موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

صحيفة فرنسية: اتفاق إسرائيل والإمارات على التطبيع قفزة نحو المجهول

226

أكدت صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن الإعلان عن اتفاق عار التطبيع بين إسرائيل ودولة الإمارات يعد قفزة نحو المجهول، لكن منظمي هذا العرس غير المتوقع اهتموا بإخراجه لتفادي فشله.

فقد أعلن ولي عهد أبوظبي الحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد على حسابه على تويتر أنه ‘‘خلال اتصال بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تم التوصل إلى اتفاق لإنهاء أي ضم إضافي للأراضي الفلسطينية’’.

في المقابل قال نتنياهو إنه مجرد تأجيل لمخطط الضم، مضيفا ‘جلبت السلام وسأحقق الضم’’. في حين، دعا محمود عباس إلى اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية، نددت السلطة بعده بـ‘‘خيانة’’ القدس، ودعت إلى عقد اجتماع لجامعة الدول العربية.

وذكرت الصحيفة أنه بعد الرئيس المصري أنور السادات في عام 1979 والعاهل الأردني الملك الحسين في عام 1994، أصبح محمد بن زايد ثالث زعيم عربي يقوم بـ‘‘التطبيع الكامل’’ للعلاقات بين بلاده وإسرائيل.

وأوضحت الصحيفة أن وفودا من الإمارات وإسرائيل ستلتقي ‘‘في الأسابيع المقبلة’’ للتحضير لافتتاح سفارات وتوقيع اتفاقيات ثنائية في مختلف المجالات من بينها السياحة والنقل الجوي والأمن والطاقة والبيئة.

واعتبرت لوفيغارو أن ‘‘الهدايا’’ المتعددة الممنوحة لبنيامين نتنياهو من قبيل: نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ووضع الفلسطينيين تحت الضغط ومنح الاحتلال الإسرائيلي شكاً افتراضياً على بياض ثم تقديم ‘‘رؤية للسلام’’ ينظر إليها على نطاق واسع على أنها منحازة لصالح الدولة العبرية… هي أمورٌ عقدت من مهمة دول مثل السعودية أو الإمارات العربية المتحدة والتي تحلم بالتطبيع مع إسرائيل دون الرغبة في إعطاء شعور بالتضحية بالفلسطينيين.

وأوضحت لوفيغارو أنه بعيداً عن الأنظار، طورت الإمارات وحلفائها تعاونًا مكثفًا مع إسرائيل على مدار العشرين عامًا الماضية -خاصة في المجال الأمني– وذلك في ظل تشارك هذه الأطراف القلق من صعود إيران وتزايد نفوذها.

وأمس الخميس، أعلنت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والإمارات العربية، الاتفاق على تطبيع كامل للعلاقات بين أبو ظبي وتل أبيب، في اتفاق يعد الأول بين دولة خليجية وإسرائيل.

جاء ذلك في بيان مشترك أصدرته الدول الثلاث، ونشره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر حسابه على موقع “تويتر”. وأشاد كل من الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بالاتفاق، ووصفه كلّ منهما بأنه “تاريخي”.

في المقابل، قوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني رسمي وفصائلي واسع، وحملت بيانات صادرة عن الرئاسة الفلسطينية والفصائل لهجة انتقاد حادة لدولة الإمارات، معتبرة اتفاقها مع إسرائيل “طعنة” في خاصرة الشعب الفلسطيني، و”خيانة للقدس والأقصى”.

وبالرغم من إعلان ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان أن الاتفاق تضمن “إيقاف” خطة “الضم” الإسرائيلية مقابل تدشين علاقات ثنائية بين بلاده وإسرائيل، إلا أن البيان الرسمي للاتفاق نصّ على “تعليق” إسرائيل إعلان السيادة على المناطق المحددة (من الضفة الغربية والأغوار الفلسطينية)، وليس إلغائه.

وأعلنت إسرائيل، سابقاً، اعتزامها ضم أجزاء من الضفة الغربية والأغوار لسيادتها اعتباراً من الأول من يوليو/ تموز الماضي، إلا أنها أرجأت تنفيذ مخططها لأسباب غير معلومة.

وأجمع مراقبون فلسطينيون أن التبرير الإماراتي للاتفاق بأنه “عذر أقبح من ذنب”، وأن الرواية الإماراتية “غير مقنعة”، وقال: “لم تعارض الإمارات مشروع الضم الإسرائيلي من الأساس حتى تقايض خطوتها تلك (التطبيع الكامل) بإيقافه”.

واعتبر المراقبون أن تأجيل قرار الضم كان قراراً أمريكياً إسرائيلياً بحتاً لأسباب داخلية، ولم يكن للإمارات ولا لأي دولة عربية دور في وقفه أو تأجيله. كما أن مشروع التطبيع بين الإمارات وإسرائيل ليس جديداً، وهو نتاج علاقات ثنائية مستمرة منذ أزيد من عقدين من الزمان، وتعاون في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والعسكرية.

وأرادت الإمارات أن تكشف عن تلك العلاقات فوق الطاولة؛ فهي تريد أن تكون حليفاً استراتيجياً لإسرائيل، كما تسعى لتعزيز مكانتها في البيت الأبيض.