موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق: التحريض الممنهج.. ماركة مسجلة للإمارات مع توالي فضائحها

245

تحول  التحريض الممنهج إلى ماركة مسجلة للإمارات مع توالي فضائحها سواء عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو المواقع الالكترونية.

وجاء الكشف عن إزالة شركة فيسبوك مئات الحسابات التي حرضت ضد فلسطين من الإمارات لتشكل حلقة جديدة من مسلسل طويل لفضائح أبوظبي.

إذ أعلنت “فيسبوك” أنها أزالت مئات الحسابات والصفحات والمجموعات التي استهدفت فلسطين، خلال العام 2020، ووجدت ارتباطات لهذه الحسابات بأفراد في الإمارات.

وأوضحت “فيسبوك” أن التحقيقات التي تجريها في الحسابات المزيفة والحملات المنظمة، وجدت روابط بين هذه الشبكة، التي أنشئت في فلسطين ولها امتداد في الإمارات.

وأفراد مرتبطين بشركة تسويق أنشئت حديثا، باسم “أورينتيشن ميديا” في بلجيكا، وهي جزء من تحقيق داخلي في سلوكيات مشتبه بها في منطقة الشرق الأوسط.

وأضافت: “أزلنا 206 حسابات على فيسبوك، و178 صفحة و3 مجموعات و14 حسابًا على إنستجرام استهدفت فلسطين”.

وشددت “فيسبوك” على أنه “عندما نجد حملات محلية غير حكومية، تتضمن مجموعات حسابات وصفحات تسعى إلى التضليل”.

“فإننا نزيل كل من الحسابات غير الأصلية والحقيقية والصفحات والمجموعات المتورطة مباشرة في هذا النشاط”.

ويعتمد النظام الإماراتي إعلام البروباغندا كسلاح تحريضي لدعم الثورات المضادة للربيع العربي وتشويه الخصوم بما ينطوي عليه ذلك من ابتزاز وشتائم وتزوير.

ويشن النظام الإماراتي حملة تحريض واسعة النطاق على البلاد المناوئة لمشروعه والشعوب والتنظيمات والمجتمعات المدنية التي تعارض سعي أبوظبي إلى إنهاء وجود الثقافة الديموقراطية في دول عربية وإقليمية عدة.

وقد نظم المسؤولون الإماراتيون استراتيجية كاملة في العلاقات العامة والإعلام استهدفت دولاً ومنظمات وأفراداً.

وذلك لابتزازهم أو تشويه صورتهم وإسقاطهم من الوعي الشعبي عبر وصمهم بالإرهاب تارة أو اتهامهم بالسعي إلى “تخريب البلدان العربية الآمنة” تارة أخرى.

وتنوّعت هذه الاستراتيجيات بين اختراق المواقع ووكالات أنباء إخبارية إلكترونية كما حدث مع “وكالة الأنباء القطرية” (قنا) عام 2017.

التي استخدمتها أبوظبي وحلفائها في السعودية ومصر والبحرين عذراً لإطلاق حملة حصار دولة قطر والتصعيد السياسي الذي رافقها، وتأسيس مليشيات إلكترونية.

والتلاعب بترجمات الدراسات السياسية التي تعدها مراكز الأبحاث العالمية، وتمويل إعلاميين ومغردين خليجيين وتجنيدهم لشتم جهات معينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وتعد المليشيات الإلكترونية، المعروفة بـ “الذباب الإلكتروني”، أبرز هذه الاستراتيجيات التي تتبع بشكل مباشر النظام الإماراتي والديوان الملكي السعودي.

وبينما كان الغرض من المليشيات الإلكترونية، في بداية نشأتها، إخفاء الانتقادات الداخلية الإماراتية والسعودية التي سيطرت على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تحولت نحو مهاجمة الناشطين الحقوقيين والمعارضين.

وركزت هذه المليشيات الإلكترونية على محاولة تتبع الحياة الشخصية لمذيعي قناة “الجزيرة” القطرية أو الناشطين المعارضين للنظامين الإماراتي والسعودي.

كذلك أيّدت المليشيات الرئيس الأميركي الجمهوري دونالد ترامب، وحاولت إسقاط القضية الفلسطينية من محيطها العربي بالتوازي مع سياسات السعودية الخارجية في المنطقة.

