موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق فرنسي يكشف حيثيات نهب الإمارات ذهب دول إفريقية بالتهريب

478

كشف تحقيق نشرته قناة (فرانس 24) الفرنسية حيثيات نهب دولة الإمارات ذهب دول إفريقية بالتهريب بشكل غير قانوني.

وحمل التحقيق المصور عنوان (من الساحل إلى دبي: طرق الذهب الملطخ).

وبحسب التحقيق يتزايد عدد المناجم الحرفية في منطقة الساحل الإفريقي لأن مناطق غسل الذهب خارجة عن سيطرة الدول.

وتعمل دولة مالي تدريجياً على ترسيخ مكانتها كمركز رئيسي لشراء الذهب في دول الساحل، بينما أصبحت دبي الوجهة الرئيسية لإنتاج الذهب الحرفي.

ومن مسابك باماكو السرية إلى سوق الذهب في دبي، عبر المناجم الحرفية في ساحل العاج، تحصد الإمارات الملايين بشكل غير مشروع من وراء تجارة تهريب الذهب.

وأبرز التحقيق أن الإمارات تغض الطرف عن أصل السبائك التي تصل إلى أراضيها، في وقت تدعو العديد من المؤسسات الدولية، مثل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلى لوائح أكثر صرامة.

وتثير طفرة الذهب في مناطق الساحل الجشع المتزايد للجماعات المسلحة، بما في ذلك الجهاديون وهو أمر تستغله الإمارات في إنعاش التجارة غير القانونية.

وتظهر مقابلات مع مسؤولين حكوميين في جميع أنحاء إفريقيا أن عمليات تهريب تمتدُّ عبر 9 دول على الأقل وتنطوي على أطنان من الذهب نُقِلَت عبر الحدود.

ويُعتَبَر هذا سبباً للقلق الدولي، لأن الأموال من المعادن المهرَّبة من إفريقيا تغذي الصراع وتموِّل الشبكات الإجرامية والإرهابية وتقوِّض الديمقراطية وتسهِّل غسل الأموال، وفقاً لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

ومؤخرا بدأت أوساط حكومية في سويسرا تحقيقا وتدقيقا واسعا في واردات الذهب من دولة الإمارات العربية المتحدة بعد اتهام أبوظبي بالتواطؤ مع روسيا للتهرب من العقوبات الدولية المفروضة على موسكو.

وسجلت سويسرا زيادة كبيرة في واردات الذهب من الإمارات منذ فرض العقوبات على روسيا بحسب تقرير نشره المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط ومقره جنيف.

ودفعت تلك الزيادة المؤسسة السويسرية للتعاون الإنمائي Swissaid غير الحكومية إلى مزيد من الشفافية لتحديد ما إذا كان هذا الذهب من الإمارات قادمًا في الأصل من روسيا.

وأعلنت جهات حكومية سويسرية عن إخضاع الارتفاع غير مُتَوَقَّع لواردات البلاد من الذهب الروسي للتدقيق وذلك في الوقت الذي يستعد فيه قادة أغنى دول العالم لِفَرض حَظْرٍ على استيراد المعدن النفيس.

ويمثل تركيز مجموعة السَبْع على الذهب، الذي يُعَدّ ثاني أكثر سِلَع التصدير رِبحية لدى روسيا بعد قطاع الطاقة، أحدَث جُهد من جانب الدول الغربية لزيادة الضَغط على موسكو بِسَبَب حربها على أوكرانيا.

وكانت بريطانيا، وكندا، واليابان، والولايات المتحدة قد التَزَمت بالفعل بالحَظر الذي يهدف إلى مَنع أفراد الأوليغارشية الروسية من استخدام الذهب للالتفاف على العقوبات.

والمُشتريات السويسرية من الذهب الروسي قد تَوَقَفت في شهر مارس المنقضي، بعد وقتٍ قصير من غزو روسيا لأوكرانيا.

وفي يوم 7 مارس، أعلَنَت رابطة سوق السبائك في لندن تعليق جميع مصافي الذهب والفضة الروسية الست من قائمة ‘التسليم الجيّد’ (Good Delivery) الخاصة بها، مع تضاعف العقوبات المفروضة على موسكو.

وهذا يعني أن سوق الذهب الدولية لن تقبل أي سبائك من الذهب الروسي بعد ذلك التاريخ. ورغم أن سويسرا حَذَت حذوها، ولكن لا تزال هناك بعض الثغرات.

تم تَسجيل كل الذهب الذي دَخَل سويسرا في مايو تقريباً من قِبَل دائِرة الجمارك لأغراض التكرير أو المُعالجة، مما يشير إلى احتمال استيلاء إحدى المصافي السويسرية عليه.

مع ذلك، تؤكد الرابطة السويسرية لِمُصَنّعي وتُجّار المعادن الثمينة أن أحداً من أعضائها لم يستورد الذهب مؤخراً من روسيا، وأن أيّا من مصافي التكرير الرئيسية في البلاد لم تَقبَل أي معادن ثمينة روسية.

وصرح يقول كريستوف وايلد، رئيس الرابطة والرئيس التنفيذي السابق لشركة تكرير الذهب السويسرية “آرغور هيراوس” بأنه “لم يتلق أي من أعضائنا هذا الذهب”.

