موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إسرائيل تحتفي بإبداء الإمارات رغبة في التعاون الثنائي

108

أبرزت الإذاعة الإسرائيلية العامة تقديم مندوبة دولة الإمارات الدائمة لدى الأمم المتحدة لانا زكي نسيبة، التهنئة للعُلماء الاسرائيليين على ما قالت إنه تطويرهم الجسم المضاد لفيروس كورونا مما قد يشكل علاجا محتملا للوباء.

وقالت المندوبة الإماراتية إن هذا الإنجاز مثير للغاية بالنسبة لجميع الجهات العاملة على محاولة تطوير هذا اللقاح بما فيها بلادها.

وذكرت الإذاعة أن السفيرة الإماراتية ذكرت أن في ضوء هذا النجاح الإسرائيلي هناك مجالا للتعاون بين دولة إسرائيل والإمارات لمواجهة الفيروس الفتاك.

وجاءت تصريحاتها خلال حديث من الأمم المتحدة بواسطة تطبيق “زوم” نظمه المجلس اليهودي الأمريكي، حيث شددت على أن أبو ظبي لن تعارض تعاونا مع إسرائيل في هذا المجال، مستذكرة بأن مندوبين إسرائيليين قد زاروا الامارات في الماضي وشاركوا في مؤتمرات مختلفة.

وقالت نسيبة إنها “قرأت خبرا عن تمكن علماء إسرائيليين من إيجاد علاج محتمل لفيروس كورونا”، وعبرت عن ذلك بالقول: “إنه مثير جدا لمنطقتنا”.

من جهته كتب الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد عبر صفحته بـ”تويتر” إنه “بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، لا توجد علاقات دبلوماسية رسمية، ولكن هناك تحالف سري لأكثر من 25 عاما”.

وأضاف: “إسرائيل تحظى بتمثيل في منظمة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة في أبو ظبي، ومن المتوقع أن يكون هناك جناح رئيسي لإسرائيل في المعرض الذي سيفتتح في دبي”.

وخلال شهر آذار \مارس الماضي كشفت تسريبات لوسائل إعلام إسرائيلية إقدام الإمارات على تزويد كيان الاحتلال بعشرات الآلاف من أجهزة التنفس الاصطناعي ووحدات الفحص المخبري، بجانب الملايين من الكمامات واللوازم والمعدات الطبية الأخرى؛ لتعزيز قدرات (تل أبيب) على مواجهة  تفشي  فيروس “كورونا”.

وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أنه وللمرة الثالثة خلال شهر آذار \ مارس الماضي، قام الموساد بتأمين كمية كبيرة من المعدات الصحية الناقصة التي تحتاجها وزارة الصحة في دولة الاحتلال لمواجهة عدوى كورونا، حيث كشفت القناة الإسرائيلية 12 عن استمرار الموساد في عمليات سد النقص المريع بالمعدات الطبية داخل إسرائيل، وهذه المرة تم استحضار 27 ماكنة للتنفس الاصطناعي و20 ألف وحدة فحص مخبري و10 ملايين كمامة جراحية و700 بدلة طبية لطواقم سيارات الإسعاف من “دولة مجهولة” في إشارة إلى الإمارات.

وقبل شهرين أبرز الإعلام الإسرائيلي توسع نطاق علاقات التطبيع بين إسرائيل والإمارات بالتزامن مع دور أبو ظبي في الترويج لصفقة القرن الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية.

وقال “مركز دراسة السياسة الخارجية والعلاقات الإقليمية لإسرائيل” (ميتفيم) إن الإمارات هي أكثر الدول العربية التي وسعت مجالات التعاون مع إسرائيل، العام الماضي.

وفي تقدير موقف أعده الباحث موران زاجا، لفت المركز إلى وجود مظاهر وسمات عامة لطابع التعاون والعلاقات بين تل أبيب وأبوظبي، والتي باتت تشمل المجالات: الدبلوماسية الرسمية، التعاون الأمني والتواصل في مجال السياحة و”الأديان”.

وأشار المركز إلى أنّ “العام 2019 شهد، بشكل خاص، تعاظم التعاون في المجالات المدنية، بشكل دل على حدوث تقارب كبير بين القيادتين، بشكل يشي بتوفر بيئة تسمح بتواصل هذه العلاقات في المستقبل وتطورها”.

وشدد المركز على أنّ ما يدلل على تعاظم العلاقات بين الإمارات وإسرائيل وشمولها المجالات المدنية، حقيقة أنّ وزارة الخارجية في تل أبيب باتت تلعب دوراً مهماً في تطوير هذه العلاقات.

