موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات تدفع اليمن إلى المجهول وسط تصاعد الانتقادات الرسمية لها

172

تتورط دولة الإمارات بدفع اليمن إلى مصير مجهول ضمن حربها العدوانية على البلاد منذ أكثر من أربعة اعوام، في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الرسمية لأبوظبي على ممارساتها الإجرامية.

وأوعز النظام الإماراتي إلى ميليشياته في المجلس الانتقالي اليمني بالانسحاب من اللجان التي تنفذ اتفاق الرياض الذي جرى التوصل إليه في تشرين الثاني/ نوفمبر للحل السلمي في البلاد.

وقال متحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، إن فريق التفاوض التابع للمجلس انسحب من اللجان المشتركة التي تعمل على تنفيذ ما يعرف باسم اتفاق الرياض.

ولم يتضح بعد مدى تأثير هذا الانسحاب على مستقبل الاتفاق الذي رحبت به السعودية باعتباره خطوة نحو التوصل إلى تسوية سياسية أوسع نطاقا للصراع الدائر منذ عام 2015.

وأُبرم الاتفاق بعد محادثات غير مباشرة في السعودية استمرت لأكثر من شهر وقوبل بعراقيل إماراتية منذ اليوم الأول لبدء تنفيذه. ويقضي الاتفاق بانضمام المجلس الانتقالي الجنوبي والجنوبيين الآخرين إلى حكومة وطنية جديدة مع وضع جميع القوات تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا.

ويناهض المجلس الانتقالي الجنوبي والإمارات حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا بتعليمات من الإمارات التي تسعى على الدوام إلى تقويض سلطات الحكومة اليمنية.

وفتحت الأزمة في عدن جبهة جديدة في حرب اليمن المستمرة منذ نحو خمسة أعوام وأحدثت انشقاقا في الحلف الذي تقوده السعودية في مواجهة جماعة الحوثي.

ويتسم تنفيذ اتفاق الرياض بالبطء، ولم يتم الالتزام بجدول زمني لتنفيذه مرات عدة، لكنه ساهم في عودة رئيس وزراء الحكومة المعترف بها دوليا إلى عدن.

في هذه الأثناء اتهم وزير النقل اليمني صالح الجبواني، دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، بـ”خذلان الشرعية”، والعمل على إضعافها لتفتيت اليمن وإبقائه ضعيفا لخدمة أجنداتها.

وقال الجبواني إن التحالف السعودي الإماراتي يقف وراء استمرار وإطالة أمد الحرب في اليمن لقرابة خمس سنوات، واستهداف الشرعية عبر عدة وسائل وفي مقدمتها “خلق كيانات وميليشيات موازية” لسلطات الدولة في مناطق سيطرة الحكومة.

وعند سؤاله حول وجود صراع بين السعودية والإمارات، نفى الوزير ذلك موضحا: “هناك تصميم إماراتي على تفتيت المحافظات الجنوبية وتقسيم اليمن، وهناك سكوت وصمت سعودي على ذلك، لا نريد أن نصفه بالتواطؤ، لأننا ما زلنا نأمل في السعوديين أن يغيروا من مواقفهم واستراتيجيتهم في اليمن”.

وتابع بالقول: “هذا الوضع خلق كيانا سياسيا موازيا للحكومة الشرعية، الذي هو المجلس الانتقالي الجنوبي، وخلق ميليشيات موازية، التي هي الأحزمة الأمنية في عدن وما جاورها وقوات النخب في شبوه وحضرموت، وهذه خلقت للحكومة الشرعية معوقا كبيرا”.

وأكد الجبواني أن الإمارات “بالفعل تعطل موانئنا اليمنية، وهذا التعطيل قائم أمام أعيننا، الإمارات تخرّب، تنشئ جيوشا ضد اليمن الواحد، تشعل المناطقية داخل الجنوب نفسه، وتتصرف بشكل لا عقلاني في محافظة سقطرى”.

وتساءل: “ما هي أهدافها في هذا الصدد، هذا ما ستكشفه الفترة القادمة. وأعتقد أن هناك استراتيجية موحدة لدول التحالف، وليس للإمارات فحسب، وهي تفتيت اليمن إلى كيانات أصغر وإبقاؤها ضعيفة”.

كما تحدث وزير النقل اليمني عن اتفاق الرياض الذي وقعته الحكومة مع المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، ووصفه بأنه “سيئ بكل المقاييس، ويستهدف عناصر قوة الحكومة الشرعية، لإفراغها من عناصر قوتها، وإحلال عناصر بديلة ترضى عنهم الإمارات، ومن ثم إعادة السيطرة على المحافظات الجنوبية عن طريق هذا الاتفاق”.