وأوضح “لو قامت شركة تكرير سويسرية بِشِراء هذا الذهب، فَسَيَتَعَيَّن عليها الدَفع بطريقة ما. لكن كيف لها أن تفعل ذلك مع عِلمها بِخضوع مُعظم المصارف الروسية للعقوبات؟ لذا فإن تحويل الأموال [إلى روسيا] ليس مُمكناً في الوقت الحالي”.

ويقول: “شخصياً أعتقد أن السبائك مُودعة الآن في خزائن جبل غوتهارد أو ما شابه ذلك”، في إشارة إلى منطقة في سويسرا تشتهر بخزائنها التي تخضع لإجراءات أمنية مشددة.

ويضيف: “ربما تم إحضارها إلى سويسرا من قبل بعض المستوردين الأثرياء جداً، وهي مخزونة الآن في بلدنا. الأمر لا يزال لغزاً في الوقت الحالي”.

تضم الرابطة السويسرية لِمُصَنِّعي وتجار المعادن الثمينة 13 عضواً، بما في ذلك أربعة من أكبر مصافي الذهب في العالم. كما تستضيف سويسرا 23 مسبكاً مُرخصاً لِصَهر الذهب.

“من الصعب جداً معرفة من يقف وراء هذه الصفقة التجارية”، يقول مارك أومَّل، رئيس قسم المواد الخام في منظمة ‘سويس أيد’ غير الحكومية.

وبرأيه، فإن مثل هذه الكمية الكبيرة من الذهب تجعل سيناريو اللاعبين الصِغار أقل احتمالاً. وقد رَفَضت الجمارك السويسرية حتى الآن تسليط الضوء على هذه القضية، وقالت إنها لا تستطيع تقديم أيّ معلومات عن مُستوردي الذهب لأسباب قانونية.

ليست هوية الطَرف المُشتري هي ما يثير التساؤلات فقط، ولكن مَصدَرها أيضاً. وفي الوقت الراهن، يخضع ذهب البنك المركزي الروسي للعقوبات، بما في ذلك في سويسرا.

وتريد كل من بروكسل وبرن مَنع موسكو من بيع سبائكها الذهبية لِحِرمانها من الإيرادات الإضافية التي تساعدها في تمويل غزوها لأوكرانيا.

ووفقا للخبراء، هناك خشية من أن يكون البنك المركزي الروسي الجهة التي تقف وراء عملية البيع في مايو الماضي.

ويُعتَبَر الذهب، الذي دَرَّ حوالي 15,5 مليار دولار (14,9 مليار فرنك) على الاقتصاد الروسي في عام 2021، ثاني أكبر صادرات البلاد بعد الطاقة.

وقد زادَت مُشتريات موسكو من الذهب في عام 2014 في أعقاب العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا بسبب ضَمِّها لِشُبه جزيرة القرم.

ويُقَدِّر مسؤولون أمريكيون أن لدى روسيا حوالي 140 مليار دولاراً من احتياطيات الذهب، أي ما يقرب من خُمُس مقتنيات البنك المركزي الروسي. في نهاية عام 2021، كان لدى روسيا خامس أكبر احتياطي من الذهب في العالم.

ولطالما دعا أوميل وبيث إلى المَزيد من الشفافية في قطاع الذهب السويسري. وبالإشارة إلى حقيقة ازدياد حَجم واردات الذهب من دبي إلى سويسرا بعد بداية الحرب في أوكرانيا، يساور كليهما القلق من أن الإمارات وغيرها من المراكز المُستَعِدّة للحصول على الذهب المشبوه في السوق، إنَّما ُتُستَخدَم للتحايُل على العقوبات.

وصرح أوميَل: “نحن نأمل أن تسلك سويسرا نفس الطريق وتَحظر جميع واردات الذهب الروسية – المُباشرة وغير المُباشرة – عَبر دول أخرى مثل الإمارات العربية المتحدة أو غيرها من دول تعدين الذهب المحفوفة بالمخاطر”.

وأصبحت دبي مركزًا تجاريًا رئيسيًا للذهب على مدى السنوات الأخيرة. في تموز/يوليو 2021، كشف تحقيق أجرته المؤسسة السويسرية للتعاون الإنمائي Swissaid عن دخول الذهب القادم من مناطق النزاع في إفريقيا إلى سلسلة توريد الذهب عبر دبي على الرغم من القوانين والالتزامات الطوعية لتنظيف سلاسل توريد الذهب.

وبحسب التقرير، تتم معالجة الذهب من قبل شركات إماراتية ليس لها علاقات مباشرة مع مصافي التكرير السويسرية، مما يجعل من المستحيل تتبع مصدر المعدن والتأكد من استخراجه في ظل ظروف تحترم حقوق الإنسان والبيئة.

وفي الخريف الماضي، طلبت الحكومة السويسرية من المصافي تعزيز عمليات التدقيق لتحديد بلد المنشأ الحقيقي لجميع الذهب القادم من الإمارات.

ومع ذلك، دعت المنظمة غير الحكومية مجدداً إلى قوانين أكثر صرامة وتطبيق أفضل للقوانين المتعلقة بالتحقق من المصادر الأصلية للذهب.