موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

مجلة أمريكية: تطبيع الإمارات وإسرائيل تبييض للاحتلال ودوس على الحريات

124

وصفت مجلة أمريكية اتفاق إشهار التطبيع بين دولة الإمارات وإسرائيل بأنها “شهر عسل فظيع” يقوم على تبييض للاحتلال ودوس على الحريات.

وأشارت مجلة “جاكوبين” الأمريكية في مقالة للكاتبة المعروفة بيلين فرينانديز، إلى أنه منذ تطبيع العلاقات في أيلول/ سبتمبر، تعاون البلدان على عمل ما يمكنهما من أجل الدوس على الحريات الديمقراطية وارتكاب الجرائم وتبييض الاحتلال.

ونبهت فرينانديز لمقال نشره المعلق توماس فريدمان في صحيفة “نيويورك تايمز” عام 2010 واشتكى فيه قائلا: “النقاد المدمرون الذي يعتبرون غزة بأنها سجن إسرائيلي بدون الإشارة إلى أن حماس لو قررت بعد الانسحاب الإسرائيلي من طرف واحد تحويله إلى دبي بدلا من طهران، عندها لتصرفت إسرائيل بطريقة مختلفة”.

وتعلق الكاتبة أنه “لا يهم أن اسرائيل لم تترك قطاع غزة أبدا أو استطاعت حماس تحويل الجيب الفلسطيني الساحلي الصغير إلى عاصمة إيران، فالقانون الدولي لم يكن ليسمح لإسرائيل بتحويله إلى أكبر سجن مفتوح في العالم. ولا يعرف كيف يمكن تحويل القطاع إلى دبي وهو يتعرض لحصار وقصف دائم. وكيف يمكن للغزيين بناء مراكز التسوق وناطحات السحاب أو أي شيء عندما تمنع اسرائيل دخول مواد البناء إلى القطاع الضيق”.

والآن، ونتيجة لاتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات، يمكن للإسرائيليين الحصول على مذاق دبي، ويستطيع المستهلك الإماراتي تذوق الخمر المصنوع في مرتفعات الجولان المحتلة.

وأشارت إلى تقرير نشرته شبكة “سي أن أن” لبن ويدمان الذي قال فيه إن “الحماس المتبادل” وشهر العسل بين إسرائيل والإمارات، أثّر بطريقة لم تعد هذه تعترض على ما يبدو على احتلال إسرائيل للأراضي العربية.

وتقول الكاتبة إن هذا ليس مصادفة، فاختفاء الاحتلال هو في مركز فهم فريدمان وموقفه من السلام في الشرق الأوسط، فلو توقف الفلسطينيون عنت الحديث عن الاحتلال والسجن، لأمكن تحويل غزة إلى دبي، تماما مثل قولك لم يحرق بيته عليه أن يتجاهل اللهيب فيه.

وأشار ويدمان إلى مزايا شهر العسل مثل إلغاء التأشيرات والخمر المذكور آنفا ورحلات قادة المستوطنين في الضفة إلى الإمارات والرحلات المباشرة التي ستبدأ في أول العام المقبل وترتيبات تقوم فيها الإمارات مع إسرائيل والولايات المتحدة بتمويل عمليات تحديث نقاط الحواجز في الضفة الغربية التي تراقب من خلالها إسرائيل حياة وحركة الفلسطينيين.

ولا يشمل “التحديث” توقف الجنود الإسرائيليين عن ضرب وقتل واعتقال وانتهاك حقوق الفلسطينيين على الحواجز. وربما ساعد الإماراتيون بإنشاء مركز ولادة مجهز بأحدث الأدوات لمساعدة النساء اللاتي يجبرن على الولادة عند الحواجز.

وكأن الحواجز بحاجة لتحديث، ففي العام الماضي ذكرت شبكة “إن بي سي” أن شركة مايكروسوفت “استثمرت في شركة ناشئة تستخدم تقنية التعرف على الوجه لمراقبة الفلسطينيين في الضفة الغربية، رغم تعهد الشركة بعدم استخدام التكنولوجيا في التعدي على الحريات الديمقراطية”.

وبالنسبة للإمارات، فلا عودة عن الرقابة، حيث يتم تقييد الحريات وقمع الديمقراطية ويسجن الشخص لمجرد نقده الحكومة أو يختفي ويعذب. فالتعاون في مجال الرقابة بين إسرائيل والإمارات سابق على اتفاقية التطبيع.

وفي 2015 نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريرا عن تركيب إسرائيل نظام تجسس يساعد “على مراقبة كل شخص من لحظة مغادرته بيته إلى حين عودته إليه. ويتم تسجيل عملهم وسلوكهم الاجتماعي وتحليله وإنجازه”.

وتقول: “صف هذا بالبربرية الحديثة، وحلم متطرف للنيوليبرالية حيث يتم استبدال الحقوق الأساسية بناطحات السحاب والجزر الإصطناعية ومهرجان التسوق السنوي وغير ذلك من الملهيات التي بنيت على ظهور العمالة الأجنبية التي تعيش عبودية افتراضية”.

ورشح كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد في أبو ظبي محمد بن زايد لجائزة نوبل، وهو ما يذكر بباراك أوباما الذي أمر بـ26171 قنبلة على سبع دول ذات غالبية مسلمة في عام 2016.

والسلام ليس خيارا الآن بالنسبة للفلسطينيين واليمنيين وغيرهم الذين يعيشون بالمنطقة ممن تمت التضحية بحياتهم من أجل مصلحة صناعة السلاح وغيرهم من دعاة التحديث والربح، كل هذا بمساعدة أمريكية وسرد إمبريالي يؤكد أن إيران هي مصدر كل المتاعب بالمنطقة.

وفي الوقت الحالي يفلت من في شهر العسل من العقاب سواء من قتل 2251 شخصا في حرب استمرت خمسين يوما على غزة، أو انتهك المعتقلين جنسيا في اليمن، وجوّع أطفاله كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية. وفي الوقت الذي يمضي فيه التطبيع فمن المخيف لكل من يراقب اعتبار ما يحدث أمرا طبيعيا.