موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

مطالب دولية بالتحقيق بدور الإمارات في انقلاب تونس

188

طالبت أوساط دولية بالتحقيق بدور الإمارات في انقلاب تونس في ظل احتفاء إعلامي من أبوظبي بقرارات رئيس الجمهورية قيس سعيد.

وأكد السيناتور الأمريكي كريس مورفي أن على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن النظر فيما إذا كانت السعودية أو الإمارات اضطلعت بدور في الأحداث المشهودة في تونس، التي توصف بـ”الانقلاب الدستوري”.

وغرد السيناتور مورفي قائلاً: “ما الدور الذي تؤديه السعودية والإمارات في الأزمة التونسية؟ يجب على إدارة بايدن أن تبحث عن إجابة لهذا السؤال بأسرع ما يمكن”.

ونشر عضو المجلس الشيوخ كذلك عدداً من لقطات الشاشة التي نشرتها إلهام فخرو، المحللة والباحثة السياسية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، أشارت فيها إلى أن استيلاء الرئيس التونسي قيس سعيد على مقاليد السلطة في بلاده حظي بتغطية إيجابية في وسائل الإعلام السعودية والإماراتية.

إذ خصصت صحيفة عكاظ السعودية أمس الأول الاثنين 26 يوليو/تموز صفحة أمامية بالكامل بعنوان يقول “تونس تنتفض ضد الإخوان”، في إشارة إلى علاقات حزب النهضة التونسي مع جماعة الإخوان المسلمين.

فيما قال بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان تلقى مكالمة هاتفية من نظيره التونسي يوم الإثنين، أعرب خلالها عن دعم المملكة لـ”أمن واستقرار ورخاء الجمهورية التونسية، ودعمها لكل شيء يمكن أن يحقق هذا”.

وامتنعت الإمارات من جانبها عن إبداء أي رد فعل رسمي على الانقلاب. لكن الموقع الإخباري الإماراتي 20FourMedia، نشر مقالاً حول الاضطرابات يحمل عنوان “قرارات شجاعة لإنقاذ تونس”.

وكشف تحليل نشره الأكاديمي والخبير البريطاني، مارك أوين جونز، عن تلاعب مصدره الإمارات والسعودية بتوجهات المغردين في الشأن التونسي، بالتزامن مع انقلاب الرئيس قيس سعيد على الحكومة والبرلمان والنيابة العامة في البلاد.

وأشار جونز إلى إطلاق حسابات يتم التغريد عبرها انطلاقا من السعودية والإمارات بشكل أساسي، إضافة إلى مصر، حملة لتصدير وسم “تونس تنتفض ضد الإخوان”؛ بهدف جعله سمة بارزة للتفاعل مع الأحداث.

وتحقق جونز من وجود تلاعب على نطاق واسع بعد تحليله 12 ألف تغريدة لـ6800 حساب.

وأكد الخبير البريطاني في “الاستبداد الرقمي” خطورة الحملة، لافتا إلى وجود حسابات وهمية تمكنت من تحقيق انتشار واسع، مستخدمة مقاطع فيديو مسليّة، مع إضافة الوسم المشار إليه.

وخلص جونز إلى أن ترند “تونس تنتفض ضد الإخوان” هو بروباغندا تقاد من مؤثرين سعوديين وإماراتيين، ويروج لها من قبل أشخاص متواجدين في البلدين الخليجيين، بالإضافة إلى مصر، وتشمل تلاعبا من خلال حركة حسابات وهمية.

وشدد جونز على أن تحليله ليس سياسيا للمشهد في تونس، بل لكيفية استخدام تويتر من قبل لاعبين في المنطقة؛ للتأثير على المشهد من خلال الدعاية المصطنعة.

وأبدت الصحف الإماراتية والسعودية احتفاء واسعا بقرارات الرئيس التونسي قيس سعيد الأخيرة، التي اعتبرت على نطاق واسع انقلابا على الدستور، واعتبرت هذه الصحف أن سعيد استجاب لاحتجاجات الشارع ضد “الإخوان”.

وأوردت صحيفة البيان عدة عناوين من قبيل “الرئيس التونسي يشارك شعبه احتفاله بقراره تجميد عمل البرلمان وإقالة الحكومة”، و”تونس تنتفض ضد الإخوان”، و”التونسيون يكسرون الحجر ويخرجون للاحتفال بقرارات الرئيس”.

كما أخبر الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، الذي شغل منصب الرئيس بين عامي 2011 و 2014، شبكة الجزيرة يوم الإثنين بأنه “ليس لديه أدنى شك في أن الإمارات تقف خلف الانقلاب”.

فطالما اتُّهمت الإمارات بمحاولة تخريب الانتقال الديمقراطي في تونس، في محاولة لإبعاد الإسلاميين وتأسيس حكومة متوائمة مع طموحاتها الخاصة.

فيما قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام في حديثه مع صحيفة The Washington Post، إن إخفاق إدارة بايدن في التحرك بسرعة تجاه تطورات تونس سوف يكون له نتيجة مدمرة، وطالب بالتدخل العسكري.

وأوضح غراهام: “هذا هو المكان الذي بدأ منه الحراك العربي من أجل ديمقراطية وحكومة تمثيلية، ويتضح لي أن التردد في وجه العدوان سوف يدمر هذا الحراك فحسب”.

وتابع قائلاً: “تحتاج الولايات المتحدة والأنظمة الديمقراطية الغربية أن تتدخل جميعها على الأرض في تونس لإيقاف هذا قبل أن يخرج عن السيطرة”.

وكان الرئيس التونسي قيس سعيد أعلن الأحد الماضي تجميد عمل البرلمان، ورفع الحصانة عن جميع النواب، وتولِّي النيابة العمومية بنفسه، وإقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي؛ وذلك على خلفية فوضى واحتجاجات عنيفة شهدتها عدة مدن تونسية، تزامناً مع الذكرى الـ64 لإعلان الجمهورية.

وجاءت قرارات سعيد إثر احتجاجات شهدتها عدة محافظات تونسية بدعوة من نشطاء، طالبت بإسقاط المنظومة الحاكمة، واتهمت المعارضة بالفشل، في ظل أزمات سياسية واقتصادية وصحية.