موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

موقع أمريكي: هجمات الحوثيين ضد الإمارات والسعودية برهان فشل التحالف في اليمن

116

اعتبر تقرير لموقع “المونيتور” الأمريكية أن هجمات ميليشيا الحوثيين ضد كل من الإمارات والسعودية عبر الصواريخ الباليستية أو الطائرات المسيرة وفي الأراضي الأماراتية والسعودية يمثل برهان فشل على التحركات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن.

ويبدو أن عدد هجمات المتمردين الحوثيين اليمنيين، على المصالح الاقتصادية في كل من السعودية والإمارات، آخذ في التصاعد في ظل ادعاءات بوجود حوادث عديدة في الأسابيع الأخيرة، تستهدف النفط والبنية التحتية للنقل في البلدين.

فيما تنفي السعودية ومسؤولون إماراتيون أن تكون بعض الهجمات قد وقعت بالفعل، بينما تم تأكيد الحوادث الأخرى.

وتتداخل الحرب اليمنية بشكل متزايد في الصراع الأمريكي مع إيران، الأمر الذي لا يبشر بالخير بالنسبة إلى اليمنيين.

وهاجم الحوثيون سفنا سعودية في البحر الأحمر في 25 يوليو/تموز، وفقا لادعاءات السعوديين، في حين زعم الحوثيون أنهم ضربوا سفينة حربية سعودية.

ويقول السعوديون إن الهجمات الحوثية استهدفت ناقلة نفط، وأعلنوا أنهم أوقفوا شحنات النفط مؤقتا عبر مضيق باب المندب، ولم يتبع إعلانهم آخرون، ولم تقفز أسعار النفط بالشكل المنتظر.

كما زعم الحوثيون أنهم أطلقوا طائرة بدون طيار استهدفت مطار أبوظبي رغم نفى الإماراتيين ذلك. وقال الحوثيون إنه يجب إخلاء أبوظبي ودبي والرياض على الفور قبل أن يطلقوا المزيد من الصواريخ والطائرات بدون طيار عليهم، وقد كررت وسائل الإعلام الإيرانية بفرح التهديدات على الصفحات الأولى من الصحف.

ويبرر الحوثيون سلوكهم كرد مناسب على الأعوام الأربعة من الضربات الجوية التي قادتها السعودية على مدن اليمن، والحصار الذي أدى إلى ما يشبه المجاعة في البلاد.

وحتى الآن، لم تسفر الهجمات الصاروخية والطائرات الحوثية بدون طيار عن نتائج محددة، ومن المحتمل أن تكون الهجمات على الشحن البحري في البحر الأحمر هي الأكثر تأثيرا، لكنها لم تغلق نقطة المرور الاستراتيجية في باب المندب.

ويحاول كل من السعوديين والإماراتيين التقليل من أهمية الهجمات على عواصمهم لكنهم في الوقت نفسه يهولون من حجم الهجمات البحرية، على أمل الحصول على مزيد من الدعم الخارجي، خاصة من الولايات المتحدة.

لكن استمرار حملة المتمردين وتهديداتهم المتصاعدة هذا الشهر تعد مؤشرا واضحا على أن الحوثيين ما زالوا قادرين على فعل المزيد.

ولا يزال الحوثيون يسيطرون على صنعاء والمدن الكبرى الأخرى، ولم تتجسد حملة التحالف بالاستيلاء على ميناء “الحديدة” الرئيسي كنصر باهر أو “ذهبي” كما وعد التحالف، ولا يزال الاحتمال قائما أن يتحول التحرك إلى معركة دامية تقضي على الجانبين.

وتحمل الهجمات الصاروخية في طياتها خطرا كامنا، وقد ضربت الصواريخ أهدافا مدنية كبيرة في الرياض، وراح عشرات الإماراتيين ضحية الحرب، وهو ما من شأنه أن يضع ضغوطا هائلة على القيادة السعودية والإماراتية، للرد ليس فقط على صنعاء، ولكن أيضا على طهران.

