موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحليل/ النظام الإماراتي يناور للتهرب من جرائمه في اليمن

130

يجمع مراقبون على أن النظام الحاكم في دولة الإمارات عمد بإعلانه سحب قواته من اليمن المناورة بغرض التهرب من جرائمه بحق المدنيين اليمنيين.

وأعلنت دولة الإمارات يوم الاحد الماضي عن عودة قواتها المشاركة في حرب اليمن، ضمن استراتيجية وصفتها بـ”غير المباشرة”.

ويرى خبراء أن هذه الخطوة مجرد مناورة للهروب من المسؤولية أمام المجتمع الدولي بعدما لعبت دورًا مؤثرًا في التوجيه الكارثي للحرب على اليمن المستمرة منذ عام 2015.

وقال مسؤول عسكري إماراتي إن الاستراتيجية الجديدة تعتمد على الجيش اليمني، الذي تم تدريبه وتجهيزه لمباشرة مهامه القتالية بنفسه من دون الاعتماد على القوات الإماراتية، التي اتجهت إلى “الاستراتيجية غير المباشرة”، وفق الوكالة الإماراتية للأنباء.

ويقول الكاتب والباحث اليمني ياسين التميمي إن الإمارات تتجه نحو التحلل التكتيكي من تعقيدات الحرب في اليمن، بعدما لعبت دورًا مؤثرًا في التوجيه الكارثي لهذه الحرب، التي انتهت بتثبيت استحقاقات معادية لوحدة الدولة اليمنية ولتماسكها ولاستقرارها.

ويشدد التميمي على أن الإمارات زرعت ألغامًا كثيرة أمام مسار المعركة، التي كان يُفترض أن تنتهي بانتصار حقيقي للسلطة الشرعية، وأنها اتبعت أسلوبًا ماكرًا في تمرير النتائج الكارثية للحرب، خاصة في جنوبي البلاد.

ويتابع أن الإمارات “أعلنت في يوليو/ تموز الماضي عن تقليص وإعادة انتشار لقواتها، ولم يمض سوى شهر حتى دعمت انقلاب 10 أغسطس/آب الماضي في عدن (جنوب)، ضد الشرعية، لتصبح العاصمة السياسية المؤقتة بيد الانقلابيين الانفصاليين”.

وكانت قد جرت معارك بين القوات الحكومية وقوات “الحزام الأمني”، التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، والتي انتهت بسيطرة الطرف الأخير على مقرات ومعسكرات حكومية.

ويعتبر التميمي أن الانسحاب الإماراتي سيزيد حجم التعقيدات أمام المملكة السعودية التي ترى الإمارات وهي تُفشل اتفاق الرياض (بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي)، وتُظهر المملكة كقائد لا يُحسن توجيه دفة الحرب.

ويشدد على أن الانسحاب الإماراتي المزعوم ليس نهائيًا، وأن الإمارات لا تزال جزءًا من التحالف تأسيسًا على إرادة قائدة التحالف (السعودية)، بعدما تبين موقف الحكومة (اليمنية) الشرعية الرافض لهذا الدور (الإماراتي)، مشددا على أن “الاستراتيجية الإماراتية تتجلى في استثمار التشكيلات المسلحة، ومشاريع ما دون الدولة التي أنشأت هذه التشكيلات من أجلها.

ويؤكد أن الإمارات ستواصل تدخلها في اليمن، مستغلة شلل الحكومة الشرعية وضعفها ومخاوف السعودية، ومستغلة ذريعة الحرب على الإرهاب كي تسند المشروع الانفصالي وتستكمل الثورة المضادة في اليمن.

وحول احتمال التصادم مع الحليف السعودي، قال إنه “لا يمكن لهذه الطريقة في الانسحاب والأحداث الموازية أن تؤشر إلى تصادم إماراتي سعودي، لكن لا أستبعد أن يتطور إلى خلاف علني، رغم كوابح شديدة ناجمة عن انخراط البلدين في سياسة المحاور، والصفقات المدعومة من أميركا”.

ويلفت الكاتب والباحث اللبناني علي باكير إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها الجانب الإماراتي انسحابه من اليمن، مشيرا إلى أن الإمارات سبق أن أعلنت انسحابها من اليمن. وتابع: “بغض النظر عمّا إذا كان الإعلان الحالي بالانسحاب هو الأخير أم لا، فإنه يتزامن مع عودة التصعيد على الساحة اليمنيّة”.

ويلفت إلى أن أبوظبي لا تريد أن تصبح في فوّهة مدفع ردود فعل الأطراف المعنية، ولا سيما إيران، وخاصة أنها (أبوظبي) لا تمتلك القدرة على تحمّل أي عواقب محتملة.

ويضيف “لا أعتقد أنّ لمثل هذا القرار تأثير على العلاقة مع السعودية، طالما أن ولي العهد السعودي (الأمير محمد بن سلمان) لا يزال يعتبر رجل أبوظبي الأول في المملكة، علمًا أن تضارب مصالح الدولتين في مناطق متعددة أخذ بالاتساع، ما سيترك آثاره على العلاقة بينهما عاجلاً أم آجلًا”.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي اليمني نبيل البكيري إن “هذا الإعلان هو الثاني، والاحتفال بمناسبة ما يُقال إنها عودة القوات الإماراتية لا يأتي في إطار دقيق، هم يتحدثون عن عودة، لكن في إطار البقاء”.

ويرى أن إعلان الانسحاب “يأتي في إطار المناورات المستمرة هروبًا من المسؤولية أمام المجتمع الدولي، بسبب الملفات الثقيلة والانتهاكات الجسيمة على مستوى المعتقلين والاغتيالات”.

ويشدد على أن استراتيجية الإمارات هي البقاء في اليمن عبر المليشيات التي يتم إعدادها، وأنها ستعمل على التخفي وعدم الظهور أمام المجتمع الدولي، وستواصل زرع الاقتتال الداخلي لتكون في المشهد من بعيد.

وفيما يرى الكاتب والصحافي المصري ياسر عبد العزيز أن “الإمارات، وبعد استهداف مطار أبوظبي، ثم ناقلات نفط راسية أمام السواحل الإماراتية، أرادت أن لا تدخل في مواجهة مباشرة مع إيران، من خلال أذرعها في اليمن”، يؤكّد أن الهدف غير المعلن هو مزيد من توريط السعودية في حرب لا نهاية لها، رغم تلميح محمد بن زايد في تغريدة له ببقاء قواته في اليمن، وهي مناورة مكشوفة.

ويقول إن “الإمارات دخلت الحرب في اليمن لهدفين رئيسيين، الأول هو السيطرة على الموانئ للحفاظ على ريادة موانئها، وعلى رأسها جبل علي، والثاني هو القضاء على الإسلام السياسي في اليمن، والمتمثل في (حزب) التجمع اليمني للإصلاح”.

ويشدد على أن استراتيجية الإمارات في اليمن ستنحصر في حماية مكتسباتها في الموانئ، وتثبيت الوضع الحالي، وإنهاك الحركات الثورية، وعلى رأسها الإصلاح والرشاد.