موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إمارات ليكس ترصد شواهد حولت اليمن إلى بلد منكوب بفعل حرب الإمارات

398

حقق التدخل العسكري للتحالف السعودي الإماراتي الذي يدخل عامه الخامس في الحرب على اليمن، نتائج فعالة في بداياته خاصة في استعادة الكثير من المناطق، ومساهمته في تكوين الجيش اليمني.

إلا أن التحالف السعودي الإماراتي مع طول مدة الحرب وعجزه عن تحقيق أهدافه، انحرف عن مساره، وظهرت أطماع حقيقية للإمارات، خاصة في سقطرى والمهرة وعدن وحضرموت.

ومن بين الممارسات التي جعلت اليمنيين يدركون أن التحالف خاصة الإمارات لم يعد يعمل لصالحهم ارتكابه العديد من الأخطاء الكارثية والجرائم المتعددة بحق المدنيين في اليمن.

ولعل أبرز تلك الممارسات قيام الإمارات بإضعاف السلطة الشرعية في اليمن ومنع الرئيس عبد ربه منصور هادي من العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن، وإنشاء تشكيلات مسلحة تشرف عليها وتديرها أبو ظبي من أجل ضمان مصالحها الاقتصادية، وقيامها بتفكيك أي قوة عسكرية يمكن أن تساهم في حماية مؤسسات الدولة، كما حدث في يناير/كانون الثاني 2018، عندما سيطرت على عدن بعد مواجهات مع قوات الحماية الرئاسية.

ولم تكتف الإمارات بهذا القدر من العبث، بل عمدت إلى وضع الموانئ اليمنية البحرية والجوية (من المهرة حتى الحديدة) تحت سيطرتها وإخراجها عن السيادة اليمنية، حتى أصبحت هي المتحكمة في إدارتها، وحرمت الخزينة العامة للدولة من أموال طائلة كانت يمكن تساهم في تحسين الاقتصاد الوطني.

كما قامت الإمارات بفتح سجون سرية في جنوب البلاد، وهو من اختصاص الحكومة اليمنية بموجب الدستور، وقد رصدت منظمات حقوقية أكثر من 18 سجنا، وعمليات اعتقال للمئات وممارسة التعذيب الممنهج بوسائل متعددة، منها التحرش الجنسي بحق المعتقلين، ووفاة العديد منهم تحت التعذيب أو القتل المباشر.

ولكن أبرز جرائم الإمارات في اليمن، تبقى عمليات اغتيال أكثر من 110 يمنيين ما بين رجل أمن وخطيب مسجد وسياسي بمحافظة عدن وحدها، وهي تحت سيطرة الإمارات، إضافة لأكثر من 240 عملية اغتيال في تعز، حيث وظفت أبو ظبي مرتزقة أجانب لتصفية واغتيال خصومها، كما ورد تقارير وتحقيقات دولية.

وفيما يتعلق بجرائم الحرب بحق المدنيين -والتي نفذتها طائرات التحالف- فإن المنظمات الحقوقية رصدت مقتل أكثر من 2500 يمني خلال العامين الماضيين، وذلك من خلال مئتي ضربة جوية استهدفت مدنيين بينهم أطفال ونساء وشيوخ.

وانتهاكات السعودية بحق اليمنيين لا تختلف عن سلوكيات الإمارات على امتداد سنوات الحرب الأربع، حيث عملت على إجبار مئات الآلاف من اليمنيين على الخروج من أراضيها، بسبب تعديلات قانون العمل، وسعودة الكثير من المهن، وهو ما جعل المغتربين اليمنيين عاجزين على دفع تلك الرسوم والضرائب الباهظة.

ومن بين ممارسات الرياض أيضاً عمليات الاعتقال لليمنيين في المملكة بصورة غير قانونية، وكان آخرهم اعتقال الفنان علي الحجوري والصحفي مروان المريسي واللواء رشاد الحميري، كما قامت السعودية بتجنيد الآلاف من شباب اليمن والدفع بهم إلى خطوط النار من أجل القتال والدفاع عن حدودها، دون أية ضمانات حقيقية وخارج إطار المؤسسة العسكرية.

وكل هذه السلوكيات والانحرافات في مسار التحالف جعلت اليمن بعد أربع سنوات من انطلاق عاصفة الحزم أكثر دمارا وتدهوراً في الجانب الإنساني والاقتصادي، وحولته من دولة لها اقتصادها الخاص وإمكانياتها الذاتية، إلى بلد يتلقى المساعدات الإنسانية التي يلقيها له التحالف نفسه وبقية المنظمات الدولية.

ويظهر اليمن اليوم في حالة تمزق وانهيار أكثر مما كان عليه الوضع قبل إطلاق عاصفة الحزم، أو حتى مرحلة إعادة الأمل، فالدولة تلاشت، والانقسام المجتمعي اتسعت هوته، وتحولت البلاد برمتها إلى حالة من التشرذم والجماعات المتعددة التي تحارب بعضها البعض، برعاية من دول التحالف نفسها.

كما أن التحالف السعودي الإماراتي في اليمن لم يعد يسعى سوى لتنفيذ أجندته الخاصة، بعيداً عن الأهداف المعلنة لتدخله العسكري بالبلاد، ويريد أن يكون هو الوصي على اليمن، خصوصاً وأن الانقلاب لايزال قائماً، والشرعية التي يدعمها لاتزال عاجزة عن الوجود داخل البلاد، والوضع العام يزداد تعقيداً يوما بعد آخر.