موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تقرير أمريكي: محمد بن زايد نشر الفوضى والخراب في الشرق الأوسط

233

أبرز تقرير أمريكي الدور المشبوه لولي عهد أبو ظبي الحاكم الفعلي لدولة الإمارات محمد بن زايد في نشر الفوضى والخراب في منطقة الشرق الأوسط خاصة في قيادة الثورات المضادة للربيع العربي.

جاء ذلك في تقرير تحت عنوان “نظرة محمد بن زايد القاتمة لمستقبل الشرق الأوسط” للكاتب روبرت أف فورث نشرته مجلة نيويورك تايمز الصادرة عن الصحيفة الأمريكية.

وأشار التقرير إلى استعانة بن زايد بعدد من مسئولي الأمن الأمريكيين السابقين لتنفيذ مؤامراتها وبينهم ريتشارد كلارك الذي تحول لواحد من قادة مرتزقة الإمارات.

وركز التقرير على مواجهة بن زايد لثورات الربيع العربي بعد أن أطاحت بالعديد من المستبدين في الدول العربية، وكان الإسلاميون السياسيون يملؤون الفراغ.

ونوه التقرير إلى أنه حتى الولايات المتحدة، التي كان يعتبرها محمد بن زايد دائما حليفا رئيسيا له، بدأت تنظر إلى جماعة الإخوان المسلمين على أنها نتيجة ثانوية غير مستحبة ولكنها حتمية.

ويذكر أن بن زايد حذر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مرارا وتكرارا في المحادثات الهاتفية بشأن المخاطر التي يراها. وكتب “أخبرني مسؤولون سابقون في البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي كان متعاطفا، لكن بدا أنه عازم على الخروج من الشرق الأوسط”.

وأشار إلى أنه بحلول الوقت الذي دعا فيه بن زايد كلارك إلى حقل رماية أسرته، كان سبق أن وضع خطة طموحة للغاية لإعادة تشكيل مستقبل المنطقة.

وسينضم قريباً كحليف له محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي الشاب المعروف باسم إم بي إس. لقد ساعدا معا الجيش المصري في خلع الرئيس الإسلامي (محمد مرسي) المنتخب لتلك الدولة في عام 2013.

وفي ليبيا عام 2015، تحدى الحظر الأممي لدعم حفتر، وانضم إلى الحرب السعودية في اليمن لمحاربة ميليشيا الحوثيين التي تدعمها إيران. في عام 2017، كسر تقليدا قديما من خلال إعلان حظر عدواني على جارته الخليجية قطر. كل هذا كان يعتقد محمد بن زايد من خلاله أنه يحبط ما رأى أنه تهديد إسلامي يلوح في الأفق.

وبالنسبة لمحمد بن زايد لا يوجد تمييز كبير بين الجماعات الإسلامية، حيث تصر على أنها تشترك جميعا في نفس الهدف: نسخة من الخلافة مع القرآن بدلاً من الدستور. ولهذا يبدو أنه يعتقد أن الخيارات الوحيدة في الشرق الأوسط هي نظام أكثر قمعا أو كارثة كاملة.

وضع محمد بن زايد الكثير من موارده الهائلة في الثورة المضادة. وعلى الرغم من صغر حجم بلده (هناك أقل من مليون مواطن إماراتي)، فإنه يشرف على أكثر من 1.3 تريليون دولار في صناديق الثروة السيادية، ويدير جيشا مجهزا وتدريبا أفضل من أي شخص آخر في المنطقة باستثناء إسرائيل.

وعلى الجبهة الداخلية، قام بحملة صارمة ضد جماعة الإخوان المسلمين وبنى دولة مراقبة مفرطة الحداثة حيث تتم مراقبة الجميع بحثًا عن أدنى نفحة من الميول الإسلامية.

وقد أدى دور محمد بن زايد في هذه الثورة المضادة المستمرة إلى تغيير سمعة بلده.

ويشير الكاتب إلى أنه يبدو أن نفس الرجل الذي انتقد أوباما سراً بسبب استرضائه لإيران يشعر بالقلق من أن ترامب سوف ينزلق إلى الحرب مع إيران بعد اغتيال قاسم سليماني. ويسعى محمد بن زايد ألا تكون بلاده واحدة من الأهداف الأولى، في هذه الحرب.