وبيّن المركز أنّ “التعاون مع الإمارات تعاظم بشكل خاص في مجال المبادرات المتعلقة بالأديان ونشر أفكار التسامح”، لا سيما مع إعلان الإمارات عام 2019 “عاماً للتسامح”.

وفي هذا الإطار، نظمت الإمارات مؤتمراً شارك فيه عدد من الحاخامات، بينهم الحاخام الأكبر السابق لإسرائيل شلومو عمار.

ولفت إلى أنه من المنتظر أن تشارك إسرائيل في معرض “إكسبو الدولي 2020” في دبي في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ما يعد الحدث الأهم على صعيد العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، معتبراً أنّ هذا التطور سيسمح بتكريس التعاون في المجال الدبلوماسي والاقتصادي والمدني.

وذكر أنه من المتوقع أن يتم خلال المعرض تدشين فرع لإسرائيل سيظل مفتوحاً لمدة نصف عام لعرض المخترعات الإسرائيلية.

وقد تحول المعرض الدولي إكسبو 2020 المقرر في دبي بعد أشهر إلى جسر يستهدف من ورائه النظام الإماراتي تعزيز تحالفاته وعلاقاته الخارجية خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

وأعلنت واشنطن أنها ستشارك في إكسبو 2020 بعد أن عمدت حكومة الإمارات الى تحمل كلفة جناحها في المعرض المذكور.

وقد استبعدت الولايات المتحدة، في وقت سابق، مشاركتها في المعرض، قائلة بأنها “غير محسومة”، لكن عادت وأكدت مشاركتها في معرض إكسبو 2020، الذي يفتتح في تشرين الأول/أكتوبر، ويعد أكبر معرض عالمي في الشرق الأوسط أو إفريقيا.

وفي بيان لها، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الجناح الأميركي بات ممكنا بفضل سخاء الحكومة الإماراتية واعترافا منها بالشراكة القوية بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة.

ولم يقدم البيان تفاصيل بشأن المساهمة لكن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو كان قد تحدث في وقت سابق عن الحاجة لمبلغ 60 مليون دولار لإقامة الجناح في المعرض الذي يستمر ستة أشهر.

وقالت وزارة الخارجية إن المعارض تمثل “فرصا مهمة لإظهار الحرية والمثل والمؤسسات والثقافة والقيادة العالمية لأميركا”.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد حذرت في وقت سابق من أن انعدام التمويل الحكومي يعرض للخطر مساعي مينيابوليس وهيوستن لاستضافة معارض مستقبلية يمكنها أن تخلق آلاف الوظائف.

ويذكر أن الولايات المتحدة تمنع التمويل الحكومي لمثل هذه الفعاليات وكثيرا ما انتقد الرئيس دونالد ترامب الانفاق خارج الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بدفع مساعدات.

غير أن وزير الخارجية بومبيو طلب من الكونغرس إجراء استثناء وتحمل تكلفة معرض إكسبو دبي، معبرا عن الخشية من أن تظهر الولايات المتحدة في موقع الضعف في معرض ستستخدمه الصين التي يتزايد نفوذها، لإظهار قوتها في قطاع التكنولوجيا في منطقة مهمة.

من جهتهم، عبر النواب الأميركان عن شكوكهم وشجعوا بومبيو على القيام بحملة خاصة لجمع الأموال، ما دفع بوزارة الخارجية للإعلان الشهر الماضي أن مشاركة الولايات المتحدة غير محسومة.

وقد ذكر موقع معرض دبي إكسبو على الانترنت إن الجناح الأميركي سيعرض طباعة ثلاثية الأبعاد لأطراف صناعية وأعضاء، ورحلة إلى المريخ ومدينة مستقبلية مثالية بأقل حركة مرور.

وفي السياق تستعد إسرائيل للمشاركة في معرض إكسبو 2020 في دبي في مسعى لان يساعدها هذا الحضور النادر على الإسراع بإقامة علاقات مع العالم العربي.

وللمرة الاولى، سينظم المكتب الدولي للمعارض ومقره باريس أكبر معرض في العالم في دولة عربية.

ولا ترتبط الإمارات بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل على غرار معظم الدول العربية، لكن أبو ظبي تورطت منذ أعوام بتصعيد غير مسبوق في التطبيع الشامل مع إسرائيل.

وتسعى إسرائيل إلى توطيد علاقتها مع الإمارات وبقية دول الخليج العربية بزعم المشاركة معها مصالح أمنية على رأسها العدو المشترك إيران.