واستدرك بالقول: “لكن برغم سوئه وتوقيع الحكومة عليه، يرفض ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي تنفيذه حتى الآن، يخافون من تسليم السلاح، لأنهم لو سلموا السلاح انتهوا، لأن المنظمات العصبوية التي تستند إلى المناطقية والطائفية عندما تنزع سلاحها تنتهي، لأنها لا تمتلك مشروعية، لا أخلاقية ولا سياسية ولا حاضنة جماهيرية على الإطلاق، وهذا حال المجلس الانتقالي كما هو حال ميليشيات الحوثي”

وفي السياق ذاته شبه عضو مجلس الشورى اليمني عصام شريم الاتفاق الذي وقع في الرياض قبل أكثر من شهرين بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا في عدن باتفاق “السلم والشراكة” الذي رعته السعودية قبل سنوات بين الحوثيين والحكومة الشرعية.

وأوضح شريم أن أوجه التشابه بين الاتفاقين هو أنه في الاتفاق الأول أعطي الحوثيون الضوء الأخضر للانقلاب، وتم دعمهم ماليا وعسكريا لتنفيذه، بينما في اتفاق الرياض أعطي ما يسمى المجلس الانتقالي الضوء الأخسر للاستقواء على الدولة وتشكيل المليشيات العسكرية، وتم دعمه بالمال والعتاد.

كما أشار شريم إلى أنه من المستغرب أن الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي وافق على كلا الاتفاقين رغم المآخذ الكبيرة عليهما.

وحتى عودة رئيس الحكومة الشرعية لعدن، وهو البند الوحيد من بنود اتفاق الرياض الذي تم تنفيذه، قال شريم إن رئيس الحكومة لم يعد إلا بعد أن أقسم بالولاء للإمارات التي ظلت تدعم المجلس الانتقالي وتواصل مناكفة الحكومة الشرعية.

وفيما يتعلق بالوضع الراهن، أكد شريم أن المشكلة الكبرى ليست في الجنوب وعدم الالتزام بتنفيذ اتفاق الرياض رغم مرور شهرين عليه، وإنما بطبيعة العلاقة التي تربط الحكومة الشرعية مع دولتي التحالف السعودية والإمارات اللتين تخوضان حربا في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات بتفويض من الحكومة الشرعية ولاستعادة الشرعية من الحوثيين.

وأكد عضو مجلس الشورى أنه بعكس ما جاء من أجله التحالف لليمن فإن العمليات العسكرية مع الحوثيين بالشمال متوقفة، بينما يجري دعم المجلس الانتقالي الجنوبي لمناكفة الشرعية بعدن، مشددا على أنه في ضوء التطورات الحالية فإن اتفاق الرياض إنما الهدف منه هو تمكين المجلس الانتقالي من السيطرة على جنوب اليمن، مما يسهل لاحقا سيطرة الإمارات على كل الجنوب، وتسيطر السعودية على بعض المناطق.

وتساءل شريم: لماذا تدفع السعودية رواتب المجلس الانتقالي، وهل أصبح القرار السعودي السياسي رهينة بيد الإماراتيين؟

وقال إن الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي الموجود في الرياض مدرك تماما لأهداف الإمارات الاحتلالية باليمن، وإنه أخبره شخصيا أن الإماراتيين طلبوا منه التوقيع على وثائق تمكنهم من السيطرة على جزيرة سقطرى لمدة 99 عاما، وعلى أن يرفع عليها علم الإمارات بدلا من اليمن، وأن تخضع لإدارة محلية إماراتية مقابل إعادته -أي هادي- إلى عدن رئيسا شرعيا معززا مكرما، لكنه رفض ذلك لأنه يعرف نوايا الإمارات الاحتلالية.

وأكد شريم أنه يفضل أن يحكم الحوثيون اليمن ولا يحكمها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد الذي جاء بطائراته بهدف مساعدة اليمنيين، ليتبين لاحقا أنه جاء ليحتل البلاد.

وتساءل عما إذا كان الرئيس هادي حرا طليقا، أم أنه معتقل لدى السعوديين، حيث قال إن هادي كان يفترض أن يشارك في اجتماعات الأمم المتحدة التي أجريت مؤخرا، وكان اليمنيون ينتظرون أن يسمعوا منه حقيقة ما يجري ببلادهم، وماذا يفعل التحالف فيها “لكن الرجل لم يحضر ولم يبعث من ينوب عنه”.

وفيما يتعلق بقصف الإمارات جيش الإصلاح في العلمين مؤخرا واتهامه بأنه جيش إرهابي، قال شريم إن هذا الجيش هو الوحيد الذي قاتل إلى جانب عبد ربه منصور هادي ضد الحوثيين منذ البداية، وهو الذي صمد طوال السنوات الماضية بمحاربة الحوثيين، والسعودية والإمارات كانتا تعلمان ذلك، فكيف تأتيان الآن وتصفه بأنه إرهابي ويتبع للإخوان المسلمين رغم أن هادي يؤكد أن هذا الجيش يتبع له.

وفسر استهداف التحالف جيش الإصلاح بأنه يبحث عن مبرر لتغيير أجندته والتوقف عن دعم الشرعية.

وتحدث شريم عن دعم الإمارات طارق صالح ابن شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، وأكد أن الإمارات تريد أن تجعل صالح يدا لها في الساحل الغربي تماما كما صنعت المجلس الانتقالي بعدن، وذلك لإحكام سيطرتها على مقدرات البلاد.