موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إشهار التطبيع يعزز عقود من تجارة الالماس بين الإمارات وإسرائيل

121

أوردت وكالة رويترز العالمية للأنباء أن إعلان اتفاق إشهار التطبيع بين الإمارات وإسرائيل مؤخرا برعاية أمريكية سيعزز عقود من تجارة الألماس بين الجانبين.

ففي نفس الأسبوع الذي طبعت فيه إسرائيل والإمارات العلاقات، توجه تاجر الألماس الإسرائيلي تسفي شيمشي إلى الإمارات لفتح شركة في دبي مركز التجارة بالمنطقة وأحد المراكز الرئيسية لتداول الأحجار الكريمة.

وشيمشي أحد 38 إسرائيليا قال مركز دبي للسلع المتعددة، الذي يضم بورصة دبي للماس، إنهم تواصلوا معه في الآونة الأخيرة لتأسيس كيان، وذلك في مؤشر على مدى التغير الذي قد يطرأ على ديناميات التجارة بفعل التحول في السياسيات الإقليمية.

ويقول متعاملون في دبي إنهم تلقوا استفسارات عديدة من إسرائيليين، وهم عادة ما يباشرون تعاملاتهم بمدينة أنتويرب في بلجيكا، حيث أكبر مركز في العالم للمتعاملين في الألماس الخام والمصقول.

وقال أنتوني بيترز مالك ترانس أتلانتيك جيمز سيلز الجنوب إفريقية، والتي تجري مزادات على الألماس في دبي، إن عدد الشركات الإسرائيلية المهتمة بالمشاركة في سجل عطاءات الشركة بلغ قرابة الخمسين خلال أسابيع قليلة فقط.

وقال بيترز “إنه تغير هائل في قواعد اللعبة”. ودبي وإسرائيل هما المركزان الرئيسيان للألماس في الشرق الأوسط، حيث شهدت الأولى حسب مركز دبي للسلع المتعددة تعاملات فيه بقيمة 21.2 مليار دولار العام الماضي، في حين بلغت تعاملات الثانية حسب بورصتها نحو 12 مليار دولار.

وقبل اتفاقيتي الشهر الماضي اللتين أبرمتهما الولايات المتحدة وجعلتا من الإمارات والبحرين أول دولتين عربيتين منذ ربع قرن تؤسسان علاقات رسمية مع إسرائيل، كانت التجارة بين المركزين تجري بأحجام صغيرة وفي إطار من التحفظ بسبب الحساسيات السياسية الإقليمية.

وكانت العمليات تجرى عبر بلدان ثالثة وتكون عرضة لوقفها من قبل البنوك الإماراتية إذا اكتشفت ما يربطها بإسرائيل.

وقال شيمشي (41 عاما) “هذه فرصة كبيرة لأي شاب إسرائيلي يريد بدء أي نشاط في دبي، لا نشاط الألماس فحسب”.

وكما في زيارات سابقة على مدار السنوات العشر الماضية، دخل شيمشي الدولة العربية الخليجية بجواز سفر ألماني، لكنه قدم وثائق تسجيل شركته باستخدام جواز سفره الإسرائيلي، وقال إنه يعتزم نقل نشاطها إلى دبي.

ألغت الإمارات قانونا يحظر التجارة مع إسرائيل، ويتحدث المسؤولون الإسرائيليون والإماراتيون عن فرص اقتصادية كبيرة يتيحها الانفتاح، والذي سيسمح أيضا بتسيير رحلات جوية مباشرة بين الدولتين.

وقال ديفيد زابينسكي الرئيس التنفيذي لشركة تريجيم لخدمات الألماس في دبي “سترى متعاملين من إسرائيل يأتون إلى دبي لشراء الألماس بأعداد كبيرة”، مشيرا إلى أن الشركة تستقبل مكالمات لا حصر لها من إسرائيليين.

