موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات عامل تفجير.. اليمن يشهد تصعيدا ينذر بإطالة أمد الحرب

214

يشهد اليمن تصعيدا للوضع عسكريا وسياسيا بما يضاعف الأزمة وينذر بإطالة أمد الحرب في وقت تبرز فيه دولة الإمارات كعامل تفجير لجهود إحلال السلام والاستقرار في البلاد.

وتسببت التصعيدات العسكرية بين القوات الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي الانقلابية في الشمال والمجلس الانتقالي الانفصالي في الجنوب في تعقيد الأزمة السياسية في البلاد، بعد محاولات يائسة من قبل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث لإحداث أي خرق في جدار الأزمة اليمنية بين الحكومة والحوثيين، الذي يتواكب أيضا مع التدخلات الإماراتية الكبيرة التي عبثت بالمناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة في المحافظات الجنوبية.

وتشمل التصعيدات العسكرية في محافظة مأرب بين القوات الحكومية وميليشيا الانقلابيين الحوثيين بالإضافة إلى اشتعال المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية وميليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة أبين، والتي تدفع جميعها بتعقيد الأزمة السياسية والدفع بالبلاد إلى طريق مسدود مع انغلاق أفق الحل في المدى المنظور على الأقل بعد نحو ست سنوات من الحرب التي قضت على الأخضر واليابس في اليمن، وخلّفت أزمة إنسانية كبيرة على المستوى العالمي.

وفي إطار التصعيدات العسكرية في جبهة مأرب بين القوات الحكومية والحوثيين، ذكرت مصادر عسكرية أن ميليشيا جماعة الحوثي سيطرت على أحد المعسكرات الكبيرة التابعة للقوات الحكومية اليمنية، في حدود محافظة مأرب مع محافظة صنعاء، بعد مواجهات طويلة في تلك المنطقة.

وأوضحت ان معسكر ماس، الواقع في منطقة مدغل، شمال غربي محافظة مأرب، سقط في أيدي ميليشيا جماعة الحوثي بعد مواجهات مسلحة عنيفة استمرت لأسابيع، حيث استمات الحوثيون في محاصرة هذا المعسكر من عدة محاور والهجوم عليه بشكل متزامن ودارت خلاله معارك ضارية لفترات طويلة اشتدت خلال الأسابيع الأخيرة وأوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوف الجانبين وأسفرت المواجهات عن سقوط المعسكر في أيدي الحوثيين.

وأرجعت الأسباب في تراجع الوضع العسكري للقوات الحكومية إلى تخاذل الدعم السعودي عن تعزيز ودعم جبهات القتال التي ترابط فيها قوات الجيش الحكومي، والتي أجبرت قواته إلى سحب وحدات الجيش من المواقع الهامة التي كانت تتمركز فيها في العديد من الجبهات ومنها معسكر ماس الذي يعد أحد المعسكرات الرئيسية في الجبهة الأمامية مع الحوثيين باتجاه العاصمة صنعاء.

وذكرت أن استماتة ميليشيا الحوثي في تحقيق أي خرق عسكري في جبهات محافظة مأرب، رغم سقوط أعداد هائلة من القتلى في صفوفها خلال الشهور الماضية، أسفرت عن إحراز بعض التقدم للحوثيين في المناطق المتاخمة لمعسكر ماس.

ودفع ذلك القوات الحكومية، خلال الأيام القليلة الماضية، إلى إفراغه تدريجيا من الآليات والعتاد الثقيل تفاديا لوقوع خسائر كبيرة في صفوفه وبالذات بعد قيام القوات السعودية بسحب معداتها الثقيلة من هناك إلى معسكر تداوين، شرقي مدينة مأرب، ووضع قوات الجيش اليمني في مأزق.

وفي الجنوب شهدت محافظة أبين معارك ضارية بين القوات الحكومية وميليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتيا خلال الأيام الماضية، وما زالت في تصاعد مستمر بشكل نسف كل الجهود السعودية لاحتواء الوضع في الجنوب بين الجانبين، تحت لافتة اتفاق الرياض، الموقع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019.

وأوضحت مصادر ميدانية أن المواجهات المسلحة في محافظة أبين أسفرت عن سقوط الكثير من القتلى والجرحى من الجانبين، بينهم قيادات رفيعة، وبالذات في جانب ميليشيا المجلس الانتقالي حيث لقي قائد سرية باللواء الثالث دعم وإسناد سالم هيثم عبدالله الشبحي مصرعه في تلك المواجهات، فيما كان من بين قتلى القوات الحكومية المقدم هيثم عوض الزامكي والنقيب اسامة يحي علي الغبيسي وغيرهم .

وتتصاعد المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية وميليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا بشكل متسارع في أبين مع انهيار جهود اللجنة العسكرية السعودية المكلفة بالاشراف على وقف إطلاق النار بين الجانبين، في احتواء الموقف.

وأسفر ذلك عن تعقيد الأزمة السياسية ووصول التشكيل الحكومي إلى طريق مسدود، الذي كان من المقرر وفقا لاتفاق الرياض إعلانه قبل نحو ثلاثة أشهر بمشاركة المجلس الانتقالي في الحكومة الجديدة مقابل سحب ميليشياته وقواته العسكرية من العاصمة المؤقتة عدن وعودة الحكومة إلى الاستقرار وممارسة نشاطها منها.

وفي الوقت الذي كانت فيه مهمة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن محصورة في رأب الصدع بين الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي وبين ميليشيا الانقلابيين الحوثيين التي سيطرت على العاصمة صنعاء في أيلول (سبتمبر) من العام 2014 انهار الوضع في الجنوب ونتج عنه صعود ميليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات والتي سيطرت على العاصمة الحكومية الموقتة عدن في آب (أغسطس) 2019 وأصبحت بذلك الأزمة اليمنية مركبة ومعقدة، والتي أخرجت الحكومة الشرعية عن التأثير، رغم أنها ما زالت تسيطر على منابع الثروة ومناطق انتاج النفط في البلاد.

وعلّق وزير النقل السابق صالح الجبواني على أنباء التشكيل الحكومي بقوله “تطالعنا الكثير من المواقع الإخبارية بمواعيد محددة لتشكيل الحكومة وكأنها تلبي رغبة البعض في الحكومة والتحالف بتشكيلها حالا. ان حملات التضليل هذه تصيب الشرعية في مقتل. يفترض رفض تشكيل الحكومة حتى تنفيذ الشق العسكري والأمني ان كانوا حريصين على اليمن وسيادتها ووحدتها” وذلك في إشارة إلى التدخلات الإماراتية في جنوب اليمن والتي تدعم المجلس الانتقالي بهدف الانفصال عن الشمال، كأداة محلية لسيطرة الإمارات على مقدراتها السيادية.

وأضاف “اعتقد مهندسو اتفاق الرياض أنه الترياق الذي سيحوّل الانتقالي من ميليشيا متمردة إلى شرعية، وبالاتفاق سيتم التخلص من قيادات الشرعية”.