موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

بعد يوم من عودة الزبيدي من أبو ظبي لعدن.. عملية عسكرية لقوات موالية للإمارات في جنوب اليمن

94

أطلقت قوات موالية للإمارات عملية عسكرية جديدة تنذر بارتكاب المزيد من الجرائم المروعة بحق المدنيين في جنوب اليمن وذلك بعد يوم من عودة رئيس مجلس الإمارات الانتقالي في جنوب اليمن عيدروس الزبيدي إلى عدن قادما من مقر إقامته في أبو ظبي.

ويقوم العملية العسكرية الجديدة للقوات الموالية للإمارات العميد “طارق محمد عبدالله صالح” نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل، وتستهدف مناطق الساحل الغربي في اليمن.

واستهدفت عمليات قوات طارق المسماة “حراس الجمهورية” جبهة الساحل الغربي، بعد أن حصلت على تلك القوات على أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة من دولة الإمارات.

وأفادت مصادر يمنية مطلعة ل”إمارات ليكس” بأن قوات يقودها العميد طارق صالح المدعوم من الإمارات، بدأت عملية ضد مواقع مفترضة للحوثيين في مفرق المخا قرب “معسكر خالد” غرب تعز تستهدف على ما يبدو توسيع نفوذ أبو ظبي في تلك المناطق.

ووفقاً للمصادر، فإن العملية تأتي في إطار تحرّك عسكري للتقدم باتجاه مدينة الحديدة الساحلية، التي باتت قوات يمنية مدعومة من التحالف تسيطر على جزء من أطرافها الجنوبية في مديرية “الخوخة” الساحلية.

وكشف مصدر عسكري مقرب من نجل شقيق صالح عن وصول دفعة جديدة من هذه القوات مكونة من مدرعات عسكرية نوعية وأطقم مسلحة ومدافع وذخائر وأسلحة أخرى إلى مدينة المخا في تعز، استعدادا للمشاركة في عملية عسكرية واسعة.

ويتجاوز عدد هذه القوات الـ10 آلاف مقاتل من قوات الحرس الجمهوري السابق والقوات الخاصة. وتحظى تلك القوات بدعم إماراتي، وإشراف من قيادة التحالف العربي، وسيتم تكليفها بعمليات محددة في الجنوب اليمني.

والعميد طارق صالح قائد الحرس الخاص السابق للرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح حاليا في معسكر القوات الإماراتية في مديرية البريقة في عدن جنوبي اليمن.

ويعد العميد طارق الخليفة الأبرز لعمه صالح فالرجل العسكري الذي كان قائدا للقوات الخاصة للرئيس السابق أثناء فترة حكمه، ظل قائدا لما تبقى من قوات الحرس الجمهوري التي ظل ولاؤها لصالح حتى مقتله ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وشهدت محافظة تعز خلال الأيام الماضية خروج تظاهرات وخطابات وبيانات سياسية تؤكد رفض مساعي تشكيل قوات “الحزام الأمني” في المحافظة ورفض أي دور لطارق صالح فيها، أو أي من أفراد عائلة الرئيس الراحل.

وكانت مصادر يمنية أكدت أن أبوظبي فشلت في إقناع قادة ألوية الجيش في منطقة الساحل الذي يضم مواقع استراتيجية  منها “باب المندب” (الممر الملاحي الدولي)، بالقبول بمشاركة ابن شقيق الرئيس الراحل، علي صالح، “طارق” في القتال فيها باتجاه مدينة الحديدة “غربا”.

وحملت عودة رئيس مجلس الإمارات الانتقالي في جنوب اليمن عيدروس الزبيدي أمس إلى عدن قادما من مقر إقامته في أبو ظبي مخاوف يمنية واسعة النطاق من وقوع مناطق جنوب البلاد بمزيد من الفوضى ومؤامرات التخريب.

