موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

مركز دراسات يرصد: الإعلام الإماراتي ينتهج التخوين لتكريس استبداد النظام

189

أبرز مركز الإمارات للدراسات والإعلام “ايماسك” نهج وسائل الإعلام الإماراتي القائم على التخوين وتهديد حتى المقربين لتكريس استبداد النظام الحاكم في أبو ظبي.

وذكر المركز أنه خلال الأعوام الماضية تحولت وسائل الإعلام الإماراتية الرسمية، من مهمة الدفاع عن المواطنين والحقيقة تجاه اعتساف السلطة إلى دور الترهيب والتهديد للمواطنين والمقيمين، وكل من يفكر بالتعبير عن رأيه.

ولا تكتفي وسائل الإعلام الإماراتية بتهديد المواطنين والمقيمين ومنع أي انتقاد مهما كان بسيطاً للمسؤولين والسلطات، بل تستمر في تزييف الحقائق وتشويه المجتمع، ظناً منها أن الإماراتيين ما يزالون يعتبرونها المصدر الوحيد للمعلومة! في ظل الفضاءات المفتوحة اليوم.

خلال اليومين الماضين أظهرت مقالات الرأي في الصحف الكبيرة هذا الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام بلغة ركيكة تخاطب المواطنين والمقيمين، يُقدم هذا التقرير نماذج مما جاء فيها.

التسلق على “التنويرين”

في صحيفة البيان يظهر مقال بعنوان “الظلاميون لا ينيرون طريقاً” وبقراءة المقال: لا يُعرف ما الذي يريد الكاتب توصيله للقارئ. حيث ظل المقال يهاجم الجميع ممن يصفهم بـ”التنويريين” وحصرهم في الليبراليين والإسلاميين. وعلى غير المتوقع قال إنهم متحالفون و”يتبادلون الأدوار” ولم يقدم تفسيراً منطقياً لهذا التحالف، أو الأدوار التي يتبادلونها.

لكن في نهاية المقال يكتشف القارئ أن الهدف من مقاله تأكيد أنه ضد “الإخوان” وضد “الليبراليين” وضد “التنوير” في محاولة لاكتساب حظوة لدى جهاز أمن الدولة وإبعاد الشبهات عنه!

في الصحيفة ذاتها يظهر مقال بعنوان ” الطرح ما بين بناء الوطن وهدمه”، ويركز المقال على مهددات الأمن والأمن عبر ما وصفها بالأطروحات والخطابات المنفلتة غير المنضبطة واللامسؤولة، وقال إنها “نوعان: إما أن تكون متشددة وإما منحلة. وكلا هذه الخطابات والأطروحات من مخرجات الانحرافات الفكرية والانزلاقات الحزبية”.

يشير بذلك إلى خطاب الإماراتيين الذين يرفضون التطبيع، ويطالبون بالإصلاحات السياسية في الدولة وحقوق كل المواطنين، وهو ما يوضحه المقال لاحقاً بأن “القيم الدينية تبين أهمية صون الوطن والمحافظة عليه وعدم الإضرار به وعدم خيانته، وتحث على طاعة ولي الأمر في المنشط والمكره، والوقوف خلفه بالسراء والضراء؛ وهذا لا يعجب الخونة ممن يتبنى «الأفكار الثورية» عملاء السفارات الخارجية المتجردين من القيم والمبادئ والأخلاق الذي يسعون إلى ضرب المجتمعات من خلال النيل من ثوابتها”.

فالكاتب الذي استخدم سيف “التخويّن” ليطعن في وطنية الإماراتيين الذين ينتقدون سلوك السلطات في قضايا وطنية، بل واعتبر من ينتقد “عملاء السفارات الخارجية”، وهو اتهام دائماً ما تم إلصاقه بالناشطين الحقوقيين والمفكرين الإماراتيين الذين يطالبون بالإصلاحات وانتقدوا السلطات من أجل سياسية داخلية وخارجية أكثر أمناً. إن ما يقلق الأمن والأمان ليس الإماراتيين الذين يطالبون بالحقوق أو يعبرون عن آرائهم بل “القمع المتفشي” في الدولة والذي يطارد أبسط الانتقادات.

استهداف المقربين من السلطات

أما صحيفة الاتحاد فنشرت مقالاً بعنوان “من أمن العقوبة أساء..”، وهو لا يهاجم المنتقدين أو المعارضين لسياسة الدولة والذين أصبحوا في القوائم السوداء، بل المقربين من السلطة والمسؤولين الحاليين والسابقين الذين وجهوا انتقادات للسلطات خلال الأسابيع والأشهر الماضية، رفضاً للقوانين التي تتعارض مع “الهوية الوطنية” وتستهدف كينونة الأسرة الإماراتية وتفككها. أو يرفضون التطبيع مع الكيان الصهيوني ويعتبرون “الاحتلال الإسرائيلي” عدواً.

وقال الكاتب “سنظل ندعو وبقوة لتصرف حازم مع أولئك الذين يغردون خارج السرب عبر الفضاء الإلكتروني، ويتسببون بتغريداتهم المنفلتة والمتهورة في إساءات بالغة للدولة، شجعهم في ذلك تأخر المحاسبة والمتابعة والملاحقة القانونية بحقهم”.