وتملك الإمارات “ذباباً إلكترونياً” خاصاً بها، يركز غالباً على اهتمامات ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي للبلاد محمد بن زايد.

التي تستهدف التدين الإسلامي التقليدي و”جماعة الإخوان المسلمين” والمعارضة الإماراتية في الخارج.

والشأن الأهم، وهو التدخل المصري في ليبيا وانتقاد الدور التركي في حماية حكومة الوفاق المعترف بها دولياً.

لكن هذا لا يعد النشاط الإلكتروني الوحيد للسعودية والإمارات على مواقع التواصل الاجتماعي.

إذ يتمثل النشاط الآخر في مغردين رسميين ومشاهير من كلا البلدين يتبعان بشكل مباشر الجهات الحكومية الرسمية، أي “الديوان الملكي” في السعودية ومكتب محمد بن زايد في أبوظبي.

وهؤلاء يسربون معلومات لا تريد السلطات الرسمية وضعها في بيانات رسمية، أو يكتبون آراء تطعن في شرف وسمعة المخالفين وأهاليهم نيابة عن الجهات الرسمية التي يمثلونها.

أحد أبرز أولئك المغردين هو الإماراتي حمد المزروعي الذي يعتبر الناطق شبه الرسمي باسم محمد بن زايد في “تويتر”.

إذ تخصص في شتم خصوم الإمارات حتى إنه سبب توتراً في العلاقات بين الخارجية الكويتية والإماراتية، بسبب محاولته التدخل في السياسة الداخلية الكويتية مرات عدة.

وكانت شركة “تويتر” قد أوقفت أكثر من 88 ألف حساب على منصتها، لانكبابها على “تضخيم الرسائل الإعلامية للحكومتين الإماراتية والسعودية، وفق بيان لها في شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 2019.

كذلك تتلاعب السعودية والإمارات في الدراسات التي تقوم مراكز الأبحاث الغربية بإخراجها، وتحاولان تحويرها وفق الأهداف السياسية للبلدين.

عبر تغيير كلمات أو فقرات في هذه الترجمات، أو وضع عناوين مغايرة لما تقوله هذه المراكز وإعادة تصديرها في القنوات الإعلامية والصحف المملوكة لهما داخل بلديهما وخارجهما.

وتتولى السفارتان السعودية والإماراتية في الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة محاولة تحييد جزء كبير من الصحافيين.

ومنعهم من مهاجمة الرياض وأبوظبي وإثارة مشكلات حقوق الإنسان داخلهما، أو التستر على قضايا الفساد السياسي، أو حثهم على مهاجمة قطر وتركيا وخصومهما في المنطقة.

وعمدت المملكة إلى تشويه النسخة العربية من صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية، محولة إياها إلى صحيفة سعودية صفراء.

فيما حوّلت الإمارات “سكاي نيوز العربي” التي تملك حق بث نسختها العربية إلى قناة إماراتية شبه رسمية من دون أي استقلالية.

لكن أحدث الاستراتيجيات السعودية الإماراتية الإعلامية التي تسببت في فضيحة كبيرة هو ما كشف عنه موقع “ديلي بيست”.

إذ أفاد الموقع بوجود شبكة تضم 19 شخصية وهمية تتولى كتابة تقارير سياسية وإخبارية وتحليلات استراتيجية خاصة بالمنطقة، في عدد من المواقع الغربية الحقيقية أو الوهمية التي ليس لها وجود أصلاً.

وكشفت الموقع، في تحقيق مطول نشر في 7 يوليو/تموز الحالي، أن الشخصيات الوهمية التي تخصصت في الهجوم على قطر وتركيا، وانتقاد الدور التركي في ليبيا.

ومديح الإمارات وتصويرها كدولة مثالية، هي غير حقيقية، وملفاتها في موقع “لينكد إن” مزورة، وصورها مسروقة ومعدلة بواسطة برامج متخصصة ومتقنة.

وتعيد السعودية والإمارات تدوير هذه المقالات التي تكتبها شخصيات وهمية في صحفهما داخل وخارج البلاد بوصفها مقالات كُتبت بواسطة “صحف عريقة ومواقع إخبارية غربية مرموقة المستوى”، وهو أمر تشير إليه وسائل إعلام ممولة إماراتيا وسعوديا.