لاحقت الفضائح والتصرفات المشينة بالجملة دولة الإمارات في ختام استضافتها بطولة أمم آسيا لكرة القدم 2019 والتي انتهت بفوز منتخب قطر على نظيره الياباني بثلاثة أهداف مقابل هدف.
يأتي ذلك بعد سلوك مشين رافق بدء البطولة جراء منع السلطات الإماراتية وفودا رياضية وإعلامية من قطر واليمن من دخول أراضيها وفشل واضح على مستوى الحضور الجماهيري لمباريات البطولة إضافة إلى إخفاق المنتخب الإماراتي بخروجه من دور نصف النهائي أمام قطر بخسارة مذلة بأربعة أهداف دون رد.
اعتداء على الجماهير العربية
تعاملت الشرطة الإماراتية بطريقة مشينة مع الجماهير العمانية، التي خرجت في شوارع أبوظبي للاحتفال، بعد فوز منتخب قطر في نهائي بطولة كأس آسيا على نظيره الياباني بثلاثة أهداف لواحد.
وانتشر مقطع فيديو مصور على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر قيام السلطات الإماراتية بملاحقة الجماهير العمانية والعربية، التي دعمت منتخب قطر في النهائي وشجعته في المدرجات رافعة أعلامه.
وعوضت الجماهير العمانية والسودانية والجزائرية والكويتية غياب الجماهير القطرية عن البطولة، بسبب منع الإمارات دخول مناصري العنابي، لأسباب سياسية.
ولاحقت الشرطة الجماهير التي كانت تغني “حيو العنابي حيو”، قبل أن تصادر منهم أعلام قطر من دون أي مبرر، مع العلم أن العديد من الجماهير الإماراتية دعمت منتخب اليابان في المدرجات.
وحاولت السلطات في أبوظبي تضييق الخناق على الجماهير الداعمة لقطر، وذلك في ظل الحصار المفروض على الأخيرة من قبل الإمارات والسعودية ومصر، مع العلم أن العنابي استطاع إيصال رسالة للعالم أجمع أنه قادرٌ على النجاح رغم كل الضغوطات التي تكبدها.
يُذكر أن العديد من الجماهير العربية دانت وانتقدت تصرفات السلطات الإماراتية على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب قضية سحب العلم القطري.
الشرطه الاماراتية تلاحق جمهور سلطنة عمان أثناء خروجهم من ملعب المباراة لرفعه علم #قطر وترديده خليجنا واحد.. وتمنعهم من الاحتفال وتصادر أعلام دولة قطر #العنابي_بطل_اسيا pic.twitter.com/Yh6bxTX55B
— غرام قطر 2 (@sawsanm2022) February 1, 2019
غياب رسمي عن النهائي
شهدت المباراة النهائية لكأس الأمم الآسيوية لكرة القدم، التي شهدت تتويج منتخب قطر بطلاً للمرة الأولى في تاريخه، غياب كبار المسؤولين الإماراتيين عن هكذا محفل قاري كبير، في خطوة غريبة أسالت الكثير من الحبر حول سبب عدم الحضور رغم أنه عُرفٌ في البطولات والمناسبات الرياضية الكبرى.
واقتصر الحضور الإماراتي على المسؤولين الرياضيين فحسب، وهنا يدور الحديث حول رئيس الهيئة العامة للرياضة محمد خلفان الرميثي ورئيس اتحاد الكرة مروان بن غليطة، في حين بدا لافتاً عدم وجود أي مسؤول سياسي رفيع المستوى.
وجرت العادة أن يحضر رؤساء الدول أو رؤساء الحكومات نهائي البطولة التي تقام على أراضيهم ووسط جماهيرهم الغفيرة، كأحد الأعراف والتقاليد المتبعة في المناسبات الرياضية الكبرى.
وفي دلالة على ذلك، حضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نهائي كأس العالم، الذي احتضنته بلاده صيف العام الفائت، وشهد تتويج الفرنسيين باللقب على حساب الكروات.
وفي مباراة منتخب بلاده أمام قطر، غادر ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد الملعب الذي يحمل اسمه، بعد نهاية الشوط الأول عندما كان “الأبيض” متأخرا بهدفين دون رد، وفي مباراة النهائي لم يظهر في المنصة الرسمية أو يتوج الفريق الفائز وصاحب المركز الثاني، رغم أن بلاده مستضيفة البطولة والنهائي أقيم في العاصمة الإماراتية.
وتساءل رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن الأسباب حيث تفاوتت ردود الفعل بين المزاح والسخرية وبين وصول منتخب قطر للنهائي وتتويجه بالبطولة.
