موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات في اليمن.. من “شكرا زايد الخير” إلى مطالبات بطردها من التحالف بعد انقلابها على الشرعية

203

انقلت الموقف الشعبي والرسمي في اليمن من دولة الإمارات بشكل صارخ بعد أن كشف النظام الإماراتي بممارساته وإجرامه على طبيعة مؤامرات أبوظبي ضد اليمنيين.

ففي بداية انطلاق “عاصفة الحزم” التي اطلقها التحالف العربي بقيادة السعودية كانت الشوارع في المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية في اليمن مليئة بعبارات الامتنان، من قبيل “شكراً إمارات الخير”، و”شكراً أبناء زايد”،

أما اليوم، فلا شيء في مواقع التواصل ووسوم الناشطين اليمنيين سوى المطالبة بطرد الإمارات من اليمن ومن التحالف.

وتعددت حملات الوسوم في تغريدات اليمنيين بين محاكمة الإمارات واتهامات بتدمير بلادهم وحرق عدن.

وسيتوقف التاريخ طويلاً أمام “الفزعة” الوحيدة من نوعها، والتي قامت بها دولة الإمارات في اليمن. تلك الفزعة أو النجدة التي تجاوزت كل أعراف السياسة والأخلاق، وببجاحة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً.

فقد نشر موقع إماراتي، قبل أيام، “فلاش” يبرر ناشروه دعم بلادهم لتمزيق اليمن، ويعددون فيه بعض ضحاياهم وجرحاهم منذ انطلاق “عاصفة الحزم” في العام 2015، وكيف أنهم ساعدوا في تحرير بعض الأراضي جنوب اليمن من سيطرة الحوثيين. وكأن لسان حالهم يقول إن الجزء الذي ساعدوا بتحريره هو مكافأتهم لقاء ما قدموه من مساعدة.

هو بالطبع منطق غريب يفتقر إلى أدنى درجات الحياء، وسابقة يُسجلها التاريخ في أشد صفحاته قتامة، بوصفها “ماركة” إماراتية، هي في حد ذاتها ليست مجرد طعنة غادرة في خاصرة اليمنيين، وحليفتها السعودية، بل هي أيضاً، مثلبة في وجه الإمارات نفسها ستظل تلاحقها أبد الدهر.

والحقيقة أن مثل هذه السابقة الغادرة مكتوب لها الفشل الذريع، عاجلاً أم آجلاً، وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على ضحالة الخيال السياسي لدى من قام بها، ودليل على افتقاره لأدنى درجات اللياقة والحياء.

منذ أحداث عدن الأخيرة، التي سيطر فيها أتباع الإمارات على العاصمة المؤقتة للحكومة، واليمنيون على منصات التواصل الاجتماعي يعبّرون عن صدمتهم وسخطهم حيال الغرور الإماراتي منقطع النظير.

ذلك الغرور الذي لم يتوقف عند حدود الدعم العسكري والسياسي والمادي والإعلامي للانفصاليين، بل تعداه إلى حملة من الشتائم تولّاها بعض كبراء القوم في أبو ظبي ودبي،

الأمر الذي استنفر اليمنيين للرد على حملة الإساءات الإماراتية، في مشهد مؤسف للتلاسن العربي العربي، يتحمل قادة أبو ظبي وحدهم وزره، مثلما يتحملون وزر الثلمات الكبيرة، التي طاولت تجربة حديثة لنجدة عربية،

كان مؤمّلاً أن تتحول إلى دافع لعودة التضامن العربي دون حاجة لغريب، أو خشية من خيانة. يظهر ذلك ما حصل من مآل بئيس لفزعة غادرة استغلت ظروف اليمن المنكوب لتثخن من جراحه وتزيد من متاعبه.

تصاعدت الاتهامات الرسمية من الشرعية اليمنية لدولة الإمارات بممارسة دور المحتل عبر دفع ميليشيات خارج القانون لتفكيك البلاد ونشر الفوضى والتخريب فيها.

