موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

فضيحة البشير تدلل على سياسات الإمارات بتقديم رشاوي مالية خدمة لمؤامراتها

302

يحاكم الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير هذه الأيام بتهمة تلقي رشاوي مالية ضخمة من كل من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية.

تمثل هذه الفضيحة دليلا صريحا على سياسات الإمارات بتقديم رشاوي مالية لزعماء ومسئولين عرب وأجانب خدمة لمؤامراتها وخططها المشبوهة لكسب النفوذ.

وكل ما تلقاه البشير من أموال سواءً من الإمارات أو السعودية لم يكن سوى رشىً شخصية، نظير إهراق الدم السوداني في حرب اليمن، بلا أي مسوّغ.

وعقدت محكمة سودانية جلستين حتى الآن للبشير بتهمة التعامل غير المشروع في النقد الأجنبي، وهو ما يشكل فضيحة مجلجلة له ولمانحيه.

بالإضافة إلى شراء الدم السوداني وإراقته على أرض اليمن في حربٍ ليس للسودانيين فيها ناقة ولا جمل، قُدِّمت هذه الرشى أيضا للاستحواذ على موارد البلاد، من أراضٍ ومعادنٍ، وموانئ، وغيرها.

ولذلك تتصاعد المطالب في السودان بضرورة أن تجري محاكمة البشير بتهمة الخيانة العظمى، فما كان يقوم به يدخل في باب العمالة، والإضرار الفظيع بالسيادة الوطنية.

ويقول مراقبون سودانيون إن رأي معظم السودانيين كان سيئًا في البشير، لكن لا أحد منهم كان يظن أن الرجل بهذا السوء، وبهذه الضعة، التي ظهرت من خلال محاكمته الجارية الآن في الخرطوم.

يأتي ذلك على خلفية قبول الرجل العطايا المالية الشخصية، من رؤساء دول أخرى، فحتى الهدايا الرمزية التذكارية التي يتلقاها رؤساء الدول من رؤساء الدول الأخرى توضع عادة في فترينات عرض في القصور الرئاسية، أو في المتاحف، ولا يسمح للرؤساء بتملكّها بصورةٍ شخصية، وهذه من بديهيات السيادة الوطنية.

أما أن يستلم رئيس دولة من رئيس دولة أخرى عطايا مالية، بملايين الدولارات، بعيدا عن بصر الدولة وسمعها، وهي التي يجلس على رأسها، فهذا ما لم نسمع به من قبل.

الأكثر إيلامًا وإثارة للدهشة أن البشير كان يتحدث عن هذه العطايا، في أثناء محاكمته بعاديةٍ شديدة، بل، ويرى كونه لم يتصرّف فيها لمصلحته الشخصية حسب زعمه، يمثل دفاعًا كافيًا لتبرئته، على الرغم من أنه لم يُطلع بنك السودان ولا وزارة المالية على هذه الأموال التي تلقاها، وإنما وضعها في بيته ومكتبه.

بل لم يخجل أن يقول إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، طلب منه ألا يذكر لأحدٍ أن هذه الأموال جاءت منه. ولم يخجل وهو يقول إنه كان يفضل أن تكون جلسات محاكمته سرّية، حتى لا ينفضح الأمير بن سلمان فهو وهو في هذا الوضع المهين، لا يزال حريصًا على ستر بن سلمان!.

فالبشير الذي ما وقف في لقاءٍ جماهيري إلا ورقص، ولوّح بعصاه وردد في زهوٍ أراجيز قديمة من شاكلة: “في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء، ما لدنيا قد عملنا، نحن للدين فداء، فليعد للدين مجده، أو ترق من الدماء” لم يسعفه الدين فيمسك نفسه عن قبول الرشوة من الإمارات والسعودية، ووضع نفسه في موضع اليد السفلى وهو رأس البلاد.

يبقي أن الإمارات كانت مجدت في البشير لقراره الزج بأبناء السودان للعمل ضمن ميليشياتها في اليمن، لكنها كانت أول من تخلى عنه بعد سقوطه، بل وكشف تسريبات أن أبوظبي كانت سببا رئيسيا في عزله، فضلا عن أنها والسعودية أول من اعترفتا بالمجلس العسكري الانتقالي بعد إتمام العزل.

وبحسب التقارير التي نشرتها وكالة رويترز العالمية للأنباء فإن توتر العلاقة بين البشير وأبو ظبي كان محركا رئيسيا داخل المخابرات السودانية للإطاحة به.