يضيف الكاتب: للأسف بعضهم استغل فترة إعادة هيكلة المجلس ليتمادى في غيه، فينصب نفسه متحدثاً رسمياً، ويفتي في أمور سيادية غير مدرك لأبعادها ويشطح في أحايين كثيرة ليمس ثوابت وطنية لا تقبل المساس، أو جعلها محل سخرية واستهزاء. وتستغل هذه الأمور منصات معادية لتصورها كما لو أنها مواقف أو سياسات رسمية تبنتها الإمارات، وينسبون لأولئك المغردين صفات رسمية لا وجود لها، وتنطلي الخدعة على السذج في الخارج وحتى في الداخل.

يريد هذا الكاتب نمطاً ورأياً واحداً في الإمارات حسب الإرشادات المقدمة من جهاز أمن الدولة، ويعتبر الرأي المخالف انتهاكاً للثوابت الوطنية التي لا تقبل المساس بها! وليست تلك ثوابت وطنية بل ثوابت جهاز أمن الدولة والسلطة، أما الانتقاد والمعارضة فهو الثابت الوطني الذي جرى تجريفه خلال السنوات الماضية.

في سياق تزوير الحقائق تظهر أمامنا مقالات عديدة، بعد الفشل الدبلوماسي الكبير والعار الذي لحق بالدبلوماسية الإماراتية خلال السنوات الماضية. وعلى وجه التحديد شهر مايو/أيار الماضي حين ظهرت دبلوماسية الإمارات كاذبة في الاعتداء الصهيوني على قطاع غزة، حيث لم تستخدم أبوظبي – كما وعدت أثناء توقيع اتفاقية التطبيع- بأن تضغط على الاحتلال من أجل الفلسطينيين. لتتقلص الدبلوماسية إلى إرسال وجبات غذائية إلى غزة سيرفضها الفلسطينيون وهو ما ركز عليه مقال في صحيفة البيان.

صورة الدبلوماسية العاجزة

ففي المقال المعنون “الإمارات.. استجابة إنسانية سباقة” قالت الكاتبة: قبل يومين بادرت حملة «100 مليون وجبة»، التي أطلقها محمد بن راشد في رمضان الماضي، إلى رفع مساهمتها في قطاع غزة ليصبح مجموع ما تقدمه إلى فلسطين أكثر من 28 مليون وجبة، ما عكس استجابتها السريعة للتحذيرات الأممية من تدهور الأوضاع الغذائية هناك بسبب الصراع الأخير.

لم تقم الصحيفة حتى بوصفه اعتداءً إسرائيلياً على الفلسطينيين على الرغم من أن معظم الصحافة الدولية تصفه بهذا الوصف، أما الصحافة العربية فتشنع فيه وتعتبره اعتداءً على كل الأمة الإسلامية. فسكان غزة ومعظم الفلسطينيين بما في ذلك السلطة الفلسطينية رفضت مراراً وتكراراً مساعدات من الإمارات بسبب موقفها الداعم للاحتلال ودعمها للهجمات على الفلسطينيين.

نهج دعائي

أما مقال صحيفة الخليج الذي يحمل عنوان ” 50 عاماً من الإنجازات الدبلوماسية”، فيشير مذكراً بالدبلوماسية الإماراتية أثناء تأسيس الدولة. بالقول: كان دور الإمارات منذ تأسيسها دوراً مؤثراً في المنطقة والعالم، وقد تمكن زايد الخير من ترسيخ العلاقات الإيجابية بين دول العالم.

وفي أكثر من مناسبة قال: «إن السياسة الخارجية للدولة تستهدف نصرة القضايا والمصالح العربية والإسلامية وتوثيق أواصر الصداقة والتعاون مع جميع الدول والشعوب على أساس ميثاق الأمم المتحدة والأخلاق والمثل الدولية، وإن دولتنا حققت على الصعيد الخارجي نجاحاً كبيراً حتى أصبحت تتمتع الآن بمكانة مرموقة عربياً ودولياً بفضل مبادئها النبيلة».

وعلى عكس ما يراه الكاتب بأن الإمارات تجني اليوم ثمار سياسة “الشيخ زايد”، فإن السياسة الخارجية للدولة تدفن كل الإرث العظيم، فلا “سلام ولا استقرار ولا تسامح ولا إخاء ولا حسن جوار” تصدره الدبلوماسية الإماراتية للمنطقة والإقليم. فمن “أواصر الصداقة” إلى اعتبار الدولة قوة احتلال في اليمن وليبيا، ومنتهكة لكل المواثيق التي تحظر التدخل في شؤون الدول الأخرى في مصر وتونس والجزائر والسودان وجزر القمر والصومال وجيبوتي.

يعتبر كاتب المقال أن “أهم ثمار هذه النجاحات في العلاقات الخارجية في الآونة الأخيرة هو دورها  في تعزيز الأمن والسلام حول العالم هي وثيقة الأخوة الإنسانية والمؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية التي نظمها مجلس حكماء المسلمين”.

ليعلم الكاتب والقارئ أن تقارير الأمم المتحدة تشير إلى دور الإمارات في إقلاق الأمن والسلم الدوليين في عديد دول. أما وثيقة الإخوة الإنسانية وما لحقه فليس دليل على نجاح الدبلوماسية الإماراتية بل على فشلها فتكاد لا تذكر هذه الوثائق والمؤتمرات في أي مؤتمر يخص السلام والأمن في العالم والوطن العربي وأكبر المستفيدين من ذلك هم الذين حضروا وشاركوا فيها وحصلوا على الأموال من السلطات الرسمية المنظمة، وهذه الأموال هي من المال العام الخاص بالإماراتيين.