وسمحت الإمارات في الآونة الأخيرة لرياضيين ومسؤولين إسرائيليين الدخول إلى أراضيها كما استقبلت وفود وزارية وحكومية إسرائيلية متعددة.

وسيمثل الجناح الإسرائيلي في المعرض العربي كما يقول المسؤولون فرصة فريدة لتسريع عجلة “تطبيع” العلاقات والتواصل مع العرب العاديين.

وقال اليعازر كوهين مسؤول المعرض في وزارة الخارجية الإسرائيلية “القيمة المضافة في هذا المعرض بالنسبة لنا هو الزائر العربي والمسلم”.

بالنسبة للمهندس المعماري ديفيد كنافو المقيم في تل أبيب الساحلية، فإن جناح إسرائيل في إكسبو 2020 يعكس إحساس إسرائيل بالانتماء إلى المنطقة كما يوصل رسالة بأنها منفتحة على جيرانها العرب.

وسيحتضن جناح إسرائيل جدرانا تتوزع عليها كثبان رملية وسقف مصنوع من شاشات كبيرة تظهر جوانب مختلفة من المجتمع الإسرائيلي.

وقال كنافو إن ذلك يرمز إلى استغلال إسرائيل لصحاريها من خلال الثقافة والتكنولوجيا، مشيرا إلى إمكانية أن تحذو الدول التي لديها أراض صحراوية حذوها.

ويرى كنافو أن المعرض “لقاء فريد بين الثقافات واللغات والأشخاص الذين لا يلتقون بشكل روتيني”. وبالتالي هو “مساحة مفتوحة لاستضافة الزوار”.

وبحسب مدير عام وزارة الخارجية يوفال روتم فإن قاعة المعرض ستقدم للزائر تجربة تفاعلية للوسائط المتعددة تعرض “الروح والثقافة الإسرائيلية” في مختلف المجالات سواء المياه أو الطب أو تكنولوجيا المعلومات.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو جناح المعرض الإسرائيلي كجزء من “التقدم المستمر للتطبيع مع الدول العربية”.

ورأى قادة إسرائيليون سابقون أن السلام مع الفلسطينيين هو البوابة الأوسع للعلاقات مع العالم العربي والإسلامي.

ويشير كوهين إلى أن الوجود الإسرائيلي في دبي “سيثير ضجة كبيرة”.

وأضاف أن المشاركة الإسرائيلية لن تمس السياسة لأن الجناح الإسرائيلي “يركز على ما تقدمه إسرائيل عوضا عن ذلك”.

وقال المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد إن “الوجود شبه الدبلوماسي” للجناح الإسرائيلي في دبي هو واحد من عدة تطورات لها “تأثير تراكمي”.

وأشار غولد إلى المسابقات الرياضية وافتتاح ممثلية إسرائيلية لدى المنظمة الدولية للطاقة المتجددة في العام 2015، ومقرها إمارة أبو ظبي.

ويعتبر أن “هذا ليس تطبيعا لكنه تعزيز للوجود الإسرائيلي”.

ويوضح المدير العام السابق أن دول الخليج العربية لم تفقد الاهتمام بالقضية الفلسطينية لكنها في الوقت نفسه “تبحث عن مصالحها”، بما في ذلك تعزيز التعاون الأمني مع إسرائيل في مواجهة التهديد الإيراني المشترك.

ويقول غولد الذي يرأس مركز القدس للشؤون العامة إن المعرض جزء من محاولات التعريف بجوانب العلاقات التي لا تتعلق بالتعاون الأمني.

ويضيف “اسم اللعبة هو كيفية التوصل الى المصالح المشتركة التي لا تثير ضجة كبيرة”.

وبحسب غولد “إذا أجريت استطلاعات للرأي فستجد أنه يوجد في معظم أنحاء الخليج نوع من الفهم بأن إسرائيل جزء من المنطقة”.

وقال كوهين وكنافو انهما لقيا ترحيبا حارا في الإمارات حيث يدخل العمل في الجناح مراحل متقدمة، مضيفا أن “موقف المضيفين ممتاز”.

وتابع “لم أكن أتوقع شيئا آخر لكن عندما تواجهه فهذا أمر مثير للمشاعر”.

أما كنافو فيرى في المعرض “بوابة للعالم تم حجبها عنا وجناحنا هو بوابة للتجربة الإسرائيلية على جميع مستوياتها العلمية والثقافية والإنسانية”.