موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تقرير: الإمارات تلتزم صمت القبور على افتتاح السفارة الأمريكية في القدس ومجزرة غزة

135

لم تصدر الإمارات أي تعليق ولو بالتنديد اللفظي الخجول تجاه قمع وقتل المتظاهرين في إطار مسيرات العودة في قطاع غزة، كما لم تظهر أن موقف تنديد حيال افتتاح الولايات المتحدة الأمريكية سفارتها لدى إسرائيل في مدينة القدس المحتلة.

وفيما كانت كُل وسائل الإعلام الدولية والعربية تشتعل رفضاً لنقل الإدارة الأمريكيّة سفارتها إلى القدس باعتبارها عاصمة لإسرائيل، كانت وسائل الإعلام في الإمارات ملتزمة جداً بما تنقله الجهة الرقابية ورؤية الدولة دون إدانة لهذه النكبة الجديدة.

واستشهد أكثر من 60 فلسطينياً وجرح الآلاف في قطاع غزة، يوم الاثنين (14 مايو/أيار)، أثناء تظاهرات رفضاً لنقل السفارة، في وقت كانت ابنة الرئيس الأمريكي تحتفل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنقل السفارة بعد 70 عاماً من النكبة.

وتناولت صحافة الإمارات تناولت الحادثة كتقارير اعتيادية منقولة من وكالات الأنباء أما افتتاحيات الصحف فتجاهلت الموضوع تماماً.

كما أنّ التجاهل تمدد إلى مقالات الرأي، لم يكتب كُتاب الصحف أي مقالات عن الحادثة عدا مقال واحد في صحيفة “الاتحاد” يتحدث عن ذكرى النكبة ولا يتحدث عن فضائع الاحتلال.

أما مقال عبدالرحمن الراشد في صحيفة البيان الإماراتية فيبشر بصعود إسرائيل إقليمياً، وبكونها ستقوم بمهاجمة “سوريا”، و”إيران”!.

من جهتها صحيفة “الإمارات اليوم” اعتبرت في تقرير لها حول الأحداث أنّ افتتاح السفارة الأمريكية “خطوة مثيرة للجدل”، الآن أصبح خطوة مثيرة للجدل مع كل هذا الصخب العربي والدولي بشأن احتلال الأرض، وأيضاً في ذكرى النكبة، لماذا لم تكن خطوة مُدانة ومهينة تستهدف الشعوب العربية والإسلامية؟! مثيرة للجدل يعني أن توجه الصحيفة ومن يسيرها يمكن أنّ يكون في صف المعتدي.

وهو انعكاس للموقف الرسمي، الذي يقوم على التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، فعلى الرغم من أن القرار الأمريكي الذي صدر في ديسمبر/كانون الأول الماضي تم مواجهته بـ”بيان” إماراتي رافض لنقل السفارة لكن الآن يبدو أن الدولة “تماهت” مع “السفارة” كأمر واقع! إذ أن البيانات وتنديدات تتعلق بالشهداء الذين سقطوا في غزة وليس بشأن السبب الرئيس لغضبهم وهو نقل السفارة.

ويجمع مراقبون على أن صمت الإمارات يعود إلى الموقف الرسمي من إسرائيل، فقبل أيام من افتتاح السفارة كان وفد إماراتي في إسرائيل للمشاركة الرياضية.

وفي نفس الوقت تحدثت وكالة اسوشيتد برس الأمريكيَّة على أن رئيس وزراء إسرائيل كان في اجتماع فخم مع سفير الدولة في واشنطن يوسف العتيبة إلى جانب سفير البحرين.

في المقابل يؤكد إماراتيون أن التطبيع مع إسرائيل إهانة لكل إماراتي، وقف ويقف دوماً مع القضية الفلسطينية، كما أنه خارج الثوابت التي وضعها الآباء المؤسسون للدولة الذين تبنوا القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية، أما الآن فيبدو أن الدولة باتت تتماهى مع وجهة النظر الإسرائيلية بشكل كامل.

ويرصد مراقبون أن الإمارات تتصدر قائمة مقلصة جدا لأصدقاء إسرائيل الذين امتنعوا عن التنديد بممارساتها الوحشية بحق الفلسطينيين، فيما تكتفي وسائل الإعلام الإماراتية بتغطية ضعيفة وعلى خجل لحوادث قتل واستهداف المتظاهرين الفلسطينيين.

ويربط المراقبون بين موقف الإمارات المخزي عربيا وإسلاميا وتسارع وتيرة تطبيع العلاقات بين أبو ظبي وإسرائيل، فيما يؤكد مسئولون فلسطينيون أم الإمارات تتصدر تسابقا عربيا في التقرب والتطبيع مع إسرائيل، وتضغط لتعديل مبادرة السلام العربية لتسريع وتيرة التطبيع العلني والرسمي.