موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تقرير بريطاني: آلاف العمال الوافدين في دبي يعانون الجوع بدون مساعدة

230

كشف تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” أن آلاف العمال الوافدين في دبي الإماراتي يعانون الجوع من دون مساعدة بعد أن تخلى عنهم أصحاب الأعمال في غياب الرقابة الحكومية.

واستعرض تقرير الصحيفة البريطانية قصصا صادمة لوافدين عالقين في دبي بسبب أزمة كورونا، من بينهم “حسن”، الذي لا يعرف إن كان سيأكل اليوم أم لا، فالعامل الباكستاني البالغ من العمر 30 عاما، عاش في دبي لأكثر من عقد كعامل بناء.

ولكن انتشار وباء فيروس كورونا أدى لخسارته عمله، وبدون راتب لا يستطيع العيش في دبي أو شراء تذكرة للسفر إلى بلده باكستان.

وقال للصحيفة: “المعاناة شديدة ويصعب علينا الحصول على الطعام ولا أحد يساعدنا. وبدون نقود لا نستطيع السفر أيضا” و “كيف سنشتري التذكرة”.

وترك حسن و98 من زملائه وحيدين بدون مساعدة في معسكر عمال يقع على طرف المدينة، وبدون أي اتصال مع أصحاب العمل السابقين الذين وظفوهم، ولا شركة البناء أو التعهدات السابقة.

وفي هذا المبنى المكون من ثلاثة أدوار، توزع في غرفه الأسرة الحديدية المتعددة الطبقات من الصعب ممارسة أي نوع من التباعد الاجتماعي. وتحيط بالمجمع الأسلاك الشائكة، وتقف على أبوابه الحراسات.

فقد أدى انتشار كوفيد-19 وتراجع أسعار النفط لضربة مزدوجة للاقتصاد الإماراتي وخسارة آلاف الوظائف، وتمثل القوة العاملة في البلد نسبة 90 في المئة تقريبا.

ونتيجة لهذا، وجد آلاف الأشخاص الذين خسروا وظائفهم أنفسهم عالقين في بلد لا يوفر شبكة أمان اجتماعي لهم.

ففي بداية الأزمة أمرت الحكومة الشركات وأصحاب الأعمال دفع الرواتب للعمال المهاجرين وتوفير الطعام لهم حتى تم الاستغناء عن خدماتهم. لكن الكثير من الشركات لم تلتزم وتركتهم ليعتمدوا على أنفسهم أو التبرعات.

ولأن الحاجة كبيرة فالمنظمات المحلية تقوم بتوفير مئات الوجبات أسبوعيا في غياب أي دور حكومي.

وتقول كلوديا بنتو، عضو في “بيت أم “وهي جمعية “يوغا” في دبي التي سجلت نفسها قبل فترة كجمعية خيرية لتوفير الطعام للعمال المهاجرين الجوعى: نوفر الطعام المطبوخ بدلا من أكياس الأرز والمواد الأخرى، للتأكد من أنهم يأكلون جيدا ولا يقومون ببيع التبرعات. فهم بحاجة لإرسال المال إلى عائلاتهم، والأهم هو تناولهم للطعام الآن”.

وقالت الصحيفة؛ إن الرجال الذين تمت مقابلتهم يتعرضون لضغوط من عائلاتهم لكي يوفروا لهم المال الذي تعودوا أن يرسلوه قبل الوباء.

وكان حسن يتلقى 2.000 درهم إماراتي، إلا أن صاحب العمل بدأ بعد عملية جراحية أجريت له في القلب بتخفيض 75% من راتبه، ويعطيه له كدفعات. ولأن الوظيفة لا تغطي العناية الصحية، فهو في خطر المرض من جديد.

وقال: “الدواء إجباري منذ العملية. وكنت أحصل على الحبوب من خلال التأمين الصحي، ولكنه قطع، وتكلف أدويتي 950 درهما في الشهر، وليس لدي ما يكفي لشرائها”، وعادة ما يرسل العمال الأجانب النسبة الكبيرة من رواتبهم لأهلهم في دول جنوب آسيا.

ويعتمد معظمهم على المبلغ الذي يقدم لهم بعد نهاية الخدمة، لكي يأخذوه معهم عندما ينتهي عملهم.

وفي الوقت الذي تقوم به بعض الدول بتنظيم رحلات محدودة لنقل العمال العالقين في الخليج، إلا أن معظم الذين قابلتهم الصحيفة قالوا إنهم لا يستطيعون المغادرة حتى يحصلوا على مستحقاتهم.

وقال المحامي بارني المزار: “تضاعفت في الأشهر الأخيرة الحالات المتعلقة بالعمل”. ويقدم خدمات مجانية للمهاجرين في السفارة الفلبينية بأبو ظبي والقنصلية في دبي.

وأضاف “هناك مشكلة كبيرة للشركات التي لم تستطع دفع الأجور والتكاليف عن العمال، ما دفع بعضها لتصفية أعمالها بدون القدرة على دفع أجور موظفيها”.

وهذا هو حال أنصار عباس (39 عاما) من البنجاب في باكستان الذي لم يحصل على راتب 10 أشهر منذ عام 2019 وخسر وظيفته، وهو متزوج ولديه طفل في العاشرة وآخر في الرابعة، ولا يتحمل العودة خاوي الوفاض.

وقال للصحيفة: “مضى عام ولم أرسل المال إلى أهلي لأنني جائع، ولا أستطيع إرسال أي شيء، ونحن مرضى ومتعبون في هذا المكان، ونريد الهرب، ولا أستطيع العودة بدون شيء”.

وهناك عدد من العمال لا يزالون في أعمالهم ويذهبون كل يوم رغم أنهم لم يحصلوا على الراتب.

فشهدات، 28 عاما من بنغلاديش لا يزال في عمله مع أنه لم يحصل على راتبه منذ كانون الثاني/ يناير الماضي.

ويدعم والديه المسنين ويريد الزواج، وهذا مستحيل دون دخل. وقال: “أحب عملي، وأريد العمل في دبي، ولا أحد يستمع إلينا، لا أحد يشعر بألمنا، ولا يفكرون بعائلاتنا وحياتنا ومستقبلنا”.