موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

زيارة بن زايد إلى فرنسا.. صمت إعلامي وملاحقات قانونية لارتكاب جرائم حرب

166

ما بين الصمت الإعلامي المطبق وملاحقات قانونية بتهمة ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين في اليمن وغيرها، جرت الزيارة الخارجية النادرة لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إلى فرنسا.

ونادرا ما يقوم بن زايد بزيارات خارجية خشية من ملاحقته قانونيا بسبب السجل الأسود لبلاده بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان داخليا وخارجيا.

وجرى رفع قضيتان في باريس ضد بن زايد، الأولى تتعلّق بتواطؤ في أعمال تعذيب قدمها ثلاثة قطريين، والثانية بجرائم حرب قدمها ستة مواطنين يمنيين، حسب ما أعلن محاموهم.

وتشارك الإمارات في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن. وقدّم القطريون الثلاثة شكواهم بتهمة “التواطؤ في أعمال تعذيب وإخفاء قسري” لدى الهيئة القضائية المختصة في الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التابعة لنيابة باريس.

ويقول هؤلاء إنهم “احتُجزوا وعُذّبوا على أيدي عناصر من أمن دولة الإمارات بين فبراير/ شباط 2013 ومايو/ أيار 2015″، وفق بيان صادر عن محاميهم بيار-اولوفييه سور.

ويتابع البيان أنهم يصفون في شكواهم “أعمال تعذيب جسدية ونفسية”، مثل ضرب بالعصي وحرمان من النوم وتهديد بالاعتداء الجنسي والشنق والموت.

وبموجب “اختصاصه العالمي” في أخطر الجرائم، يتمتّع القضاء الفرنسي بإمكانية “ملاحقة وإدانة مرتكبي هذه الجرائم والمتواطئين فيها عندما يكونون على الأراضي الفرنسية”، وفق ما ذكر المحامي.

وقدّم ستة يمنيين و”التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات”، وهو منظمة إنسانية، شكوى ثانية أيضاً إلى الهيئة المختصة في الجرائم ضد الإنسانية، ضد ولي عهد أبوظبي في قضية “تواطؤ وأعمال تعذيب وجرائم حرب” في النزاع في اليمن، بحسب وكيليهم.

وقتل نحو عشرة آلاف شخص في النزاع اليمني منذ بدء عمليات التحالف السعودي الإماراتي.

وتذكر الأمم المتحدة بشكل مستمرّ أن اليمن يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وتشير إلى أن 14 مليون مدني “على حافة المجاعة”.

ويندّد مقدمو الشكوى بـ”أعمال التعذيب الجماعية، والقصف العشوائي والحصار الذي سيؤدّي إلى مجاعة”، وفق بيان صادر عن المحاميين جوزف بريهام ولورانس غريغ، اللذين قالا إن “أساليب الحرب التي يستخدمها التحالف منذ 2015 غير إنسانية وغير قانونية”.

وبحث بن زايد مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس الاستقرار في الشرق الاوسط، وكذلك الارهاب والنزاع في اليمن، وايران وليبيا فضلا عن قضية خاشقجي.

وتناولا الغداء بمفردهما في مطعم “لا موني دو باري” مشيراً إلى “العلاقة الجيدة” بين “شريكين مهمين”.

واللقاء هو الثالث منذ تسلم ماكرون مهامه الرئاسية، بعد زيارة ولي العهد إلى باريس في 21 حزيران/يونيو 2017 وزيارة الرئيس الفرنسي إلى الإمارات لافتتاح متحف اللوفر أبو ظبي في تشرين الثاني/نوفمبر 2017.

وأكد الإليزيه أن اللقاء بين الرجلين بحث الاستقرار في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب والحرب في اليمن وإيران والوضع في ليبيا.

وساءت صورة السعودية حليفة الإمارات في حرب اليمن، جراء جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر في قنصلية بلاده في اسطنبول.

وهناك تساؤلات خصوصاً حول مسؤولية ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان القريب من ولي عهد أبو ظبي، في هذه الجريمة.

ولم يستبعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء تورط ولي العهد لكنه أكد الحفاظ على الشراكة “الراسخة” التي يعتبرها استراتيجية مع الرياض.

ولا تزال فرنسا الحريصة هي أيضاً على الحفاظ على علاقاتها مع السعودية، حذرة جداً في هذه القضية. وخلافا لالمانيا، لم تتخذ بعد أي إجراء عقابي حتى ولو أنها وعدت الاثنين باتخاذ قرارات “بسرعة”.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء “نطالب بأن تُحدّد المسؤوليات بوضوح وأن يُحاسب مرتكبي هذه الأفعال في إطار محاكمة فعلية”.

في المقابل، تدعو باريس إلى محادثات سلام في اليمن حيث تتنازع القوات الحكومية مع المتمردين الحوثيين منذ 2015.

كما ناقش ماكرون وبن زايد الاستثمارات الإماراتية في فرنسا والتي ترغب باريس في ازديادها.

والإمارات احدى أبرز الدول التي تشتري العتاد العسكري الفرنسي وهي حليف استراتيجي لباريس التي لديها قاعدة جوية في أبو ظبي.