موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الاحتفاء الإسرائيلي مستمر .. كاتب: الإماراتيون “الجيران الطيبين” لإسرائيل

166

يتواصل الاحتفاء الإسرائيلي بهبوط أول طائرة إماراتية في مطار “بن غوريون” بمدينة تل أبيب، بتاريخ 19 مايو/ أيار المنصرم، بعدما أقلعت من أبو ظبي في رحلة جوية مباشرة.

وحملت الطائرة المملوكة لشركة الاتحاد للطيران الإماراتية، وقتها، مساعدات طبية للسلطة الفلسطينية التي رفضت استلامها لأنها جاءت دون التنسيق معها، وقالت إن هدفها تعزيز التطبيع الإماراتي مع إسرائيل.

وقال الكاتب الإسرائيلي أريئيل كهانا إنه بعد الإعلان عن صفقة القرن الخاصة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تم الكشف عن الجيران الطيبين لإسرائيل، لأن المطلعين على مضمون المحادثات العربية الداخلية حول القضية الفلسطينية يدرك أن الزعماء العرب سئموا طويلاً من تردد وإضاعة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للفرص السياسية.

وأضاف كهانا في مقاله الذي نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، أن “القادة العرب يريدون رؤية مستقبل بلادهم، ويتوقعون من الفلسطينيين أن يتصرفوا بنفس الطريقة”.

وتابع: مع اندلاع جائحة كورونا في جميع أنحاء العالم، وحالة الركود الشديد التي تلوح في الأفق، ومظاهر حرق الشوارع في مختلف الولايات المتحدة الأمريكية، يتم دفع الأخبار الجيدة بشكل طبيعي، رغم أن منطقتنا هنا، في الشرق الأوسط، تعيش فقط على وقع الدم والنار والدخان، حدثت فيها بعض الأشياء الإيجابية مؤخرًا.

وأشار كهانا إلى أن من أهم الأخبار الجيدة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، وصول طائرة إماراتية إلى إسرائيل عن طريق الطيران المباشر، وهبوطها بشكل علني في مطار “بن غوريون”، وهكذا أعطت الإمارات وجيرانها في الجزيرة العربية، مزيدا من حرية “النشاط للدولة اليهودية”.

وأوضح أن إسرائيل تعزز علاقاتها مع الدول الإسلامية في جهة الغرب، من خلال مكالمات هاتفية بين قادة تشاد والسودان، مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، وهما الدولتان اللتان كانتا حتى وقت قريب معاديتين.

ونوه إلى أن إسرائيل تشدد أكثر علاقاتها مع السعودية والأردن على حساب العوامل الإشكالية في المنطقة، وتحديداً تركيا والفلسطينيين، رغم أن العناوين تقول خلاف ذلك، ومن يتابعون ما يحدث في منطقتنا لا يشعرون بالمفاجأة من هذه التطورات، فمنذ دخول دونالد ترامب البيت الأبيض، خاصة منذ خطابه في المملكة العربية السعودية حول مسؤولية دول المنطقة في مكافحة الإرهاب والتطرف، تنمو العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.

وبحسب الكاتب الإسرائيلي – فإنه على أرض الواقع ومن وقت لآخر – يصرخ قادة المنطقة العرب بالكلام، ويطلقون بيانات غاضبة حول خطة السلام الأمريكية، ومع ذلك، وكما تظهر التطورات في الميدان، فإن كلامهم هذا عبارة عن “بخار فارغ”، لأن الزعماء العرب ذاتهم رحبوا ببرنامج ترامب عند تقديمه.

وفي مايو/ أيار المنصرم، أيضا، بثت قناة عبرية فيديو يوثق قيام مسؤول رفيع في دولة الإمارات العربية –  يرجح أنه من الأسرة الحاكمة – بإرسال طائرته الخاصة إلى المغرب، لإعادة مجموعة من الإسرائيليين الذين كانوا عالقين هناك بسبب إغلاق الحدود ووقف الرحلات الجوية إثر تفشي فيروس كورونا.

وأوضحت القناة 12 العبرية أن الحكومة الإسرائيلية توجهت سرا لحكومة الإمارات، مطالبة إياها بالتدخل والمساعدة في إعادة الإسرائيليين من الإمارات.

وأرسل أحد الأمراء طائرته الفاخرة، لإعادة هؤلاء الإسرائيليين، بحسب القناة، التي قالت إن حكومة أبو ظبي طلبت منهم بالتحفظ وعدم كشف الأمر.

لكن عدد من الإسرائيليين تمكنوا من تصوير الطائرة من الداخل، حيث بدت بكامل زخرفتها، وملاءمتها لرجال الأعمار، وأن أجزاء منها مطلية بالذهب.

ورغم أن الإسرائيليين على متن الطائرة حرصوا على التحدث بالفرنسية، بالإضافة إلى الدارجة (العامية) المغربية، فإن شريط الفيديو الذي بث يظهر أحد الأشخاص وهو يتحدث بالعبرية.

وقالت القناة العبرية إن هذه الخطوة تندرج ضمن التطور في العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، سواء تلك السرية، أو بوادر وخطوات التطبيع العلنية بين الطرفين.

