موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحليل: الإمارات تصعد عسكريا في ليبيا مهددة بحرب إقليمية واسعة

150

يؤكد مراقبون أن دولة الإمارات عمدت إلى التصعيد العسكري بشكل خطير في ليبيا عبر استهداف قاعدة “الوطية” العسكرية فجر أول أمس الأحد ما يهدد المنطقة بحرب إقليمية واسعة.

وخرج الأكاديمي الإماراتي المقرب من حكومة أبو ظبي عبد الخالق عبد الله بتغريدة، قال النشطاء إنها تتضمن اعترافا بتورط الإمارات بقصف قاعدة الوطية الليبية.

ففي ظل اللغط الحاصل بسبب استهداف مواقع داخل قاعدة الوطية العسكرية التابعة لحكومة الوفاق الوطني غربي البلاد، أعاد عبد الخالق عبد الله تغريد خبر عن استهداف القاعدة، معلقا عليه: “الإمارات لقَنت تركيا الدرس الذي تستحق نيابة عن كل العرب الشرفاء”، لكنه ما لبث أن حذف تغريدته بعدما أثارته من جدل.

وقد أثارت التغريدة تفاعلات واسعة، من بينها تعليق الناشط زيد الحسن على تغريدة عبد الخالق عبد الله قائلا: “الإمارات لقنت تركيا درسا، بعدين صحصح شوي قال: لا والله ما لقنتها، ومسح التغريدة”.

أما الصحافي المختار غميض، فقال: “لماذا حذف هذا المستشار تغريدته بعد إعلانه أن الإمارات أعلنت الحرب على #ليبيا و #طرابلس في قصف #الوِطية؟! هل مخافة تَوريط بلده؟! الحمد لله الذي كشفكم دائما”.

فيما قال الناشط محمود والي “نفي فرنسا مسؤوليتها عن هجوم الِوطية منطقي وقابلٌ للتصديق، وفي الغالب هي الامارات، واحتمالٌ ضعيف روسيا. المهم حاليا هو حجم الضرر الذي سببته الغارة. هل فعلا تم تدمير المنظومات بالكامل أم أحدثَ بعض الأضرار؟ لو كما يقال الهجوم تم بطائرة واحدة فغالبا الضرر جزئي”.

بينما غرد الناشط أحمد بابكارة قائلا: “في جو يكتنفه مزيدٌ من الغموض حول الجهة التي قصفت قاعدة الوِطية الجوية، بدا من غير الواضح ما طبيعة الوضع العسكري الآن في ليبيا، خصوصا أن قوات الوفاق تقف على عتبات سرت الغربية منذ شهر كامل دون تقدم يذكر. فهل يا ترى تدخلت روسيا لإعادة السيناريو السوري في ليبيا؟!”.

بينما غرّد المتحدث باسم الإعلام الحربي لعملية بركان الغضب عبد المالك المدني، قائلا: “ليلة أمس قام طيران أجنبي من نوع ميراج ألفين تسعة، قصفَ قاعدة #الوِطية الجوية في محاولة يائسة وفاشلة لداعمي المتمرد #حفتر. المعلومات التي وصلتنا تقول بأن الطائرة تملكها دولة #الإمارات، وخرجت من قاعدة سيدي براني #المصرية”.

وقد أطلت دولة الإمارات مجدّداً في الميدان العسكري الليبي، في محاولة لخلط الأوراق وجرّ المنطقة إلى أتون حرب مفتوحة بين أطراف إقليمية، بعدما خسرت رهانها على مليشيات حليفها في ليبيا، اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وذلك بعد قصف طائراتها مباشرةً قاعدة الوطية جنوب غربي طرابلس.

وكشف المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي، التابع لعملية “بركان الغضب”، عبد المالك المدني، عن هوية الطائرة التي قصفت قاعدة الوطية، مؤكّداً أنها طائرة إماراتية.

وأوضح المدني أنّ الطائرة من نوع “ميراج 2000-9” فرنسية الصنع، أقلعت من قاعدة سيدي براني المصرية قبل أن تسدد ضربة جوية إلى القاعدة.