ويقول إن محمد بن زايد ( 58 عاما) ظل هو الشخصية البارزة في دولة الإمارات لأكثر من عقد من الزمان (لا يزال شقيقه الأكبر خليفة، الذي أصيب بجلطة دماغية في عام 2014 الرئيس الفخري)، وكان يقوم بصياغة سياساته – في التعليم والتمويل والثقافة وكذلك السياسة الخارجية – لفترة أطول.

ومع ذلك، فقد قام بزيارات دولة قليلة ولم يحضر أبداً اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وهو نادراً ما يلقي الخطب ولا يتحدث إلى الصحافيين.

كما أن بن زايد لديه شخصية أقل ظهوراً من حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، مرؤوسه في الاتحاد الإماراتي. ويذكر قال لي أحد أقدم أصدقائه إنه “لا يريد أن يكون في الصورة”.

ويقول الكاتب الأمريكي إن هجمات 11 سبتمبر كانت لحظة تغير في حياة محمد بن زايد، حين عرف أن اثنين من الإماراتيين كانا من بين الخاطفين الـ 19، وأنه أخبره أنه استمع في دهشة لرئيس دولة عربية، حين التقى مع والده في زيارة إلى أبوظبي، بأن من قام بالهجمات المخابرات الأمريكية أو الموساد.

وأضاف أنه في ذلك الخريف، اعتقلت الأجهزة الأمنية الإماراتية حوالي 200 إماراتي وحوالي 1600 أجنبي كانوا يخططون للذهاب إلى أفغانستان والانضمام إلى تنظيم القاعدة، بما في ذلك ثلاثة أو أربعة كانوا ملتزمين بأن يصبحوا انتحاريين.

في الوقت نفسه شن محمد بن زايد هجوما على جمعية الإصلاح، التي تأسست في سبعينيات القرن الماضي، وكانت المعادل المحلي لجماعة الإخوان المسلمين. وكان من بينهم الآلاف من الأجانب، معظمهم من مصر، الذين تم الترحيب بهم قبل عقود لسد حاجة جامعة الإمارات للمهنيين المتعلمين والبيروقراطيين. وقد قام محمد بن زايد بطرد المعلمين المشكوك بإسلاميتهم وإعادة كتابة الكتب المدرسية في البلاد.

يشير الكاتب إلى أنه في عام 2009 اتخذ محمد بن زايد قرارا من شأنه أن يزيد من قدرته على إبراز السلطة خارج حدوده إلى حد كبير. ودعا اللواء مايكل هندمارش، الرئيس السابق المتقاعد لقيادة العمليات الخاصة الأسترالية، للمساعدة في إعادة تنظيم الجيش الإماراتي، وانتهى به الأمر لاختياره قائدا للجيش.

وينوه بأنه لا يمكن تصور وضع غير عربي مسؤولاً عن جوهرة التاج العسكرية في أي دولة أخرى في الشرق الأوسط.

ثم لما جاء الربيع العربي عندما تم انتخاب محمد مرسي من جماعة الإخوان رئيسا لمصر في عام 2012، قبلت إدارة أوباما النتيجة. لكن بحلول أوائل عام 2013، كانت الإمارات تدعم حركة “تمرد” مرسي. وقد نظمت مظاهرات حاشدة ضد مرسي في 30 يونيو، أعقبها الإطاحة به من قبل الجيش في 3 يوليو، والتي جاءت بقيادة عبد الفتاح السيسي، القائد العسكري، إلى السلطة.

وقد تعهدت الإمارات والسعودية على الفور بمليارات الدولارات لدعم الحكومة الجديدة. حافظ المسؤولون الإماراتيون على صمت متحفظ بشأن دورهم، لكن جميع الدبلوماسيين الذين تحدثت معهم يعتقدون أن الإمارات اقتربت من السيسي وحددت شروط دعمه ماليا قبل الإطاحة بمرسي.

ونقل الكاتب عن أحد الدبلوماسيين السابقين قوله “أعتقد أن هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأنه قام بانقلاب”. “بالنسبة لإحدى الدول الصغيرة في الخليج أن تطيح بحاكم مصر وتضع رجلها، فهذا إنجاز كبير”.

