موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إمارات ليكس ترصد: انتهاكات الإمارات تفضح زيف ادعائها التسامح

167

بين انتقامها من صحفي أردني بمواصلة احتزازه رغم انتهاء محكوميته، وتعمدها الإهمال الطبي بحق أكاديمي مضرب منذ أكثر من شهرين، وتعذيبها معتقل رأي إماراتي ومن قبله أكاديمي بريطاني، ينفضح وجه الإمارات الحقيقي وزيف ادعائها التسامح.

انتقام من صحفي أردني

تواصل السلطات الإماراتية اعتقال الصحفي الأردني تيسير النجار منذ العام 2015 على خلفية منشور له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك كتبه خلال الحرب الإسرائيلية على غزة في العام نفسه، وانتقد فيه موقف الإمارات من العدوان.

ورغم انقضاء مدة محكوميته، تصّر السلطات في أبو ظبي على أن يدفع النجار غرامة تبلغ نحو 136 ألف دولار، وهو ما تعجز عائلته متوسطة الحال عن دفعه.

والنجار (42 عاما) هو أب لخمسة أطفال، وعضو في نقابة الصحفيين الأردنيين ورابطة الكتاب الأردنيين، وقد اعتقل يوم 13 ديسمبر/كانون الأول 2015، ومثل أمام المحكمة في أول جلسة له يوم 18 يناير/كانون الثاني2017 لتوجّه له تهمة الإساءة للدولة على خلفية منشورات كتبها قبل انتقاله إلى الإمارات للعمل مراسلا صحفيا.

وقد أنهى الصحفي الأردني محكوميته في سراديب سجن الوثبة الصحراوي السيئ الصيت، ولم تفلح الوساطات الأردنية في الإفراج عنه، أو حتى بشموله في العفو العام الذي صدر قبل أسابيع بمناسبة اليوم الوطني الإماراتي.

كما زعمت السلطات أن النجار انتقد في حديثه مع زوجته على الهاتف دولة الإمارات، ولم يعرف كيف حصلت على التسجيلات الصوتية، لتمنعه شرطة دبي فيما بعد من ركوب الطائرة المتجهة إلى عمان لزيارة عائلته، بحسب مقربين من العائلة.

ووطلبت منظمة هيومن رايتس ووتش و”مراسلون بلا حدود” في رسالة إلى وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش، من دولة الإمارات الإفراج الفوري عن الصحفي الأردني.

وتقول مديرة قسم الشرق الأوسط في “هيومن رايتس ووتش” سارة ليا ويتسن إنه “يجب ألا يعاني النجار ولا حتى ليوم آخر في سجون الإمارات، فهو أصلا لم يكن يجب أن يسجن، إذا كانت الإمارات ملتزمة حقا بخطاب التسامح، لما أبعدت النجار عن زوجته وأطفاله بسبب منشورات غير ضارة على فيسبوك تعود لسنوات”.

وتوضح في البيان “كل يوم يظل فيه هؤلاء الصحفيون والنشطاء خلف القضبان لمجرد ممارستهم حقهم في حرية التعبير، يدل على افتقار الإمارات إلى احترام حقوق الإنسان الأساسية”.

قتل بطيء لأكاديمي

قالت منظمة العفو الدولية اليوم إن السلطات في الإمارات العربية المتحدة يجب أن تطلق فوراً، ودون قيد أو شرط، سراح الدكتور ناصر بن غيث، وهو سجين رأي تدهورت صحته بشكل حاد في الأيام الأخيرة.

ويقضي الدكتور ناصر بن غيث حكما بالسجن لمدة 10 سنوات بسبب انتقاده لدولة الإمارات العربية المتحدة في تعليقات نشرت على موقع تويتر بعد محاكمة بالغة الجور ذات دوافع سياسية.

وقالت سماح حديد، مديرة الحملات للشرق الأوسط بمنظمة العفو الدولية: “إن الأخبار التي تفيد بتدهور صحة الدكتور ناصر بن غيث بشكل حاد – فأصبح ضعيفاً للغاية، ولا يقوى على الوقوف وبدأ يفقد بصره – أمر يثير القلق البالغ.

ويُعتبر الدكتور ناصر سجين رأي، ولا ينبغي أصلاً أن يكون وراء القضبان، ناهيك عن قضاء عقوبة بالسجن، مثيرة للسخرية، لمدة 10 سنوات، استناداً إلى محاكمة شابتْها عيوب بالغة.

وقالت سماح حديد، مديرة الحملات للشرق الأوسط بمنظمة العفو الدولية ” بدلاً من إطالة أمد معاناته، ينبغي على السلطات الإماراتية أن تأمر بالإفراج عنه فوراً ودون قيد أو شرط. وحتى يتم ذلك، يجب عليها ضمان حصوله على أي رعاية طبية يحتاجها” .

