موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إمارات ليكس ترصد تطور جديد في مسلسل خلافات الإمارات والمغرب

177

تعد دولة الإمارات منبوذة عربيا وعلاقاتها متوترة جدا مع الغالبية العظمى للدول العربية بما فيها مملكة المغرب التي تستمر أزمة العلاقات بينه وبين أبوظبي في اتخاذ منحنى تصاعدي غير مسبوق.

وفي أحدث تطور كشفت صحيفة “الصحيفة” المغربية أن العلاقات بين الرباط وأبوظبي تسير من سيء إلى أسوا رغم العديد من الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية التي يحاول بها الجانب الإماراتي إخفاء “عمق الخلاف” مع الرباط.

وظهرت تفاصيل الخلاف الكبير بين العاصمتين واضحا من خلال إفراغ السفارة الإماراتية في الرباط من أغلب المسؤولين من “الدرجة الأولى” بعد أن تم استدعائهم من طرف الخارجية الإماراتية، بحسب الصحيفة.

وأبرز هؤلاء سفير الدولة علي سالم الكعبي، الذي استدعي على عجل إلى أبوظبي في شهر نيسان/أبريل الماضي، دون أن يعود إلى المغرب منذ ذاك الوقت أو يتم تعويضه.

ونقلت “الصحيفة” عن مصدر مطلع أن الملحق العسكري في السفارة قد غادر هو الآخر الرباط، ليتم تعويضه في المهام التي كان يقوم بها بنائبه، مصبح الكعبي.

ولم يقتصر الأمر على الملحق العسكري، بل غادر أغلب أطر السفارة الإماراتية في الرباط، بشكل متوال حيث لم يتبق غير أربعة موظفين ساميين تابعين لوزارة الخارجية الإماراتية، من بينهم السكرتير أول بالسفارة سيف خليفة وفق تقرير الصحيفة.

وكذا عيسى البلوشي سكرتير ثالث، مع العلم أن الذي يقوم بمهام السفير هو سعيد الكتبي القائم بالأعمال بالإنابة منذ شهر نيسان/أبريل الماضي.

في سياق مرتبط، أكدت نفس المصادر أن العديد من الأطراف المغربية في السفارة الإماراتية بالرباط، يستعدون لتقديم استقالاتهم، من بينهم كل الطاقم المكلف بالتواصل والإعلام، بعد أن ظهر العديد من الخلافات مع المسؤولين في السفارة، إثر تعرضهم لضغوط رهيبة لم توضح مصادر “الصحيفة” طبيعتها.

وقالت الصحيفة، إن العديد منهم عبّر عن استيائه من المطالب الذي تقترح عليهم من طرف المسؤولين في السفارة الإماراتية للاشتغال عليها، وهو ما جعل العديد منهم يفصح عن رغبته في مغادرة العمل داخل سفارة الإمارات في الرباط.

وتصاعدت في الأشهر الماضية حدة الخلافات السياسية بين كل من أبوظبي والرياض، وهو ما ترجمه استدعاء الإمارات لسفيرها في المغرب قبيل زيارة خليجية لملك المغرب يزور خلالها السعودية وقطر فيما لا تشمل جولته دولة الإمارات.

ومنذ اندلاع الأزمة الخليجية، عام 2017، تعاني العلاقات المغربية الإماراتية من “فتور” غير مسبوق تعكسه مؤشرات عديدة، وصل إلى ذروته خلال الفترة الأخيرة، مع خروج هذه الخلافات إلى العلن للتجاوز أسبابها الموقف المغربي من الأزمة الخليجية مع حديث مصادر مغربية عن استياء الرباط من التحركات الإماراتية في دول الشمال الأفريقي، خاصة الدعم العسكري لميليشيات خليفة حفتر ومساندته في هجومه على طرابلس، وتدخلها في موريتانيا وتحركات دبلوماسيين إماراتيين في الساحة المغربية.

وكان المغرب أعلن رفضه الانحياز لموقف السعودية والإمارات تجاه عدد من الملفات خاصة الأزمة الخليجية، كما كان أعلن انسحابه من التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن.

وسبق أن زار وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة كل دول الخليج، ما عدا الإمارات، وذلك في أبريل/نيسان الماضي.

ولم يتردد الملك المغربي في أن يعلن في القمة الأفريقية الأوروبية الأولى بمصر، أن هناك بلادًا عربية تتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية أخرى وتهدد استقرارها، وهو ما نظر إليه على أنه رسالة موجهة للإمارات والسعودية على حد سواء.

وبدا واضحاً الخلاف المغربي مع محور الإمارات والسعودية بعد تصويت السعودية والإمارات ضد استضافة المغرب لمونديال 2026، إلا أن العلاقات المضطربة اشتدت وطأتها بعد ما أشيع عن رفض الملك محمد السادس استقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال جولته بدول إفريقية، أعقبت مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

ففي فبراير من العام الجاري، وصلت الأزمة إلى ذروتها مع سحب المغرب سفيرها في البلدين الخليجيين للتشاور، تزامناً مع التصريحات التي نقلتها “وكالة أسوشييتد برس” عن مسؤولين مغاربة بانسحاب الرباط من التحالف السعودي الإماراتي في اليمن.

وجاء ذلك بعد أيام على بث قناة “العربية” المقرّبة من السلطات الحاكمة في السعودية والمتواجدة في دبي تقريراً يتحدث عن الصحراء الغربية، حيث تبنّى التقرير “رواية غزو المغرب للصحراء سنة 1975 بعد خروج الاستعمار الإسباني منها”.

ووصف التقرير جبهة “البوليساريو” (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المعروفة)، في تغيير واضح للمصطلحات الإعلامية التي دأب الإعلام  السعودي على استعمالها للحديث عن قضية الصحراء شديدة الحساسية بالنسبة إلى المملكة المغربية.

ومؤخرا هاجم رئيس الوزراء المغربي السابق عبد الإله بن كيران في كلمة له أمام عدد من أعضاء حزب العدالة والتنمية المغربي، دولة الإمارات مبيناً أنّها “تتحرش” بالمغرب.

وقال بن كيران إن الإعلام الإماراتي أشاد بالتظاهرات التي خرجت عام 2016 بمدينة الدار البيضاء ضد ما أطلق عليه “أخونة الدولة”، والتي كانت تهدف لإسقاطه من رئاسة الحكومة.

وأضاف بن كيران: إن “تلفزيون الإمارات طبّل لمسيرة ولد زروال وكأنها ديالهم (تخصهم)، ومواقفهم معروفة في هذا الأمر”.

كما تطرق رئيس الحكومة السابق في هجومه على كل من الفريق ضاحي خلفان، نائب مدير شرطة دبي، ومحمد دحلان مستشار ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد.

ولفت إلى أنّ “الإمارات فيها أشخاص يتحرشون بنا.. خلفان وجه النحس، ودحلان المسخوط، يتحرشون بنا ويتحدثون عنا، ومع ذلك حين يستدعونني لحفلاتهم أذهب رغم أنه كان بإمكاني عدم الذهاب، وإذا سألني الملك كنت سأقول له: راهوم بسلوا (إنهم تمادوا كثيراً)”.

وعبد الإله بن كيران رئيس الحكومة للمملكة المغربية السابع عشر بين 2011 و2017، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي السابق، وعضو مجلس النواب المغربي منذ 14 نوفمبر 1997، لثلاث ولايات.