ويبدو أن إيران تشجع التعنت الحوثي، وتوفر طهران وحزب الله الخبرة والموارد اللازمة لإمكانات الحوثيين الصاروخية.

وكما أشرنا أعلاه، فإن وسائل الإعلام الإيرانية تحب تصوير السعوديين على أنهم تحت ضغط وأنهم الطرف الأضعف.

وتدرك طهران جيدا أن المجهود الحربي السعودي في اليمن يعد استنزافا باهظ التكلفة في الرياض، لكن تكلفته صغيرة بالنسبة لطهران.

ويعد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو الهدف المفضل للإساءة، ويكيل الإيرانيون له السخرية كوزير للدفاع في السعودية.

ولطالما كانت الحرب اليمنية مجرد جبهة، ليس فقط في الصراع الإقليمي بين السعودية وإيران ولكن أيضا في علاقة واشنطن بطهران. وكان كسر إدارة ترامب لخطة العمل الشاملة المشتركة خطوة كبيرة في تصعيد الاحتكاكات الأمريكية مع إيران.

ولقد زادت الإدارة من التوترات مع إيران هذا الشهر بشكل كبير، حيث دعا الرئيس ووزير الخارجية إلى تغيير النظام في خطاب رئيسي في كاليفورنيا، وتقول الإدارة إن تغيير النظام ليس سياستها، لكن قلة في النظام الإيراني مقتنعون بذلك.

وكان خطاب بومبيو مصمما بعناية ليتلاءم مع السعوديين، ونشر السفير السعودي في واشنطن افتتاحية تعزز رسالة وزير الخارجية، وكانت كلها حول تغيير النظام.

ووجه قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، رسالة إلى الولايات المتحدة بأن إيران مستعدة لضرب الأمريكيين.

وأشار سليماني بوضوح إلى البحر الأحمر مهددا المصالح الأمريكية هناك، وكما ذكر المونيتور سابقا، فإن خطاب المسئول الإيراني هو البيان الرسمي للحرس الثوري.

وكما هو الحال دائما، يقع الشعب اليمني ضحية لمؤامرات الحوثيين وإيران والسعوديين وحلفائهم والفصائل اليمنية الأخرى والأمريكيين، ويعاني وسط ذلك الملايين.

وكان تقرير لمجلة “بوليسي دايجست” الأمريكية اعتبر أن الهجوم الذي نفذه الحوثيون ضد ناقلتي نفط سعوديتين في منطقة باب المندب بالبحر الأحمر، وإعاقة الحوثيين المؤقتة لشحنات النفط عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي، قد يكون نقطة تحول محتملة في حرب اليمن المنسية منذ ثلاث سنوات.

والأسبوع الماضي أكد الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، والذي تصفه وسائل إعلام على أنه مستشار سياسي لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد  على صعوبة الحرب في اليمن، قائلا: “بعد 4 سنوات اتضح أنه لا يمكن كسب الحرب في اليمن بالضربة العسكرية القاضية”.

وأضاف المسؤول الإماراتي، في رده على سؤال لأحد متابعيه على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “قد تستمر الحرب لأربع سنوات أخرى بثمن سياسي وإنساني باهظ. لذلك إذا أمكن عودة الشرعية إلى صنعاء بالمفاوضات فأهلا بالحل الدبلوماسي”.

وأردف في تغريده أخرى: “أنا مع وقف الحرب حالا وعودة جنود الإمارات إلى الوطن عندما يتم تسليم ميناء الحديدة وخروج مليشيات الحوثي بسلام من الحديدة”.

واستطرد: “لقد أدت الإمارات واجبها وأكثر، وقدم التحالف العربي بقيادة السعودية كل ما يمكن تقديمه للحكومة الشرعية، وحان وقت وقف القتال وترتيب وضع يمن ما بعد الحرب دبلوماسيا”.

والإمارات هي ثاني أكبر دول التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، بهدف استعادة اليمن من “الانقلاب الحوثي”، وتشرف أبوظبي بشكل رئيسي على الملف العسكري والأمني في المحافظات الجنوبية والشرقية المحررة من الحوثيين منذ منتصف 2015.