كم كشف مصدر عسكري ليبي أن الطائرة الإماراتية أقلعت من قاعدة سيدي براني قبل أن تتزود بالوقود في سماء قاعدة الجفرة وسط البلاد، وتواصل طريقها لقصف القاعدة.

وعن حجم الأضرار، أكّد المصدر العسكري،  أنّ الأضرار تمثلت بتدمير منظومة دفاع جوي متطور داخل القاعدة، بالإضافة إلى أضرار مادية طفيفة أخرى نتجت من القصف.

من جهة ثانية، نفى المدني الأنباء المتداولة، من قبل وسائل إعلام داعمة لحفتر، بشأن مقتل مسؤولين وعسكريين من رتب رفيعة، بعضهم من تركيا، مؤكداً أن آثار القصف مادية فقط.

ويرى الباحث السياسي الليبي سعيد الجواشي، أن التدخل الإماراتي الجديد يهدف إلى جرّ الساحة إلى أتون حرب جديدة، ويهدف أيضاً إلى استفزاز قوات حكومة الوفاق، ومن ورائها تركيا، لشنّ حرب على مناطق سرت ــ الجفرة التي سبق أن اعتبرها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، “خطاً أحمر”، وهدّد بالتدخل العسكري.

وبحسب الجواشي، تحاول الإمارات استغلال حالة التوتر السياسي الكبير بين تركيا وفرنسا، مشيراً إلى أن استخدامها لطائرة فرنسية الصنع وإقلاعها من قاعدة مصرية يدلّان على نية مبيتة لإشعال المنطقة من جانب، وإجبار حلفاء حفتر الذين تفرق شملهم على بناء تحالفهم مجدداً.

في المقابل، يرى الباحث في الشؤون الدولية بلقاسم كشادة، أن قصف الوطية لا يحقق أي هدف عسكري، لبعدها عن مواقع التوتر والمواجهة في الجفرة وسرت، مشيراً إلى أن الإمارات قصدت توريط مصر بإقلاع طائرتها من قاعدة مصرية، رغم أنها تمتلك قاعدة الخادم شرق ليبيا، وهي الأقرب مسافة من قاعدة سيدي البراني.

وعن عدم استهدافها لمواقع قوات الوفاق في تخوم سرت، أشار كشادة إلى أنّ “الإمارات تتحاشى غضب واشنطن التي تسعى إلى أن تكون منطقة التماس في سرت ـ الجفرة منزوعة السلاح. كذلك فإن المنطقة بدت اليوم محور مواجهة بين الروس والأميركان، ما يعني أن مساس الإمارات بها سيوقعها في حرج مع حلفائها في واشنطن”.

ومنذ أن انخرطت الإمارات في ليبيا منذ أعوام ما بعد ثورة فبراير/ شباط 2011، التي أطاحت حكم العقيد الراحل معمر القذافي، تحاول التدخل في تفاصيل الأزمة من خلال دعمها لأطياف سياسية وأحزاب شاركت في أولى العمليات الانتخابية البرلمانية، قبل أن تعلن صراحة انحيازها إلى مشروع حفتر العسكري الذي قدمت له كل الدعم العسكري ودخلت بثقلها لدى دوائر صنع القرار الغربي، ولا سيما في واشنطن، لشرعنة وجوده في المشهد.

ويبدو أن واشنطن لا تزال منخرطة بقوة في مستجدات الملف الليبي، من خلال حلحلة الخلافات الإقليمية والدولية، فقد أكد السفير الأميركي في القاهرة، جوناثان كوهين، أمس الأحد، رفض الولايات المتحدة لجميع أنواع التدخلات الأجنبية في ليبيا.

وأوضح كوهين، في تصريح صحافي، أن بلاده تدعو إلى اللجوء للمفاوضات تحت رعاية حلف شمال الأطلسي من أجل التوصل إلى حلّ للأزمة الليبية، في إشارة إلى حل الخلاف بين تركيا وفرنسا، العضوين في الحلف.

وفيما بيّن السفير أن الدبلوماسية هي الحل الأمثل، أكد أن الولايات المتحدة تأخذ موقفاً قوياً لدعم المفاوضات والإصرار على وقف إطلاق النار في ليبيا.