موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

العمال الأجانب ضحايا الأمراض المنقولة في الإمارات وسط إهمال حكومي

275

يجد العمال الأجانب لاسيما من دول شرق آسيا، أنفسهم ضحايا الأمراض المنقولة في الإمارات بعد تسجيل مئات الإصابات في صفوفهم بمرض حمى الضنك مؤخرا وسط إهمال حكومي في تقديم الرعاية اللازمة.

وبحسب منظمات دولية شهدت دولة الإمارات زيادة غير مسبوقة في حالات حمى الضنك المنقولة محلياً والتي تفشت في صفوف العمال الأجانب الذين يعانون من سوء الإقامة والاكتظاظ والأوضاع المعيشية الصعبة.

وأدت الأحداث المناخية المتطرفة الأخيرة إلى زيادة كبيرة في حالات حمى الضنك في الإمارات، مما أثار مخاوف السلطات الصحية على حد سواء، وفق ما أفاد موقع “كوكب أخضر” المعني بالتغيرات المناخية.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن الزيادة في الحالات تشكل حالة طوارئ عالمية، مع تكثيف انتشار هذا المرض الذي ينقله البعوض.

وحمى الضنك ليست غريبة في الإمارات إذ تشهد حالات إصابة بحمى الضنك جلبها في الغالب مسافرون دوليون. ومع ذلك، وفي تحول مثير للقلق، تم الإبلاغ عن حالات منقولة محلياً على نطاق واسع منذ أوائل عام 2023.

ويعزى هذا الارتفاع إلى هطول أمطار غير مسبوقة في أبريل مما أدى إلى فيضانات واسعة النطاق، مما خلق ظروفًا مثالية لتكاثر البعوض الحامل لحمى الضنك.

وسلطت وزارة الصحة الإماراتية الضوء على ظهور هذه الحالات كنتيجة مباشرة لأنماط الطقس المتغيرة وزيادة موائل البعوض.

وتظهر حمى الضنك، المعروفة أيضاً باسم حمى كسر العظام، بأعراض تتراوح من الحمى الخفيفة إلى الحالات الشديدة مثل النزيف والصدمة والوفاة المحتملة. وعلى الرغم من أن العديد من الأفراد قد يظلون بدون أعراض، فإن تفشي المرض يشكل تحديًا كبيرًا للصحة العامة.

ومؤخرا كشف تحقيق صحفي أن العمال الأجانب في الإمارات يكافحون للحصول على الرعاية الصحية في وقت تسببت الفيضانات الشديدة في البلاد في ترك بيئة خصبة لتكاثر البعوض، مما جعل العديد من العمال يصابون بالأمراض.

وبحسب التحقيق الذي نشره موقع Middle East Eye البريطاني، يؤثر تفشي حمى الضنك لفترة طويلة بعد الفيضانات الشديدة في الإمارات بشكل غير متناسب على العمال المهاجرين ذوي الدخل المنخفض.

وسجلت الإمارات في شهر أبريل ما يصل إلى 254 ملم من الأمطار في أقل من 24 ساعة، وهو أعلى مستوى منذ بدء التسجيل في عام 1945. وقد أدى ذلك إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإلحاق أضرار بالمنازل والشركات والبنية التحتية.

كما خلفت الفيضانات بركًا من المياه الراكدة، مما أدى إلى خلق بيئة خصبة لتكاثر البعوض الذي ينشر حمى الضنك، وهي عدوى فيروسية تنتقل من الحشرات إلى البشر. وتشمل أعراضها آلام الجسم والقيء والغثيان وتورم الغدد.

وبحسب تقرير صادر عن المنظمة غير الحكومية “Fair Square ” فإن السلطات الإماراتية أهملت مواقع تكاثر البعوض في بعض المناطق التي يسكنها العمال المهاجرين، مما أدى إلى إصابة السكان بأمراض خطيرة وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية.

وفي مايو/أيار، حذرت السلطات الإماراتية السكان من تجنب المياه الراكدة الناجمة عن الفيضانات واستخدام طاردات البعوض، بعد تدفق مرضى المستشفيات الذين يعانون من الحمى وآلام الجسم. وغالبًا ما تؤدي عدوى حمى الضنك إلى أعراض خفيفة، ولكنها قد تكون أكثر حدة في بعض الأحيان.

