موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

حصري: الإمارات تستنفر جماعات الضغط للتحريض على السعودية

878

كشفت مصادر دبلوماسية أن دولة الإمارات استنفرت جماعات الضغط التابعة لها في الولايات المتحدة الأمريكية للتحريض على السعودية في ظل صراعها الإقليمي مع المملكة.

وأبلغت المصادر “إمارات ليكس” أن تعليمات سرية صدرت من أبوظبي لمرتزقة الإمارات من جماعات الضغط وشركات العلاقات لتصعيد الهجمة التحريضية ضد السعودية.

وبحسب المصادر فإن الإمارات تستهدف عرقلة النفوذ السعودي المتزايد عالميا عقب استضافتها اجتماعا دوليا بشأن أزمة حروب روسيا على أوكرانيا ووساطة واشنطن للتطبيع بين المملكة وإسرائيل.

يأتي ذلك فيما أبرزت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، أن المنافسة بين الإمارات والسعودية تشتد أكثر منذ أشهر على خلفية “القيادة الجيوسياسية والاقتصادية للمنطقة، وإدارة ملف الطاقة والسياسية الخارجية”.

ونشرت الصحيفة تقريرا مطولا بعنوان “البترول و الديبلوماسية.. بين الرياض وأبوظبي هناك برميل في البيت”، تناولت فيه أن الطموحات العدائية” بين البلدين تم تسليط الضوء عليها في اجتماعات منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).

ونقلت الصحيفة تصريحات لهيرمان وانج ، المتخصص في نفط الخليج لوكالة S&P Global قوله أن الإمارات والسعودية لطالما كانتا متوائمتان نسبيًا مع استراتيجية النفط”.

لكن السعودية تضغط منذ أشهر على أوبك+ على أمل رفع سعر البرميل، لتقليل العرض العالمي من الذهب الأسود.

الأمر الذي لم ترحب به الإمارات باعتبار أن هذه التخفيضات التي فرضتها السعودية بحكم الأمر الواقع، تمنعها من ضخ أكثر من 3 ملايين برميل نفط يوميا.

في حين أن الإمارات زادت طاقتها الإنتاجية إلى أكثر من 4 ملايين، وسيكون بإمكانها قريباً تجاوز 5 ملايين برميل.

وذكر هيرمان وانغ “الإمارات تستثمر بقوة في قدرتها الإنتاجية النفطية.. تريد أن تصبح قادرة على تسخيرها وتحقيق الدخل من النفط قبل أن ينخفض ​​الطلب على الوقود الأحفوري، وأن تمنعها لوائح تغير المناخ المستقبلية من القيام بذلك”.

بالمقابل، يتعين على السعوديين تنويع اقتصادهم من خلال تحرير أنفسهم من دخل الذهب الأسود. وبالتالي، يحمل محمد بن سلمان “رؤية 2030”، شديدة الطموح: استثمارات ضخمة في العقارات والتطورات السياحية والتكنولوجيا والرياضة”.

والمفارقة في الوضع السعودي، كما يتابع هيرمان وانغ، هي أن جهود المملكة، لتنويع اقتصادها الذي يعتمد إلى حد كبير على النفط، بحاجة إلى سعر أعلى للنفط. وبحسب المؤسسات المالية، لموازنة ميزانية الرياض في مواجهة إنفاقها المفرط، يجب أن يظل سعر البرميل فوق 81 دولارا، أو حتى قرابة 100 دولار.

لكن الطلب المخيب للآمال، لا سيما من الصين، المستورد الرئيسي للنفط الخام، وفائض المعروض نتيجة زيادة تدفق النفط الإيراني حول العالم.

وكذلك صادرات الخام الروسي بأسعار متدنية في آسيا، منعت كل ذلك حتى الآن من زيادة سعر البرميل بشكل مستدام. في الأيام الأخيرة، كان خام برنت يحوم حول 85 دولارا، وهو أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر، لكنه بعيد جدا عن ذروة 140 دولارا التي سجلها بعد بدء الحرب في أوكرانيا.

ومؤخرا أعلنت السعودية أنها ستواصل خفض الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا حتى نهاية سبتمبر. ووعدت روسيا بخفض يصل إلى 300 ألف برميل يوميا.

ولم تقل الإمارات، التي سُمح لها في شهر يونيو الماضي بزيادة إنتاجها قليلا، كلمة واحدة، باستثناء الإعراب مثل أعضاء أوبك الآخرين في بيان صحافي عن “اعترافهم الكامل بجهود السعودية الهادفة إلى دعم استقرار السوق النفطية”.

ويشدد هيرمان وانغ على أن “النفط ليس سوى جانب واحد من هذا التنافس” بين البلدين الخليجيين في ظل تصريحات ولي العهد السعودي التي نشرت حدثيا بأن الإمارات “طعنت السعودية في الظهر”.

وقال حسني عبيدي، مدير مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي والمتوسطي في جنيف، لـ”ليبراسيون”، إن جميع المراقبين في المنطقة، لاحظوا منذ أكثر من عام، أن العلاقة جليدية بين قادة الدولتين.

من بين مؤشرات البرودة -تتابع “ليبراسيون”- غياب محمد بن زايد عن قمة جامعة الدول العربية في مدينة جدة في شهر مايو الماضي.

وكذلك غيابه مؤخراً عن القمة الأولى بين دول الخليج الست، وخمس دول من آسيا الوسطى في جدة أيضا يوم 20 يوليو الماضي، حيث مثّله شقيقه.

واعتبرت الصحيفة أن تدهور العلاقة الشخصية بين بن سلمان والرئيس الإماراتي محمد بن زايد قد غذّته الخلافات الجوهرية حول القضايا الإقليمية، بدءا من الصراع في اليمن الذي بدأه الشريكان معا في عام 2015 بهدف طرد الحوثيين المدعومين من إيران الذين احتلوا معظم البلاد.

فعندما غرق السعوديون في القتال لإعادة توحيد اليمن تحت سلطة الحكومة المعترف بها دوليا والتي دعموها، تحركت الإمارات لدعم الميليشيات الجنوبية الانفصالية، قبل أن تسحب قواتها  من اليمن، تاركةً السعوديين وحدهم في مواجهة الحثيين والجنوبيين.

ويشير حسني عبيدي إلى أن “أولوية محمد بن سلمان اليوم هي تسوية الصراع في اليمن. ولهذا، فقد ذهب إلى حد الاقتراب من إيران، بوساطة صينية، وهو ما تعارضه الإمارات بشدة بسبب المخاوف على نفوذها الإقليمي”.