نمّت دبي، وهي بشكل رئيسي مركز للألماس الخام، حجم نشاطها من حوالي ثلاثة ملايين دولار في العام 2000 عن طريق الاستفادة من قربها إلى أفريقيا، حيث يجري استخراج الكثير من الماس، والهند، حيث يجري صقل 90 بالمئة من الماس في العالم.

وقال أليكس بيترفرويند العضو المنتدب في دبي لشركة إسبيكا لتجارة الألماس التي مقرها أنتويرب “كانت الحلقة المفقودة هنا في دبي هي الوجود الإسرائيلي”.

وأضاف “لا أرى مبررا (في الوقت الحالي) لتنظيم عطاءات في أنتويرب وليس في دبي”. كانت العطاءات يجري تنظيمها قبل ذلك أنتويرب، لأسباب منها تمكين الإسرائيليين من المشاركة.

وتشير أرقام من كيمبرلي بروسس إلى أن أنتويرب، والتي يفيد مركز أنتويرب العالمي للألماس أنها شهدت العام الماضي إجمال تعاملات في الألماس بلغ 37.1 مليار دولار، لم تتغير حصتها من سوق الألماس الخام منذ 2017، في حين زادت حصة دبي. والإمارات ثالث أكبر محور لتجارة الألماس الخام بعد بلجيكا والهند. وتكمل إسرائيل والصين قائمة الخمسة الكبار.

وقال كارين رينتميسترز مديرة الاتصالات والعلاقات الصناعية بمركز أنتويرب العالمي للألماس “تستقطع دبي والهند الحصة السوقية من أماكن أخرى مثل الصين وإسرائيل – لكن ليس من أنتويرب.. مازالت خبرة أنتويرب منقطعة النظير.” وقالت رينتميسترز إن دبي منافس على صعيد تعاملات الألماس الخام، وقد تكون مرونة القوانين وسهولة تأسيس الشركات من عوامل الجذب، لكنها لا تتوقع تفوقا لدبي على أنتويرب.

وعلى صعيد الألماس المصقول، قالت رينتميسترز إن قيمة تعاملاته في دبي في تراجع منذ 2012.

تشير أرقام مركز دبي للسلع المتعددة أن الإمارة استوردت ألماسا مصقولا بقيمة 4.2 مليار دولار في 2018، انخفاضا من 7.3 مليار دولار في 2012، وصدرت ما قيمته 3.96 مليار دولار في 2018 مقارنة مع 5.35 مليار في 2012.

وقال مارتن رابابورت رئيس مجلس إدارة مجموعة رابابورت “دبي أمامها فرصة للتحول إلى شبكة عالمية للتعامل في الألماس المصقول، وفتح قنوات للألماس والحلي إلى سائر العالم العربي.”

وبالنسبة لإسرائيل، حيث توجد سوق كبيرة للأحجار المصقولة، تتيح دبي روابط أكثر قربا مع الهند وتربطها بالعالم العربي الذي مازالت أغلب دوله بلا علاقات رسمية مع الدولة اليهودية.

وقال رئيس بورصة الألماس الإسرائيلية يورام دفاش لرويترز “نعتبر دبي بوابة ذهبية.”

واتفق معه عزرا بوارون، الذي يملك مصنعا للألماس، قائلا “العالم العربي كله يمر عبر دبي. إنها سوق ضخمة.”

قد يستغرق الأمر وقتا لإحداث تحول ملموس، لاسيما بسبب كوفيد-19 الذي أضر بالقطاع نتيجة إغلاق المناجم والمكاتب ومتاجر التجزئة في أنحاء العالم.

وفي دبي، رُفع الكثير من القيود المرتبطة بفيروس كورونا وعاد النشاط إلى بورصة الألماس، لكن موجة جديدة من الإصابات دفعت إسرائيل إلى جولة ثانية من إجراءات الإغلاق الشامل. وعبر أحمد بن سليم رئيس بورصة دبي للماس عن تفاؤله بالقول “سنشهد نمو النشاط تدريجيا في الأشهر المقبلة”.