ولمنع انتشار البعوض، نشرت الإمارات تسعة فرق متخصصة للقضاء على 409 مواقع لتكاثر البعوض.

لكن برك المياه الراكدة ظلت موجودة حتى أواخر شهر يونيو/حزيران في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية من العمال المهاجرين، بما في ذلك دبي والشارقة وعجمان ورأس الخيمة.

وقال عامل مهاجر في سونابور، أحد أحياء دبي التي يقطنها 200 ألف عامل مهاجر، إن مياه الفيضانات ظلت موجودة لأسابيع بعد الفيضانات.

وذكر العامل “تم تطهير الطرق الكبيرة بشكل عاجل ولكن المناطق مثل هذه تعاني من المياه الراكدة لفترة طويلة جدًا والآن هناك البعوض وجميع أنواع الحشرات في كل مكان”.

قال عامل بناء هندي لـ Fair Square إنه أصيب بمرض خطير في مايو. ونصحته شركته بالراحة وتناول مسكنات الألم، ولكن لا يكلف نفسه عناء الذهاب إلى المستشفى.

وقال “لقد أصبت بحمى شديدة وآلام في الجسم. ثم بدأت أتقيأ كثيرًا. ولم أستطع مغادرة سريري لمدة عشرين يومًا تقريبًا. ولم أكن الوحيد الذي شعر بهذا؛ فقد كان هناك على الأقل ستة أو سبعة أشخاص آخرين في [مكان الولادة] يشعرون بهذا”.

وفي عجمان، أصيبت امرأة باكستانية لديها تأمين صحي محدود بمرض حمى الضنك بعد أسابيع من الفيضانات.

وذكرت “كنت أشعر بالمرض الشديد. كان جسدي يحترق… طلبت من أصحاب العمل بعض المال حتى أتمكن من الذهاب إلى عيادة خاصة أفضل لأنني كنت أشعر بسوء شديد، لكنهم قالوا إن الأمر كله مجرد وهم وأنني يجب أن أستريح”.

وقالت. “كانوا يتصرفون وكأنهم يقدمون لي خدمة بالسماح لي بالراحة”.

في هذه الأثناء، قال حارس أمن أوغندي إن صاحب العمل حبسه في غرفة مع خمسة زملاء مرضى كانوا يعانون من طفح جلدي وحمى وآلام في الجسم وقيء.

وقال إن أصحاب العمل لم يأخذوا الوضع على محمل الجد واتصلوا بالسلطات الحكومية إلا بعد أن قال العمال إنهم يرغبون في العودة إلى بلدانهم الأصلية.

وبعد ذلك أرسل مسؤولو البلدية خبراء طبيين نصحوا العمال بالراحة والذهاب إلى المستشفى إذا كانوا مرضى بشكل خاص.

وقال جيمس لينش من مؤسسة Fair Square إنه “من الواضح أن مناطق معينة من البلاد تعرضت للإهمال في الاستجابة، وخاصة فيما يتعلق بتطهير المياه”.

وذكر أن “أسباباً بنيوية عميقة” تساهم في صعوبة حصول الجاليات المهاجرة على الرعاية الصحية، بما في ذلك الاعتماد على أصحاب العمل في التأمين الطبي والمعلومات.

وأضاف أنه في حين أن بعض أصحاب العمل لديهم سياسات جيدة، فإن الأمر كان في الواقع “يانصيباً”.

وأكد لينش أنه “يتعين على سلطات الإمارات أن تدرس كيفية تمكين العمال من الحصول على الرعاية الصحية على قدم المساواة، حتى لا يعتمد الأمر على صاحب العمل. وأفضل طريقة للقيام بذلك هي منح الناس إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية مجانًا عند نقطة التسليم”.

وتشهد حمى الضنك، الأكثر شيوعا في المناخات الاستوائية، ارتفاعا كبيرا في جميع أنحاء العالم، ويرجع ذلك جزئيا إلى تغير المناخ.