موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

حرب الإمارات على اليمن: تقسيم للبلاد والتمرد على حكومة الشرعية

205

قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن اليمن كدولة لم يعد موجوداً وسط صراع دول على دويلات بات لها فعل الأمر الواقع، خاصة أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته لم يعد لهما أي تأثير على الأرض بفعل حرب التحالف الإماراتي السعودي.

ويقول موفد الصحيفة الأمريكية إلى المكلا، إن هذه المدينة التي كانت في قبضة تنظيم القاعدة حتى 2016، تمت استعادتها من قبل قوة أشرفت عليها الإمارات، لكن بعد مرور عامين ما زالت الحكومة غائبة بفعل سلطة مليشيات أبو ظبي.

وبفعل ذلك تعيش المدينة حالة من الفوضى بعد استعادة السيطرة عليها، خاصة في ظل انتشار المليشيات وانفلات السلاح، مثلها مثل كثير من المدن التي تمت استعادتها سواء من القاعدة أو الحوثيين.

واعتبرت الصحيفة أن تفكك اليمن هو أكبر التحديات التي تواجه سياسة واشنطن، التي دعمت حكومة هادي في محاولته لاستعادة الوحدة، لكن الأخير قضى معظم وقته خارج البلاد وتحديداً في السعودية بعد الإطاحة بحكومته.

وكان خبراء الأمم المتحدة قالوا في وقت سابق من هذا العام: إن “اليمن كدولة لم يعد موجوداً”، وبدلاً من ذلك “هناك دويلات متصارعة، ولا يوجد جانب واحد يملك الدعم السياسي أو القوة العسكرية لتوحيد البلاد أو تحقيق النصر”.

ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم يدفعون أطراف الصراع في اليمن إلى طاولة المفاوضات، التي وصفها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأنها أولوية للأمن القومي الأمريكي.

لكن الولايات المتحدة، كما ترى “واشنطن بوست”، أبعد ما تكون عن الحياد في صراع اليمن؛ فهي تدعم تحالف السعودية والإمارات الذي يقاتل نيابة عن حكومة هادي الحوثيين.

والسعودية والإمارات قامتا بتدعيم مواقفهما في اليمن عبر تشكيل تحالفات مع شخصيات سياسية محلية، ورعاية وتدبير وتمويل قوات تقاتل عنهما بالوكالة، حسب الصحيفة.

وقد فشلت جهود السلام بشكل متكرر خلال السنوات الثلاث الماضية. وفي ظل تواصل القتال فإن الإحساس بالتماسك الوطني “يتبخر”.

ويقول بدر باسلمه، وزير النقل اليمني السابق الذي يعيش في المكلا، عاصمة حضرموت، كبرى محافظات البلاد، إن “اليمن القديم لن يعود أبداً. لقد تم استبدال الدولة المركزية بالحكم الذاتي الإقليمي، والسؤال الأكثر الحاحاً الآن: كيف سيستقر اليمن الجديد؟”.

وتضيف الصحيفة الأمريكية أن الكثير من اليمنيين يناقشون هذه الأيام إن كان الانقسام سيكون نعمة عليهم، أو أن العكس هو ما سيحصل.

في وقت سابق، ذكر تقرير لوكالة أسوشييتدبرس الأمريكية، أن “الإمارات والسعودية قامتا بدفع أموال طائلة لمقاتلي تنظيم القاعدة للانسحاب من مناطق سيطر عليها، كما تم السماح لهم بسحب سلاحهم الثقيل من تلك المناطق”.

وبعد عامين من استعادة المكلا “لا يبدو أنها على استعداد للعودة إلى الدولة المينية، فهي تتصرف كدولة مستقلة محمية من الإمارات التي بنت العديد من القواعد العسكرية فيها”.

وتنقل الصحيفة عن سكان المدينة “إشادتهم” بقوات النخبة التي ساعدت في حصر السلاح، غير أن منظمات حقوقية اتهمتها بعمليات تعذيب، ينكرها المسؤولون المحليون.

ويقول مسؤول محلي رفض الكشف عن اسمه، إن القوات المدعومة من الإمارات قامت مراراً وتكرارا بأنشطة عسكرية دون التنسيق مع الحكومة، ما تسبب في حدوث ارتباك.

وتابع: “لا توجد سياسة واضحة؛ في جنوب اليمن ظهرت وحدات يدعهما التحالف، بل إن بعض تلك القوات قاتلوا علانية القوات الحكومية اليمنية”.

“من يسيطر على المناطق والمدن اليمنية؟” سؤال بات يطرح بقوة في ظل التباين الواضح بين مختلف أطراف الصراع، وهو ما أدى إلى أن كثيرين من أصحاب المصانع والعمال والطبقة العاملة لا يعرفون إلى أين يلجؤون لطلب المساعدة أو حتى الحماية.

وتصف الصحيفة المكلا بأنها “تمثل نموذجاً من طبيعة الصراعات التي تجري حتى في المناطق المحررة، فهنا مثلاً لا يكفي أن تستحصل على إذن من جهة حكومية رسمية، وإنما يحتاج الأمر إلى موافقة من القاعدة العسكرية التابعة للإمارات”.

في هذه الأثناء تواصل الإمارات مؤامرات التمرد على الحكومة اليمنية الشرعية بما في ذلك دفع شخصيات لحدي سلطات الرئيس اليمني.

وقد صرح عبد الرحمن الجفري، رئيس حزب “رابطة أبناء الجنوب العربي” الموالية للإمارت، أنه لا يمانع أن “يكون رئيسا لليمن خلال الفترة المقبلة”.

وأشار الجفري إلى أن هذا الأمر “لا يعني تنازله عن مطلب إقامة دولة مستقلة جنوبا”، مدعيا أن “الجنوبيين يسعون لإقامة دولة مستقلة متجاورة ومتحابة مع أخوتهم في شمال اليمن”.

واتهم الجفري الحكومة الشرعية “بالفساد” مؤكدا أن “الدولة في اليمن أساسا فاسدة لكن جاءت الحكومة الشرعية لتضيف فسادا آخر”.

وحول موقفهم من المجلس الانتقالي الموالي للإمارات قال الجفري إن “الرابطة تدعم الانتقالي رغم وجود بعض الأخطاء التي يتم توجيه النصح فيها سرا لا علانية”.

وتزامن حديث الجفري، رئيس حزب “رابطة أبناء الجنوب العربي”، مع تغريدة لمستشار وزير الإعلام اليمني، مختار الرحبي، يقول فيها إن الإمارات تمنع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، من العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن، جنوبي البلاد.

وقال الرحبي، في تغريدة له على موقع “تويتر”، إن الإمارات تمنع عودة الحكومة اليمنية، لممارسة عملها في العاصمة المؤقتة عدن.

​وأضاف السكرتير السابق للرئاسة اليمنية، أن “الإمارات ما تزال تدعم ميليشيات مسلحة، خارج إطار الدولة في عدن وبعض المحافظات المحررة”.

وتساءل: متى تتوقف دولة الإمارات عن العبث باليمن؟ أبوظبي لم تأت للعبث وإنما لمساعدة الشرعية من أجل استعادة الدولة”.