وأتهم وزير النقل في الحكومة الشرعية اليمنية صالح الجبواني الإمارات بالعمل على تفكيك بلاده إلى مناطق، وتصفية الدولة في الجنوب عبر دعمها انقلاب قوات المجلس الجنوبي الانتقالي في محافظات جنوبية، خاصة عدن وأبين وشبوة.

وقال الجبواني، في حديث لقناة “اليمن” الرسمية وهي تبث من الرياض: “للإمارات أجندتها الخاصة منذ أن جاءت إلى اليمن، ضمن التحالف، في مارس/ آذار 2015”.

وأضاف الجبواني: “من لحظة دخول الإمارات إلى اليمن أنشأت المليشيات، ليس في المحافظات الجنوبية فقط، بل وحتى في المحافظات الشمالية”.

وتابع: “كان الرئيس (اليمني) عبد ربه منصور هادي يعتقد أن الإماراتيين شركاء وكان يوافق على إنشاء أجهزة عسكرية في عدن (جنوب) والمحافظات المحررة”.

ومضى قائلا إن “للإمارات 3 محاور انقلابية قامت بها في اليمن لتصفية الدولة جنوب اليمن، أهمها السيطرة على منابع الثروة وسواحل اليمن، ليتسنى لها التحكم بالمشهد كله”.

وأردف: “هناك مشروع في الشمال يريد السيطرة على اليمن بالكامل (يقصد الحوثيين)، بينما في الجنوب مشروع مناطقي عنصري يريد السيطرة على الجنوب لينشئ دولته الخاصة به”.

وبشأن ما تردد مؤخرا عن انسحاب القوات الإماراتية من اليمن، قال الجبواني هذه “كذبة كبيرة”، و”لدى الإمارات مشروع يمن مناطقي مفكك”.

وشدد على أن التطورات الراهنة دفعت هادي إلى “إقالة محافظين ووزراء موالين للإمارات”. وقال إن الإمارات “جعلت من حزب الإصلاح (إسلامي) شماعة لتمرير أهدافها”. مشددا على أن “الحزب يؤمن بالشرعية وكل قيم الدولة”.

وحملت الحكومة اليمنية، منتصف أغسطس/ آب الجاري، كلا من المجلس الانتقالي الجنوبي والإمارات مسؤولية “الانقلاب” على الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن.

ودعت الحكومة، في بيان، الإمارات إلى وقف دعمها العسكري لــ”المجموعات المتمردة بشكل كامل وفوري”.

وأبلغ مندوب اليمن في الأمم المتحدة، الثلاثاء، مجلس الأمن، بأن ما تعرضت له عدن هو “تمرد مسلح” على الحكومة من جانب قوات “الحزام الأمني”، التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، “وبدعم مالي ولوجستي وإعلامي من الإمارات”.

وتعليقا على مطالبات يمنية شعبية وشبه رسمية بإنهاء دور أبوظبي في اليمن، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، عبر “تويتر” الأحد، إن السعودية هي التي تقرر استمرار أبوظبي ضمن قوات التحالف العربي من عدمه.

في غضون ذلك، نقل التلفزيون الرسمي ووكالة الأنباء السعودية، اليوم الاثنين، عن التحالف السعودي الإماراتي باليمن، أنه تم تشكيل لجنة بين السعودية والإمارات لتثبيت وقف إطلاق النار في محافظتي شبوة وأبين.

ونقل التلفزيون والوكالة عن المتحدث باسم قوات التحالف، تركي المالكي، قوله إن اللجنة ستبدأ العمل اليوم الاثنين.

وحثت حكومتا السعودية والإمارات في بيان مشترك كل الأطراف على التعاون مع اللجنة المشتركة، لتحقيق فض الاشتباك وإعادة انتشار القوات في إطار المجهود العسكري لقوات التحالف.

ودعا البيان الذي أصدرته وزارتا الخارجية في البلدين إلى “سرعة الانخراط في حوار (جدة) الذي دعت له المملكة العربية السعودية، لمعالجة أسباب وتداعيات الأحداث التي شهدتها بعض المحافظات الجنوبية”.