عاجل | محمد بن زايد يغادر ملعب مباراة #قطر_الإمارات بعد دخول الهدف الثاني لمنتخب قطر وانتهاء الشوط الأول من المباراة #كأس_اسيا_2019 pic.twitter.com/SILWA32WCy
— الخليج بوست (@alkhalejpost) January 29, 2019
تغيب محمد بن زايد، ولي عهد #أبوظبي، عن منصة تتويج المنتخب القطري الفائز ببطولة #كأس_آسيا2019
برأيك ما سبب هذا التغيب؟#قطر_اليابان ???? pic.twitter.com/J7z27k3t5T— شبكة رصد (@RassdNewsN) February 1, 2019
سخرية من الإعلام الإماراتي
تجاهلت صحف الإمارات عبر مواقعها الالكترونية الإنجاز العربي الذي حققه منتخب قطر بعد تتويجه بلقب كأس أمم آسيا لكرة القدم عقب فوزه على اليابان 3-1 في المباراة النهائية التي جرت على ملعب زايد في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وعلى الرغم من أنها الدولة المستضيفة للبطولة؛ وهي التي ودع منتخبها على يد قطر تحديداً في الدور نصف النهائي بعد أن هزمه “العنابي” برباعية نظيفة، بدا وكأن وسائل الاعلام الإماراتية غير مكترثة بالعرس الآسيوي الذي أسدل الستار عليه على أرضهم وبين جماهيرهم!
وغابت أخبار وعناوين المباراة النهائية وختام كأس أمم آسيا 2019 عن أبرز المواقع الرسمية للصحف اليومية الإماراتية؛ بل خرج بعضها بعنوان مغاير تماماً ومتجاهل للإنجاز العربي الكبير الذي تحقق على أرض الإمارات، حينما عنونت صحيفة البيان (اليابان تخسر نهائي آسيا).
كما غابت أية أخبار وأحداث عن المباراة النهائية على الموقع الرسمي لصحيفة الاتحاد الإماراتية، والتي اكتفت بأخبار تخص “وداع البطولة” حتى قبل المباراة النهائية، في الوقت الذي غابت فيه تماماً أحداث المباراة النهائية عن الموقع الرسمي لصحيفة الإمارات اليوم والخليج والتي اهتمت بدورها بما أسمته “أزمة الإخفاق الآسيوي”.
وربما وحده موقع قناة “دبي” الرياضية سلط الضوء على تتويج قطر بلقب البطولة وعنون قائلاً: “قطر تهزم اليابان وتحرز لقب كأس آسيا لأول مرة” لكن في النهاية قدم خبراً صغيراً لم يتعد أسطراً قليلة فقط بما لا يتناسب وحجم الإنجاز المدوي الذي دونه منتخب قطر للكرة العربية بشكل عام.
وأثارت طريقة تداول وسائل الاعلام الإماراتية سخرية مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، والذين تهكموا على ما عنونته بعض الصحف والمواقع الإماراتية ودول الحصار بشكل عام في موقع “تويتر”
أما القنوات الرياضية في الإمارات فكانت في واد آخر وكأن البطولة لا تقام على أرضها، فلم تواكبها لا بخبر ولا بفيديو أو حتى بتغريدة على موقعها في تويتر.
شاهد | تحليل قناة أبو ظبي الرياضية @ADSportsTV على فوز المنتخب القطري على المنتخب الاماراتي برباعية نظيفة
برنامج رياضي يقدم ألفاظ غير لائقة و يتحدث في عمق السياسة #قطر_الامارات pic.twitter.com/8iIJDcgSpi— الخليج بوست (@alkhalejpost) January 30, 2019
فعلاً أنتم لا تخلطون السياسية بالرياضة!!!
نعم #اليابان يخسر النهائي، ولكن… أخبروني بربكم
"من هو الفائز يا إخوان" .!؟ pic.twitter.com/Cj7ZOW8tAW
— جابر بن ناصر المري (@JnAlMarri) February 1, 2019
الاستنتاج الذي يحصل عليه المرء هذا المساء بعد تصفّح وكالات أنباء رسمية ووسائل إعلام خليجية بارزة أنّ #اليابان لعبت وحدها في نهائي #كأس_آسيا وخسرت الجولة، أو أنّ دوري #كأس_آسيا2019 لم ينعقد أساساً. هذه التجربة الإعلامية المهنية ستدرسها الأجيال على أي حال.#كأس_اسيا #كأس_اسيا_2019 pic.twitter.com/rkZDWRzq6T
— حسام شاكر (@Hos_Shaker) February 1, 2019
أما آن الأوان ياوطني #الإمارات أن نقف وقفة محاسبة بعد تجربة كأس آسيا؟
هل كان من الحكمة شحن الناس بالعداء لإخوانهم من #قطر
كان الأجدر أن تجعلوا الميدان الرياضي فرصة لوئام الشعبين..
كان الأجمل أن نقف معهم اليوم و نفرح بانتصارهم..و أنا والله فرحت
أعيذك بالله يا بلدي من الحقد والغل— أحمد الشيبة النعيمي (@Ahmad_Alshaibah) February 1, 2019