وقد دخل الدكتور ناصر بن غيث في إضراب عن الطعام لفترات زمنية مختلفة، على مدى الأيام الخمسة والسبعين الماضية، احتجاجاً على ظروف احتجازه وسجنه. فمنذ 7 أكتوبر/تشرين 2018، لم يأكل سوى كمية صغيرة من الطعام في عدد قليل من المرات، وقد تدهورت صحته بشدة. وكان قبل سجنه يعاني بالفعل من ارتفاع ضغط الدم مما أدى إلى تضخم القلب، لكنه لا يتلقى دواء ضغط الدم في السجن. ولديه أيضاً مرض الكبد الدهني في مرحلة مبكرة.

وحُكم على الدكتور ناصر بن غيث بالسجن لمدة 10 سنوات في الاستئناف في مارس/ آذار 2017، وأُدين بتهم تشمل “إهانة دولة الإمارات” استناداً إلى تعليقات أدلى بها على موقع تويتر بشأن معاملته خلال محاكمة سابقة. كما أدين “بالتواصل والتعاون مع أعضاء منظمة الإصلاح المحظورة”. وخلال محاكمته، قامت السلطات الإماراتية بفرض قيود على اتصاله بمحاميه مما يعني أنه كان غير قادر على إعداد الدفاع المناسب.

واختتمت سماح حديد قائلة: “إن قضية السجن الأخيرة لطالب الدكتوراه البريطاني ماثيو هيدجز، الذي أدين بتهمة التجسس بعد إجراءات بالغة الجور، قد سلطت الأضواء دولياً على الممارسات القمعية لدولة الإمارات العربية المتحدة. ومع ذلك، يوجد في جميع أنحاء البلاد عشرات من سجناء الرأي، مثل الدكتور ناصر بن غيث، الذين يعانون من ظروف قاسية، وقد سجنوا ظلماً بسبب تعبيرهم السلمي عن آرائهم “.

وفي 2 أبريل/نيسان 2017 أضرب “بن غيث” عن الطعام وتوجه ببيان للرأي العام من سجن “الرزين” أكد فيه براءته وأن محاكمته ليست بمحاكمة عادلة وأنها نالت من حرية الرأي والتعبير وتمت على يد قاض مصري وهو بمثابة الخصم والحكم.

وأعلن “بن غيث” رفضه للحكم وقراره عدم الطعن فيه ودخوله مضطرا في إضراب مفتوح وخوضه لمعركة الأمعاء الخاوية سبيلا لاستنقاذ حريته، وطلب من السلطات الإماراتية إطلاق سراحه والسماح له ولأسرته بمغادرة البلاد.

وشددت إدارة سجن “الرزين” في التنكيل بـ”بن غيث”، وانتهاك جميع حقوقه بعد إضرابه عن الطعام في أبريل/نيسان 2017 وقراره عدم الطعن في الحكم الصادر ضده، إذ تم الضغط عليه ومنعه من الزيارة والاتصال ومعرفة مكان اعتقاله لمدة تجاوزت 6 أشهر، كما تم وضعه في غرفة باردة دون غطاء حتى يتوقف عن الإضراب.

تعذيب معتقل رأي

قالت مصادر حقوقية متطابقة إن معتقل الرأي راشد بن سبت يتعرض لسوء المعاملة في سجن الرزين، واصفة السجن بـ “غوانتانامو الإمارات”.

وأوضحت المصادر أن “بن سبت” ممنوع من الاتصال بذويه منذ 5 شهور، وممنوع أيضا من استقبال زيارات ذويه منذ 4 شهور.

وتعتبر سوء المعاملة انتهاك حقوقي جسيم يقع على معتقلي الرأي في دولة الإمارات، وتقتضي المواثيق الحقوقية الدولية محاسبة منتهكي حقوق الإنسان، غير أن السلطات الأمنية والتنفيذية ترفض السماح للمقرر الأممي الخاص بالتعذيب خوان مانديز من التحقيق في أكثر من 200 بلاغ تعذيب ولا تسمح له بتفقد السجون والمعتقلات حتى العلنية منها والتابعة لوازرة الداخلية.

ويواجه معتقلو الرأي في الدولة صنوف شتى من الانتهاكات وسوء المعاملة تصل إلى حد التحرش الجنسي ومنع المعتقلين من أداء الصلاة وتعرضهم للضرب والإهانات ما تسبب لعدد منهم بعاهات دائمة مثل مريم البلوشي وأمينة العبدولي، وغيرهم.

شهادة لتعذيب أكاديمي بريطاني

قال ماثيو هيدجز، الذي اتهم بأنه جاسوس خلال رحلة بحث في الإمارات العربية المتحدة، إن  أفكار الانتحار راودته خلال تواجده في السجن جاءت بعد سماع رفاقه في الزنزانة يخضعون للتعذيب الجسدي.