وأحدث الفيديو موجة غضب بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وهاجموا دولة الإمارات التي تدعم الانقلابين والفوضى في الوطن العربي وتتعاون مع إسرائيل سرا وعلانية.

وباستثناء مصر والأردن، اللتين ترتبطان بمعاهدتي سلام مع إسرائيل، لا تقيم أية دولة عربية أخرى علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل.

لكن مسؤولون إسرائيليون أعلنوا في أكثر من مناسبة عن تحسن العلاقات مع دول عربية عديدة من دون تسميتها.

وزادت وتيرة التطبيع، خلال السنوات الماضية بين دول الخليج العربي وإسرائيل، عبر مشاركات إسرائيلية في أنشطة رياضية وثقافية واقتصادية تقيمها دول عربية، بينها الإمارات والسعودية.

وبعد أن كانت إسرائيل في السابق تمتنع عن النشر عن علاقاتها مع دول عربية لا توجد معها علاقات دبلوماسية؛ لتجنُّب إحراج هذه الدول، أصبحت الآن أكثر انكشافاً مع بعض الدول العربية وفي مقدمتها الإمارات، في وقت لم تعد فيه أبوظبي تجد حرجاً في التصريح بها رسمياً.

وفي نوفمبر 2015، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية افتتاح ممثلية دبلوماسية لـ”تل أبيب” لدى وكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة “إيرينا”، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها.

وأعلنت إسرائيل في 10 ديسمبر2019، مشاركتها في معرض “إكسبو دبي 2020″، مشيرة إلى أن المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية يوفال روتيم، زار دبي، في إطار الاستعدادات لمعرض “إكسبو 2020″، ووقَّع على اتفاق المشاركة.

وفي 15 ديسمبر 2019، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن وفداً من كبار المسؤولين في وزارة القضاء الإسرائيلية توجهوا إلى الإمارات العربية المتحدة؛ للمشاركة في مؤتمر دولي حول مكافحة الفساد، ينظَّم بأبوظبي.

وصعد النظام الحاكم بدولة الإمارات وتيرة التطبيع مع إسرائيل، وكان آخر ذلك نشر حسابات سفارات دولة الإمارات في عدة دول، تهاني لليهود بمناسبة احتفالهم بما يسمى “عيد الحانوكا” (الأنوار) في ديسمبر.

وتمنَّت السفارة في تغريدات نشرتها على حساباتها بمنصة “تويتر”، “السعادة لليهود”، مضيفةً: “أطيب تمنياتنا لأصدقائنا في الديانة اليهودية بمناسبة اليوم الأول من عيد الأنوار”، وهو ما أنعش (إسرائيل) التي وصفت تلك الرسائل بـ”الدافئة”.

وقبل ذلك، تبادل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، تغريدات تروّج لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية وإسلامية، على منصة “تويتر”.

وأعاد نتنياهو نشر تغريدة لوزير الخارجية الإماراتي، على حسابه بـ”تويتر”، معرباً عن سعادته بما “يتم من تنسيق بين إسرائيل وبعض الدول العربية”.

ونصت تغريدة نتنياهو: “أرحب بالتقارب الذي يحدث بين إسرائيل والكثير من الدول العربية. لقد آن الأوان لتحقيق التطبيع والسلام”.

ورأي المحلل الإسرائيلي جاكي حوجي أن قادة الإمارات باتوا على استعداد للخروج بالعلاقات مع “تل أبيب” من السرية إلى العلن، وأن افتتاح “سفارة إسرائيلية” في أبوظبي لم يعد حلماً بعيد المنال.

كما أعربت الخارجية الإسرائيلية عن فخرها بارتفاع عَلمها بإحدى الدول العربية مجدداً، مارس 2019م، من خلال وفدها الرياضي المشارك في الأولمبياد الخاص الذي أقيم بدولة الإمارات، مؤكدة أنه أكبر وفد رياضي يمثلها في بطولة رياضية على أرض عربية.

ولم يتوقف التطبيع على الأرض فقط، بل وصل إلى الجو، بمشاركة رائد فضاء إماراتي الجنسية في رحلة إلى الفضاء في سبتمبر الماضي، كانت قد كشفت عنها سابقاً صفحة “إسرائيل بالعربية”  والتي قالت على موقع “تويتر”: إن الرحلة ستكون “بمشاركة رائد فضاء إماراتي ورائدة فضاء إسرائيلية”.

ونشرت الصفحة يومها صورة لرائدة الفضاء جيسيكا مائير، المولودة لأب إسرائيلي، والتي انطلقت إلى الفضاء، حاملةً العَلم الإسرائيلي.

كما أظهرت دولة الإمارات تقدماً غير مسبوق في دعم الديانة اليهودية ضمن خططها للتطبيع مع إسرائيل، من خلال إعلان موعد إنشاء أول معبد يهودي رسمي في البلاد والأكبر بالمنطقة، والذي سيكتمل في ثلاث سنوات ويُفتتح عام 2022.