وقال البيان أيضاً إن البلدين “يؤكدان استمرار كافة جهودهما السياسية والعسكرية والإغاثية والتنموية بمشاركة دول التحالف التي نهضت لنصرة الشعب اليمني”.

وأضاف البيان أن البلدين “يؤكدان حرصهما وسعيهما الكامل للمحافظة على الدولة اليمنية ومصالح الشعب اليمني وأمنه واستقراره واستقلاله ووحدة وسلامة أراضيه تحت قيادة الرئيس الشرعي لليمن، وللتصدي لانقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية الأخرى”.

وكانت شبوة المحطة الثالثة في التصعيد العسكري الإماراتي ضد الحكومة اليمنية أخيراً، بعد أن سيطرت القوات الموالية للانفصاليين والمدعومين من أبوظبي، على مدينة عدن في العاشر من أغسطس/آب الجاري، كما اقتحمت محافظة أبين، يوم الإثنين الماضي.

وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية أمس أنها “ستتصدى بكل حزم للتمرد الانفصالي المسلح المدعوم من الإمارات”، بعد دخول المعركة في شبوة طوراً جديداً، رفعت من خلالها الحكومة من حدة لهجتها المباشرة بإدانة الإمارات، في وقت تتواتر الآراء السعودية، والتي تعتبر ما يجري في جنوب اليمن “تمرداً لخدمة إيران”.

وتشير مختلف البيانات الحكومية إلى أن المطالبة رسمياً بإخراج أبوظبي من التحالف الذي تقوده السعودية قد تكون الخطوة القادمة، والتي استبقتها الإمارات، بتصريح لوزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، يتحدث فيه عن أن إعفاء بلاده من المشاركة بالتحالف مرهون بقرار من الرياض.

في هذه الأثناء قال محافظ شبوة، جنوب شرقي اليمن، محمد صالح بن عديو، إن الميليشيات التي تدعمها الإمارات هي المسؤولة عن أعمال التخريب التي استهدفت أنابيب النفط في المحافظة، وأشاد بموقف الجيش بمواجهة “العدوان” الذي تنفذه هذه القوات منذ أيام، وسط أنباء عن تمكن القوات الحكومية من أسر قيادي في قوات الحزام الأمني خلال معارك بأطراف عتق.

وأوضح بن عديو، في بيان أن محافظة شبوة التي تشهد مواجهات منذ أيام، تكسب اليوم الرهان بإسقاط انقلاب “المجلس الانتقالي الجنوبي”، الذي يحظى بـ”دعمٍ كاملٍ” من الإمارات، على غرار وقوف المحافظة بوجه انقلاب جماعة أنصار الله (الحوثيين).

واتهم محافظ شبوة القوات الموالية للإمارات، تحت مسمى “النخبة الشبوانية”، بالمسؤولية عن أعمال تخريب طاولت أنابيب تصدير النفط، في فترات سابقة، وقال “أنشؤوا معسكرات وجُلب لهم كل أنواع السلاح من قبل الامارات واعتدوا به على رجال الجيش والأمن وعلى الشركات وقاموا بأعمال التخريب وتفجير أنابيب النفط والغاز واستهداف مصالح أبناء المحافظة”.

وأضاف: “لم نختر هذه الحرب ولم نكن نتمنى حدوثها، وقدمنا كل التنازلات، لكنهم أغلقوا كل باب، وحشدوا كل قواتهم من مدرعات وعربات لو امتلك الجيش الوطني القليل منها لاختصر الوقت في دحر المليشيات الايرانية”، في إشارة إلى الحوثيين.

وجاء بيان محافظ شبوة، بالترافق مع عودة التصعيد، حيث نفذت قوات مدعومة من الإمارات هجوماً مضاداً في المدخل الشرقي لمدينة عتق، مركز محافظة شبوة.

وكانت ميليشيات “الحزام الأمني” المدعومة إماراتياً، أعلنت إرسال تعزيزات إلى شبوة من محافظات عدن وأبين ولحج والضالع، لدعم “النخبة الشبوانية”، في المواجهات المستمرة منذ أيام.