سافر البالغ من العمر 31 عامًا إلى الإمارات العربية المتحدة في رحلة بحثية للحصول على الدكتوراه، وكانت دارسته عن قضايا مثل الدفاع والأمن والشؤون الدولية والسياسة العسكرية في الشرق الأوسط.

لكنه سجن في مايو / أيار بسبب كونه جاسوساً مشتبهاً به، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في نوفمبر / تشرين الثاني ، ليتم العفو عنه بعد أيام، عقب حملة في الإعلام والدبلوماسية في بريطانيا، حيث تعرض لأشهر من التعذيب النفسي.

وفي مقابلة مع تلفزيون بريطاني، قال هو وزوجته دانييلا تيخادا إنه لم يتعرض أبداً للتعذيب الجسدي، بل سمع آخرين وهم يخوضون المحنة المروعة في وقت كان يناضل من أجل مواجهة احتجازه.

وقال: “لقد سمعت في الواقع عن أشخاص يتعرضون للتعذيب في المبنى الذي كنت فيه. وفي إحدى المرات دخلت إلى غرفة ورأيت آثار أقدام شخص ما على الحائط، مقلوبة رأساً على عقب، على مستوى الرأس، ولن تكون هناك إلا بسبب التعذيب.

وأضاف “إنهم يعذبون الناس في الإمارات العربية المتحدة، وكانت هناك أمثلة على هذا يحدث في السنوات العشر الماضية … وهذا أمر يحدث بشكل روتيني”.

وتابع “هددوا بتسليمي بطريقة غير مشروعة إلى قاعدة عسكرية في الخارج حيث سيعذبونني …”

وبعد أن ذهب إلى المحكمة، لم يُعد إلى السجن ولكن إلى زنزانة احتجاز حيث تم استجوابه مرة أخرى، وأدرك أن إجراءاته القانونية قد انتهت.

وتابع: “تلك الأيام القليلة التالية [بعد إصدار الحكم على المحكمة] لم تكن ممتعة على الإطلاق، خاصة عندما عدت من المحكمة في اليوم التالي، تم استجوابي مرة أخرى. ولم يتم إعادتي إلى السجن الرسمي ولكنني أعدت إلى نفس مكان احتجازي، لذلك فكرت، إذا كان هناك من المفترض أن يكون هناك نوع من الإجراءات القانونية، فلماذا أعود إلى نفس الزنزانة؟”

وأضاف: “لم أكن أعرف ما أفكر به لأيام. كانت لدي أفكار انتحارية لأن لا شيء منطقي، ولم تكن تلك هي المرة الوحيدة التي كان لدي فيها أفكار انتحارية، ولكن ذلك كانت كل تلك الأفكار ثقب أسود”.

بالنسبة إلى ماثيو، كانت بعض أصعب أجزاء محنته في الحبس الانفرادي، بالقول إنه بذل قصارى جهده للتعاون من أجل الحصول على “بصيص أمل” للتحدث إلى زوجته دانييلا لمدة خمس دقائق كل أسبوع.

وتابع: “[الحبس الانفرادي] صعب، صعب حقاً. الحبس الانفرادي هو مثل هذه المحنة والعقاب الذي يصعب مواجهته. في البداية سُمح لي أن أحصل على أقل من مكالمة هاتفية لمدة خمس دقائق، تحت إشراف من الجنود، على مكبر الصوت”.

“في وقت لاحق سمح لي بالتحدث إلى داني كل أسبوع لمدة خمس دقائق. لم أرغب أبدًا في إزاحة هذا التوازن، لم أرغب أبدًا في تغيير ما قلته لأنني بعد ذلك أتطلع إلى الاتصال الصوتي”.

ذهب إلى المستشفى بعد بضعة أشهر في السجن، ثم أعطى جهاز تلفزيون وكتاب ليقرأ. لكن ماثيو حصل على خيار مروع قبل العفو، حيث قال إنه قيل له: “لقد وضعوا طريقان أمامي”.

وكان العرض: ” قالوا إنهم سيخففون عقوبتي، كل ما علي فعله هو الاعتراف بالذنب والخيار الأخر كان التهديد والترهيب بتعذيب جسدي”.

وأضاف “ما كانوا يفعلونه مع الدواء، مع العزلة، مع التهديدات، التي شعرت وكأنها شكل من أشكال التعذيب”.

في مقابلة أخرى لتلفزيون BBC5 إنه “سيستغرق سنوات” للتعافي من محنته. وذكر أنه يخضع لعلاج نفسي متخصص سيستمر لسنوات وليس أسابيع.

وقال هيدجز إنه أُجبر على الوقوف “طوال اليوم” مع أصفاد على الكاحل، وعانى من نوبات أدت إلى أفكار انتحارية أثناء احتجازه.

وأضاف أنه كان قادراً فقط على التحدث إلى زوجته دانييلا تيخادا – التي قامت بحملة من أجل إطلاق سراحه – مرة واحدة في الأسبوع.