موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحليل/ لهذه الأسباب.. مخاوف الحرب على إيران تسيطر على الإمارات

311

رحب بيان لوزارة الخارجية الإماراتية بدعوة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لزعماء دول الخليج والدول العربية إلى عقد قمتين طارئتين في مكة لبحث تداعيات الهجمات التي استهدفت الأسبوع الماضي منشآت نفطية في السعودية وناقلات نفط قبالة ساحل دولة الإمارات.

وقال البيان إن “الظروف الدقيقة الحالية تتطلب موقفا خليجيا وعربيا موحدا في ظل التحديات والأخطار المحيطة” وسط توترات متزايدة مع إيران عقب الهجمات التي تعرضت لها ناقلات نفط قبالة ساحل دولة الإمارات.

وترى الإمارات نفسها مع السعودية في صدارة مواجهي إيران في المنطقة لكنها لا يمكن أن تكون راغبةً في حرب مدمّرة في المنطقة، إذ ستكون الخاسر الأكبر فيها، وخصوصاً أن أي ضربة أميركية جدّية لإيران لن تمر من دون رد إيراني يطاول أبو ظبي ويؤسّس لانهيارها فعلياً، اقتصادياً واجتماعياً.

فإضافة إلى الكلفة العالية للحرب، والتي ستتحملها الإمارات والسعودية فإن آثارها ستكون مدمرةً للرعائية الاستهلاكية التي تقوم عليها هذه الدول، وبالتحديد أبو ظبي.

جل غاية الإمارات ومعها السعودية من الحشود العسكرية هو محاولة لجم إيران، واستخدام الأسطول الأميركي في الخليج فزّاعة في وجه إيران، ومنعها من تكرار استهدافهما كما حصل الأسبوع الماضي ضد سفنٍ في الفجيرة ومحطات نفط في السعودية.

بالتالي فإن كل الحشود والأحاديث عن الحرب في المنطقة، وبناء على تصريحات المعنيين فيها والتحليلات لتداعياتها، هي جعجعةٌ، وقرقعة أصوات السلاح، علها تكون رادعاً كافياً لمحاولة ضبط السلوك الإيراني في المنطقة، خصوصاً أن الجميع يعلم أن للحرب قصةً أخرى.

وتعيش منطقة الخليج العربي على وقع حشود عسكرية أميركية، وحديث متصاعد عن إمكان تحول المنطقة إلى كتلة نار بفعل احتمال شن حرب على إيران. والاحتمال يتراجع حيناً ويتقدّم أحياناً أخرى، غير أن فرضية حدوثه حقيقة قد تكون مستبعدةً لأسبابٍ كثيرة، خصوصاً أن من الواضح أن هذه الحرب لا أحد يريدها، لا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولا حتى النظام الإيراني.

فالرئيس الأميركي، وعلى الرغم من الجنون الذي يعتريه، إلا أنه رجل مال وأعمال في الدرجة الأولى، وليس رجل حربٍ على غرار ما كان عليه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن.

حسابات ترامب، في أي خطوة يقوم بها، مالية بالدرجة الأولى، وأساس انخراطه في الدفاع عن السعودية وولي عهدها كان ولا يزال مرتبطاً بالأموال التي يمكن أن يجنيها من المملكة.

لا يستحي ترامب من المجاهرة بذلك، وهو يرفع راية الدفاع عن السعودية وحمايتها لافتةً لنيْل ما تيسّر من مليارات الدولارات من الدول الخليجية التي تسعى إلى التقرّب منه.

غير أن لافتة الحماية شيء، والانخراط في حربٍ مباشرةٍ مع إيران، إرضاء لهذه الدول، شيء مختلف تماماً، حتى ولو كانت هذه الدول هي من ستموّل الحملة العسكرية الأميركية.

تؤكد التسريبات الصحافية في ذروة التوتر في الخليج هذا الأمر، وحتى التصريحات العلنية لترامب، في الأيام الماضية، قال فيها إنه “لا يتمنّى أن تقوم حرب مع إيران”، إضافة إلى سعيه الحثيث إلى تهدئة التوتر عبر قنوات اتصال مع طهران، عبر سويسرا أو غيرها.

الأمر مشابهٌ بالنسبة إلى الإيرانيين الذين لا يوفرون مناسبةً لتأكيد أن لا حرب ستقوم مع الولايات المتحدة، وأن إيران لا تريد حرباً كهذه. والمفارقة أن هذا الكلام جاء على لسان المرشد الإيراني الذي صرح، في سياق خطاب، تضمن ما تيسّر من التهديد المعتاد، أن إيران لا تريد الحرب مع الولايات المتحدة، وهو مخالفٌ أساساً للشعارات الكبيرة التي كانت ترفعها الجمهورية الإسلامية في السنوات السابقة عن تدمير “الشيطان الأكبر”.