذب مشترين جدد لسوقهم الراكد.

وقال كريس سبيلر، المدير الإداري لـ “سيتي سبيس”  “نتفهم  مظاهر القلق المتعلقة بالميزانية التي يواجهها المقاولون في المناخ الحالي لسوق العقارات في الإمارات وعلى المستوى الدولي.

وأضاف “مع أن الوضع الحالي ليس مقتصرا على دبي إلا أننا نحيي ما قامت به الحكومة من إصدار الحوافز لتقوية القطاع المحلي وتعزيز الثقة في سوق العقارات”.

وتشير الوكالة إلى أن الحس الفاتر في مؤتمر هذا العام هو انعكاس لسوق العقارات وتراجع أسعار البيوت بنسبة الربع منذ عام 2014 وذلك بسبب العرض الكبير والبطء في النمو الاقتصادي.

ويعلق ستيفن مورغان، مدير سافر بي أل سي الشرق الأوسط “نأمل أننا في نهاية الدورة بغض النظر عن أننا سنجد صعوبة في تقبل الوضع في السنوات المقبلة” ويستبعد مورغان ارتفاعا في أسعار البيوت قريبا.

وفي ظل الخفوت في السوق المحلي يحاول الكثير من السماسرة البحث عن وسائل جديدة. وقال علاء البهبهاني، مدير شركة عقارات في الكويت إنه حضر المناسبة للبحث عن فرص للعقارات في تركيا وجورجيا.

وقال إن الكثير من زبائنه باعوا عقاراتهم بأسعار مخفضة لتخفيف خسائرهم، مضيفا إلى أن التوتر الجيوسياسي يضر بالسوق “لو كنت بلدا مستثمرا يجب أن تبتعد عن السياسة”. أما شركة سبها بي أل سي فتعتمد على شركة صينية لبيع العقارات وفتح مكتبا لها في شنغهاي.

ويقول مديرها إن الأسلوب ترك أثاره الإيجابية فقد تم بيع معظم العقارات الخارجة عن خطة المبيعات لمشترين صينيين.

وكانت المناسبة فرصة لعرض البيوت الفاخرة إلا انها أصبحت مناسبة للباحثين عن أسعار متدنية. وتقول المراهنة جينفر كلارك التي تعمل في شركة غلوري الدولية للعقارات التي حضرت من فلوريدا “العقارات يمكن شراؤها هنا أكثر من عندنا”.

وعندما سئل أنطوني كانزيرز من شركة ري ماكس أول بروس الأمريكية عن ميزات شراء عقار يحتاج إلى 14 ساعة سفر بالطائرة قال مازحا “لأنها غريبة أليست دبي مثل موناكو”.

وقبل أيام نشرت وكالة رويترز العالمية للأنباء توقعات خبراء دوليين في سوق العقارات تراجع أسعار المنازل في دبي بشدة خلال العامين الجاري والمقبل، وقالوا إن تباطؤ الاقتصاد وزيادة المعروض من الوحدات السكنية ينذران بمزيد من التراجع للتوقعات الضعيفة بالفعل.

وأبرزت الوكالة العالمية أن دبي واجهت تباطؤا حادا بسوق العقارات معظم العقد الجاري، باستثناء انتعاش وجيز قبل أكثر من خمس سنوات.

ومن المتوقع أن يستمر الاتجاه النزولي في نشاط سوق الإسكان في دبي الذي يعد من العوامل الرئيسية في ناتجها الإجمالي المحلي.

وأظهر استطلاع أجرته رويترز لآراء محللي السوق في 11 شركة استثمارات ومعهد أبحاث -بين 14 أغسطس/آب والثالث من سبتمبر/أيلول-أن أسعار المنازل في دبي ستنخفض 10% هذا العام و5% العام المقبل، ويتوقع أن تنزل 3.3% عام 2021.

هذه الآراء مدفوعة أيضا بالقلق من تضرر النمو العالمي جراء حرب التجارة بين واشنطن وبكين، وتتماشى مع استطلاعات مشابهة أجرتها رويترز وأظهرت أن النشاط في سوق الإسكان بالولايات المتحدة وبريطانيا وكندا والهند يواجه صعوبات.

ونما اقتصاد دبي العام الماضي 1.94% فقط، وهو الأبطأ منذ الأزمة المالية عام 2009، وسط تباطؤ في سوق العقارات.

ويتوقع الآن أن ينمو اقتصاد دبي -المعتمد على السياحة وخدمات الشركات العالمية- 3.8% عام 2020، و2.8% عام 2021، حسبما أفادت الحكومة. لكن ذلك سيعتمد في معظمه على عوامل خارجية.

قد تحدث حزمة تحفيز حكومية أُعلن عنها الآونة الأخيرة تعافيا بسوق العقارات، لكن الاحتمالات كبيرة بأن يضر فائض المعروض من الوحدات السكنية بالأسعار والطلب.

وقال حيدر طعيمة رئيس قسم البحوث العقارية لشركة فالوسترات “توجد حاليا تخمة معروض بالسوق، وهو الوضع القائم على مدى العامين الأخيرين”.

وأضاف “هناك أعداد قياسية من مشروعات البيع على الخريطة منذ 2017 بحملات بيع ناجحة جدا تعد بخطط مدفوعات جذابة جدا للمستثمرين تستمر لما بعد التسليم على مدى عدد من السنوات، مما أثر في القيم الرأسمالية للعقارات الموجودة بالفعل في دبي”.