وكتب الصحفي اليمني عباس الضالعي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” (رئيس مجلس ابوظبي الانتقالي عيدروس الزبيدي عاد إلى عدن قادما من مقر اقامته في الإمارات).

وأضاف الضالعي معبرا عن مخاوف المينيين من مؤامرات إجرامية جديدة تدبرها الإمارات ضدهم “الأيام القادمة ستشهد انفلات وفوضى بسبب الحقائب الذي كانت برفقته (الزبيدي)”.

وكان الزبيدي أعلن في الـ11 من مايو/ أيار المنصرم، عن تأسيس “المجلس الانتقالي الجنوبي” برئاسته، ليقوم المجلس بمهام إدارة وتمثيل المناطق الجنوبية لليمن.

وأعلن المجلس المدعوم بقوة من أبوظبي أنه يسعى لإقامة دولة “الجنوب العربي”، كمسمى جديد لكيان يضم المحافظات التي كانت منضوية تحت الشطر الجنوبي لليمن قبل توحيد البلاد عام 1990.

وعقب الإعلان عن المجلس، بيوم واحد، غادر الزبيدي ونائبه هاني بن بريك إلى السعودية، في خطوة قيل عنها لـ”احتواء” أزمة المجلس الذي يشكل من أحد زواياه انقلاباً ثانياً على الحكومة الشرعية المدعومة من الرياض، بعد الانقلاب الذي واجهته في صنعاء قبل ما يزيد عن ثلاثة أعوام من قبل جماعة أنصار الله (الحوثيين).

وفي حينه وبعد أسبوع قضاه الرجلان الأول والثاني في المجلس الجنوبي بالعاصمة السعودية، انتقل الرجلان إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، التي توصف بأنها الداعم الأول لـ”المجلس الجنوبي”.

وفي أبوظبي طالت رحلتا الزبيدي وبن بريك لعدة أشهر، وقام الأول بزيارة غير معلنة إلى العاصمة المصرية القاهرة، ومنها عاد إلى أبوظبي. وفي الأخيرة أظهرت صور لقاءات جمعت الزبيدي وبن بريك بمسؤولين إماراتيين، بمن فيهم محمد بن زايد.

ونظراً لطول فترة الزيارة الخارجية بدا المشهد رمادياً، في ظل ما يحيط باللقاءات والكواليس التي تمت وتتم في أبوظبي.

وتدفع الإمارات ضمن مشاركتها الإجرامية بشكل رئيسي في حرب التحالف بقيادة السعودية على اليمن بمخطط عدواني لتقسيم جنوب اليمن ومن ثم توسيع نفوذ سيطرتها لنهب ثروات ومقدرات البلاد.

ويتألف الشطر الجنوبي لليمن، والذي كان دولة إلى عام 1990، من مركزين. الأول هو عدن، ويضم محافظات الضالع، لحج، أبين. والآخر هو حضرموت (يضم شبوة، والمهرة، وسقطرى إلى جانبها).

ونظراً إلى تطلع حضرموت لتكون إقليماً مستقلاً، أعلن انفصاليو الجنوب اليمني عن أنهم يسعون لإقامة دولة فيدرالية في الجنوب، بما يوصل رسالة “تطمين” إلى الحضارم، حتى يدعموا “المجلس الجنوبي”، المدعوم أصلاً من أبوظبي، والتي كانت قد ساهمت بانضمام محافظي حضرموت وسقطرى وشبوة إلى المجلس، إلا أن ذلك كله لم يكن كافياً لإزالة توجس بعض الشخصيات الحضرمية من “المجلس الجنوبي”.

وترى هذه الشخصيات أن حضرموت هوية بحد ذاتها، وأنه وفي ظل الظروف التي تمر بها البلاد، تبدو حضرموت أقرب إلى تحقيق “الحكم الذاتي” منها إلى العودة إلى أحضان “الجنوب”، كما كان حاصلاً في العهد الشطري لليمن بين عامي 1967 و1990.