كانت الإطاحة بمرسي أول نجاح كبير لحملة محمد بن زايد المضادة للثورة، ويبدو أنه زاد من ثقته فيما يمكن القيام به دون قيود أمريكية. وسرعان ما تحول انتباهه إلى ليبيا. بدأ بتقديم الدعم العسكري للواء السابق خليفة حفتر، وهو مستبد يشارك محمد بن زايد في مشاعره تجاه الإسلاميين.

وبحلول نهاية عام 2016، كانت الإمارات قد أقامت قاعدة جوية سرية في شرق ليبيا، قصفت منها طائرات وطائرات بدون طيار منافسي حفتر في بنغازي.

ويقول الكاتب إن محمد بن زايد وجد في ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حليفا قويا. قد يبدو التحالف طبيعياً بالنسبة إلى الغرباء – اثنان من المستبدين في الخليج لهما الأحرف الأولى من الحروف المتشابهة – لكن الرابطة كانت مثبتة على خلاف تاريخي.

السعوديون، كما يذكر الصحافي السعودي المغتال جمال خاشقجي يرون أنهم “هم أب الإسلام السياسي”، فالدولة السعودية متجذرة في اتفاق في القرن الثامن عشر بين حكامها والوهابية. وهي صيغة للتطرف الذي ترعاه الدولة والذي يجعل جماعة الإخوان المسلمين تبدو خفيفة.

ويشير إلى أن محمد بن زايد نشأ في وقت شعر فيه معظم الإماراتيين بالتهديد من قبل جارهم الصحراوي الكبير؛ وكيف كانت هناك اشتباكات مسلحة على الحدود في وقت قريب من 1950. في عام 2005، أخبر محمد بن زايد سفير الولايات المتحدة ، جيمس جيفري، أن قلقه الأكبر كان الوهابية، وفقا لبرقية نشرتها “ويكيليكس”. وأنه رأى أن العائلة المالكة السعودية عقيمة، لكنه خشي أن يكون البديل في مثل هذا المجتمع المحافظ بشدة هو ثيوقراطية الوهابية على غرار داعش. يتذكر جيفري قائلاً “أي شخص يحل محل آل سعود سيكون كابوسا.. علينا أن نساعدهم على مساعدة أنفسهم”.

ويذكر الكاتب أنه عندما قاد السعوديون حملة عسكرية ضد مقاتلي الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن في مارس 2015 توقع الكثيرون أن تستمر بضعة أشهر على الأكثر. وبدلاً من ذلك، استمر ما يقرب من خمس سنوات، ليصبح كارثة صدمت ضمير العالم.

ويشير إلى أنه عندما أعلن محمد بن زايد انسحاب جزئي من اليمن في حزيران/يونيو الماضي، وأوضح أن شراكته الجديدة مع المملكة العربية السعودية لها حدود، كان قد بدأ رسم مسار دبلوماسي أكثر مع إيران.

ويؤكد الكاتب نقلاً عن دبلوماسي أمريكي، أنه فيما يخص قطر أصبح الحصار المفروض عليها منذ يونيو/2017 “قضية شخصية وانتقامية” بالنسبة لمحمد بن زايد.

ويشير إلى أن النظام الإماراتي يعتبر الرسائل على وسائل التواصل الاجتماعي بأي تعبير عن الدعم لدولة قطر يعد جريمة جنائية يعاقب عليها بالغرامات أو حتى بالسجن.

وينقل عن عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية، الذي يقدم أنه مقرب من زايد ومستشاره السابق، والذي تم اعتقاله بسبب تعبيره عن انتقاده للحكومة، قوله “إنها حقيقة من حقائق الحياة اليوم أنه من الصعب للغاية نشر الانتقادات والتحدث بصراحة”.

ويذكر الكاتب أنه في الإمارات، يتم فرض الكثير من الرقابة الذاتية. وينقل عن رجل في العشرينات من عمره أنه يتساءل عما إذا كان تهديد جماعة الإخوان المسلمين مبالغا فيه للمساعدة في تقوية الدولة – وهو بلا شك ما لا يجرؤ أبدا على التعبير عنه علانية.