موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الموت في المنفى أو السجون.. مصير دعاة الإصلاح في الإمارات

295

توفى المثقف الإماراتي والوزير السابق سعيد عبد الله سلمان في منفاه في ألمانيا، بعد أن ظل لسنوات ملاحقا من النظام الإماراتي بسبب دعوته للإصلاح السياسي والاجتماعي في الدولة.

وقال أسامة سلمان إن والده توفي في أحد مستشفيات ألمانيا (مستشفى الشاريتيه في برلين)، ومن المفترض أن ينقل جثمانه إلى الإمارات.

ويعد سعيد عبد الله سلمان، من رموز حركة “الإصلاح” التي حلتها أبوظبي وصادرتها، واعتقلت العشرات من قياداتها وأفرادها، وأنزلت بحقهم أحكاما قاسية، باتهامات زائفة.

ووفقا لمقربين منه، فإن سلمان غادر الإمارات مع بدء حملة الاعتقالات مطلع العام 2012، وذلك بعد تجريده أيضا، من جامعة عجمان، التي أسسها، وشاركه فيها حاكم عجمان حميد بن راشد النعيمي.

وكانت حملة التجريد من الجامعة بدأت من فرعها في أبوظبي عندما صادروها شيوخ في الإمارة لصالح جامعة خاصة بهم، إذ كانت جامعة عجمان المنافس الرئيس، فأرادوا إغلاقها لتظل “جامعة أبوظبي الخاصة” هي الجامعة الخاصة الوحيدة بهم لتستقبل آلاف الطلاب.

يقول مراقبون، إن الهدف التجاري كان هو أحد الدوافع لإغلاق جامعة عجمان في مدينة العين، قبل أن يتولى جهاز الأمن تصفية الجامعة كون مالكها ومؤسسها هو سعيد سلمان، المعروف بدوره الإصلاحي في الإمارات.

وكان مركز “المسبار” للدراسات والبحوث، التابع لحكومة أبو ظبي، صنّف سعيد عبد الله سلمان، بأنه أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين في الإمارات.

وزعم المركز المحسوب على أبوظبي والممول من ولي عهدها،  أن “الإخوان المسلمين في الإمارات تمكنوا من المشاركة بوزير واحد، في أول تشكيل حكومي عام 1971، حيث جرى تعيين سعيد عبد الله سلمان، وزيرا للإسكان بترشيح من نائب رئيس الدولة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم”.

وشغل سلمان مناصب حكومية أخرى، مثل وزير الزراعة والثروة السمكية، وأول سفير مقيم لدولة الإمارات في باريس، والسوق الأوروبية في بروكسل، إضافة إلى كونه عضوا في المجلس التنفيذي لليونسكو في دورتين متتاليتين.

وفي التشكيل الحكومي الثالث عام 1979، تولى سلمان وزارة التربية والتعليم، ومنصب رئيس جامعة الإمارات بعد تأسيسها بسنتين.

واللافت أنه وبعد نحو عام من خروجه إلى ألمانيا، عيّن حاكم عجمان، نجل سلمان، “أسامة”، نائبا له في رئاسة الجامعة.

ونعى ناشطون إماراتيون سعيد عبدالله سلمان، وسط حسرة في قلوبهم بأن مصير دعاة الإصلاح في الإمارات لا يزال بين موت في المنفى أو في السجون في ظل نظام متسلط يقمع كل دعوات للإصلاح في الدولة.