موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق: قطاع السياحة في الإمارات المتضرر الأكبر من أزمة فيروس كورونا

150

يؤكد مراقبون أن قطاع السياحة حول العالم تلقى ضربة قاصمة بسبب إجراءات الدول المتخذة للحد من تفشي فيروس كورونا، وإن خسائر القطاع السياحي غير مسبوقة على مدى عقود.

ويعد قطاع السياحة في الإمارات المتضرر الأكبر على مستوى دول الخليج كونه ساهم في الناتج المحلي للدولة في العام 2019، بنحو 45 مليار دولار.

وبحسب مراقبين فإنه يمكن ملاحظة أن مساهمة السياحة في دخل الإماراتيين أكبر بثلاثة أضعاف مقارنة بمساهمة السياحة في دخل السعوديين رغم أن المملكة تستضيف الحج والعمرة كسياحة دينية.

ويتربع قطاعا السياحة والطيران يتربعان على القطاعات الاقتصادية المتضررة بشدة من تفشي فيروس كورونا حول العالم.

لكن قطاع السياحة أكثر تضرراً بمراحل مقارنة بقطاع الطيران، الذي لن يتوقف بالمطلق؛ إذ من المتوقع أن يستمر الشحن الجوي وبعض رحلات السفر المدنية.

ويتوقع أن السياحة ستهوي إلى حد الانهيار الكامل في عدد كبير من دول العالم، بعضها يُعتبر قطاع السياحة بالنسبة لها مصدراً هاماً لدخلها القومي مثل الإمارات.

والأمر لا يتعلق فقط بتفشي الوباء، بل بإجراءات حظر التجول، وحالات الطوارئ، والحجر المنزلي، التي بدأت دول عديدة حول العالم تطبقها، ما يؤدي إلى إغلاق المنافذ أمام السياحة الداخلية حتى؛ بوصفها بديلاً جزئياً قد يخفف من كارثية خسائر توقف حركة السفر بصورة شبه مطلقة بين دول العالم.

وتسود تقديرات أن رقم تريليون دولار بوصفه خسائر مرتقبة لقطاع السياحة العالمي خلال العام 2020 مرجح بشدة، إلا إن حصلت مفاجأة إيجابية وتمكن العلماء من إيجاد لقاح أو دواء يحد بصورة كبيرة من تفشي الوباء، وهو سيناريو مستبعد نسبياً حسبما أقرت بذلك منظمة الصحة العالمية، التي أشار خبراؤها إلى أن الأمر يتطلب على الأقل سنة.

وتوقعت منظمة السياحة العالمية أن خسائر القطاع، التي وصلت الآن إلى 77 مليار دولار، مرشحة لأن تصل إلى عتبة الـ180 مليار دولار، في نهاية شهر أبريل القادم.

والمشكلة الكبرى تتعلق بخسارة وظائف العاملين بقطاع السياحة، وخسارة فرص ومشاريع العمل المرتبطة بشكل غير مباشر بالسياحة، وهنا نتكلم عن أرقام تتجاوز الأرقام السابقة.

ويكفي أن نذكر أن منظمة العمل الدولية توقعت أن يخسر 25 مليون إنسان وظائفهم بسبب تفشي الوباء، جزء كبير من هؤلاء هم من العاملين بصورة رئيسية في القطاع السياحي.

وإن تحققت السيناريوهات المرجحة المتداولة في أوساط الخبراء الدوليين بأن إيجاد لقاح للوباء واحتواءه بشكل كامل قد يتم حتى الخريف أو ربما لنهاية العام، فإن ذلك يعني أن قطاع السياحة سيتعرض لأضخم نكسة له في تاريخه، ربما منذ الحرب العالمية الثانية”.

وقد بدأت الإمارات الليلة الماضية في إخلاء شوارعها من أجل حملة التطهير التي أعلنت عنها في وقت سابق للحد من انتشار فيروس كورونا، فيما أظهرت صور وفيديوهات شوارع دبي وهي خالية تماماً سوى من عمال النظافة الذين يشرفون على الحملة.

كما وجهت الإمارات معظم شركات القطاعين العام والخاص بأن تُلزم غالبية الموظفين بالعمل من بيوتهم وفرضت قيوداً على الحركة خلال الليل مع إغلاق جميع المرافق الحياتية بما فيها المراكز التجارية، كإجراء مؤقت في عطلة نهاية هذا الأسبوع لتطهير البلاد من أجل مكافحة فيروس كورونا المستجد.

كما أوضح متحدث باسم قوات الأمن، في مؤتمر صحفي، أن عمال الخدمات الأساسية فقط هم الذين سيُسمح لهم بالخروج، وسيواجه المخالفون غرامات.

والإمارات، التي سجلت 333 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس وحالتي وفاة، لم تعلن حظر تجول رسمياً أو تعليقاً للعمل، لكنها تُقّيد بشكل متزايد حركة السكان.

وحتى منتصف الليلة، أصاب كورونا قرابة 530 ألف شخص حول العالم، توفي منهم ما يزيد على 23 ألفاً و700، فيما تعافى أكثر من 122 ألفاً.

فيما أجبر انتشار الفيروس دولاً عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وفرض حظر تجول، وتعطيل الدراسة، وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمعات العامة، وإغلاق المساجد والكنائس.

وسبق أن قالت وكالة “ستاندرد آند بورز غلوبال” للتصنيفات الائتمانية في مذكرة بحثية، إن قطاع الضيافة في دبي هو الأكثر تعرضاً للمخاطر في منطقة الخليج بسبب قيود السفر المرتبطة بتفشي الفيروس التاجي الجديد كورونا.

وذكرت وكالة التصنيفات العالمية، أن قيود السفر قد تضرّ بدول الخليج، مبرزة أن دبي، التي استقبلت نحو مليون زائر صيني العام الماضي، قد تصبح الأشد تأثراً من انتشار الفيروس.

وحسب محللين، فإن دبي التي تستضيف معرض أكسبو في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل ستكون الأكثر تضرراً إن لم يُسيطَر على الفيروس خلال الأشهر المقبلة.

وتستبعد مؤسسات دولية أن تشهد السوق العقارية في دبي نمواً قريباً، على الرغم من استضافتها المعرض الذي يتوقع المنظمون له أن يشهد نحو 11 مليون زائر.

وكانت الإمارات تأمل الحصول على نحو 33% من إجمالي قيمة عقود تطوير المنشآت الفندقية في منطقة الشرق الأوسط، حيث كان من المخطط منح مشروعات بقيمة لا تقل عن تسعة مليارات دولار، على مدار السنوات الأربع المقبلة، في المنطقة العربية.

إلا أن قطاع السياحة في دولة الإمارات تعرض إلى ضربة قوية مع تنامي المخاوف من تهديد أزمة فيروس كورونا المستجد.

وتهدد أزمة فيروس كورونا المستجد التي عصفت بالفعل بأسعار النفط، بزيادة مصاعب اقتصاد الإمارات المتعثر أصلا ويعاني من الركود ويكافح لتقليص اعتماده التام تقريباً على الطاقة منذ عقود.