موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

توقعات إيرانية بارتفاع التبادل التجاري مع الإمارات لمستوى قياسي

164

تتوسع أوساط إيرانية رسمية ارتفاع التبادل التجاري مع دولة الإمارات إلى مستوى قياسي في المرحلة المقبلة في ظل التقارب الذي أظهرته أبوظبي تجاه طهران.

وتوقع مسئولون إيرانيون أن يبلغ حجم التبادل التجاري مع الإمارات في المرحلة المقبلة 20 إلى 25 مليار دولار، علما أن حجم التبادل التجاري الراهن بينهما يتراوح بين 10 – 15 مليار دولار، فيما كانت الأرقام تشير إلى ثلاثين مليار دولار حتى قبل فرض العقوبات الأميركية على إيران.

وصرح رئيس جمعية “اقتصاد إيران” مسعود دانشمند، بأنهم يتوقعون تعزير التعاون التجاري بين إيران والإمارات خلال الفترة المقبلة واستئناف نشاط التجار الإيرانيين “تحت ظروف أفضل من ذي قبل” هناك.

وقال دانشمند في تصريحات تلفزيونية “سنبدأ قريبا باستيراد البضائع التي لا تخضع للعقوبات من دبي إلى الموانئ الإيرانية، وذلك بعد فتح حسابات الاعتماد المستندي (L.C)، وتصدير منتجاتنا البتروكيماوية إلى الإمارات”.

وأضاف “نتوقع عودة قريبة لشركات الصرافة الإيرانية للإمارات وتفعيل المبادلات المالية بين الجانبين”، مشيرا إلى أن رؤوس الأموال الإيرانية تشكل 10% من الاستثمارات في الإمارات العربية المتحدة.

قبل يومين أعلن رئيس رابطة التجار الإيرانيين في الإمارات عبد القادر فقيهي، أننا “لمسنا انفتاحا في الإمارات لاستئناف أجواء التجارة مع إيران”، مبينا أنه وفقا لتوجيهات المسؤولين في دبي سوف يتم إعادة منح التجار الإيرانيين التأشيرات التجارية.

وأكد فقيهي، أنه ستتم إعادة فتح مراكز الصيرفة الإيرانية في الإمارات في غضون أيام، بإيعاز من البنك المركزي الإماراتي، موضحا أن حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم وعد بتقديم تسهيلات للمستثمرين الإيرانيين رغم العقوبات الأميركية، لكنه اشترط الموافقة على تجارة السلع التي لا تشملها العقوبات.

 وتسير شركات الطيران مئتي رحلة أسبوعيا من شتى المدن الإيرانية إلى الإمارات لنقل مئة ألف سائح إيراني، فضلا عن ستمئة ألف مواطن إيراني آخرين يقطنون جارة بلادهم الجنوبية.

من جانبه، اعتبر رئيس غرفة التجارة الإيرانية الإماراتية المشتركة فرشيد فرزانكان، تغيير سلوك الجانب الإماراتي مع رجال الأعمال الإيرانيين، مؤشرا على بدء التحرك نحو إحياء النشاط التجاري بين إيران والإمارات.

وعزا المسؤول الإيراني، سبب وعود الإمارات بحل مشكلات التجار الإيرانيين إلى أهمية الجمهورية الإيرانية للاقتصاد الإماراتي، مشيرا إلى أن اقتصاد الإمارات دخل مرحلة الركود، ما دفع مسؤوليها إلى اتخاذ قرار بالتعاون مع إيران وهو “خيار صائب”.

وتتحدث الإحصاءات الإيرانية عن استيراد طهران 10% من كل وارداتها من الإمارات العربية المتحدة، فيما تصدر نحو 15% من كل صادراتها عن طريق الأخيرة.

ووفقا للإعلام الإيراني، فإن الإمارات مارست بأمر من السعودية خلال السنوات الأخيرة ضغوطا اقتصادية على التجار الإيرانيین، وعدلت عن قرارها بعد العزوف عن سياسات الرياض المتعلقة بالحرب على اليمن.

وأشار الإعلام الإيراني إلى أن عدد السياح الإيرانيين إلى دبي، قد تقلص حتى الثلث خلال العام الماضي، كما انخفض عدد التجار الإيرانيين هناك، مما أثر سلبا باقتصاد مدينة دبي.

ووفقا لصحيفة إيران الرسمية، فإن ثمانية آلاف رجل أعمال إيراني ينشطون على الساحة الإماراتية عبر نحو ستة آلاف شركة تم تسجيلها هناك.

وتتحدث بعض التقارير في إيران عن تعليق نحو 80% من التجار الإيرانيين، نشاطهم في الإمارات والتوجه خلال السنوات الأخيرة إلى دول أخرى، منها سلطنة عمان وقطر وتركيا وجورجيا.

وكانت الإمارات حولت بوصلتها نحو إيران بعد قطيعة استمرت لسنوات، حيث التقى قائد خفر السواحل الإماراتي العميد مصباح الأحبابي، قائد حرس الحدود الإيراني العميد قاسم رضائي قبل أيام، وتحدث الجانب الإماراتي عن ضرورة التنسيق المتواصل بين طهران وأبو ظبي لضمان سلامة الملاحة في المنطقة.

ويعتمد النظام الحاكم في دولة الإمارات منذ سنوات سياسة ترويج “بروباغندا” التوتر مع جمهورية إيران، لكنه في الخفاء يقيم علاقات اقتصادية وثيقة مع طهران.

فمن النفط إلى الآلات والمعدات والتجهيزات حتى أصغر قطع الغيار وأدوات العدّة، عالم من التبادل التجاري والتمرير غير “المُجمرَك” في سوق موازية لا تُدوّن بياناتها في السجلات الرسمية ولا أنظمة المعلوماتية الإحصائية، لكنها حاضرة بعشرات المليارات بين إيران المحاصرة أميركياً منذ عشرات السنين وجارتها الإمارات بخاصةٍ عبر بوابة دبي.

هذه العلاقات المميزة مستمرة منذ عقود مديدة لها أسبابها الجغرافية وضروراتها الاقتصادية وعوامل امتزاج الشعوب وتبادل المصالح والأرباح الخيالية بعيداً من الضرائب والرسوم وإضاعة الوقت في معاملات الروتين الإداري وأجهزة التفتيش.

يتحدّث البلدان عن تنسيق حدودي وأجهزة مخابراتهما منخرطة في تسهيل عمليات التبادل وتعلم “الشاردة والواردة” فيها، فمن غير الممكن لعاقل أو ساذج أن يتقبّل فكرة نقل البضائع بهذه الكمّيات وانتقال الأشخاص بين الضفتين ليل نهار من دون علم سلطات نظامين بلغت شدّة الخلاف العلني بينهما على الجزُر الثلاث وأمن المنطقة حدّ تفجير الناقلات والاستعانة بجيوش الشرق والغرب لدرء التهديد والتهديد المضاد.

وفقاً لأرقام 2017، تصدّرت الإمارات الدول العربية في التجارة مع إيران، برقم ناهز 13 مليار دولار، كما أن الإمارات هي أكثر دول العالم تصديراً لإيران، وتستحوذ دبي على 90% من إجمالي هذا التبادل.

وبلغت الصادرات الإيرانية 5 مليارات دولار، مقابل صادرات إماراتية إلى إيران فاقت 7 مليارات دولار وتشكل 30% من واردات إيران، في حين كان من المتوقع أن تصل قيمة التبادل إلى 30 مليار دولار بعد توقيع الاتفاق النووي.