موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

احتجاج أمام سفارة الإمارات في فيينا على قتل المتظاهرين السودانيين

199

تظاهر العشرات من السودانيين ونشطاء حقوق الإنسان أمام السفارة الإماراتية في العاصمة النمساوية فيينا تنديدا بقتل المجلس العسكري السوداني عشرات المدنيين، أثناء فض الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش في الخرطوم يوم الاثنين الماضي.

واجتمع العشرات أمام السفارة الإماراتية، رافعين بأيديهم علم السودان، ولافتات تندد بالمجلس العسكري السوداني وبالتدخل الإماراتي التخريبي في الشأن الداخلي السوداني.

وقال الناشط النمساوي مايكل بروبستنغ، في الاحتجاج، إن عشرات المدنيين قتلوا دون رحمة في الخرطوم.

وأضاف: “المدنيون قتلوا بوحشية على أيدي قوات الجيش السوداني”، لافتاً إلى أن العالم لم يُقْدِم على أي خطوة ملموسة، واكتفى بالتفرج على ما يجري في السودان.

وتابع: “لقد وقعت هذه المذابح جراء الدعم العسكري والمالي لديكتاتوريي السعودية والإمارات ومصر، لرئيس المجلس الانتقالي العسكري السوداني، الجنرال عبد الفتاح البرهان”.

وطالب الناشط النمساوي، العالم بـ”فرض مزيد من الضغوط على المجلس العسكري السوداني لإنهاء المجازر” في البلاد.

ودعا لدعم “المقاومة المدنية على جميع الأصعدة، من أجل وضع حد للسلطة العسكرية في السودان”.

بدورها، أدانت متحدثة منظمة “لينكسفيندي” المناهضة للعنصرية، كارين ويلفنغسيدر، “قتل الطغمة العسكرية المدنيين المطالبين بالحرية والديمقراطية”.

ودعت ويلفنغسيدر، المجتمع الدولي إلى “مقاطعة النظام الدموي في السودان”، ودعم الاتحاد الأوروبي والنمسا السودانيين المناضلين من أجل حريتهم.

وأضافت “هذه الأنظمة سبب مشكلة المهاجرين التي تشكو منها أوروبا في كثير من الأحيان، ولا أحد يرغب في مغادرة بلده ويصبح لاجئاً”.

من جهتها، قالت الكاتبة السودانية، إشراقة مصطفى حميد، إنّ السودانيين يطالبون بحكومة انتقالية تمهيداً لإجراء انتخابات في البلاد.

وأوضحت أن “الشعب السوداني يعيش حزناً شديداً؛ في الوقت الذي يحتفل فيه العالم الإسلامي بعيد الفطر”.

وأكدت أن السودانيين سينظمون تظاهرات جديدة أمام سفارات السعودية والإماراتية والمصرية في فيينا خلال الأيام المقبلة.

واقتحمت قوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام في وسط الخرطوم في ساعة مبكرة الاثنين الماضي وقامت بفضه بالقوة، حسب قوى المعارضة التي أعلنت مقتل 35 شخصاً على الأقل آنذاك، قبل أن يرتفع الرقم إلى 108 أشخاص على الأقل بعد الأحداث التي تلته، بحسب لجنة الأطباء السودانيين.

وبدأ الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، في 6 إبريل/نيسان الماضي، للمطالبة بعزل عمر البشير، ثم استكمل للضغط على المجلس العسكري، لتسريع عملية تسليم السلطة إلى مدنيين، قبل فضّه بالقوة الاثنين.

في هذه الأثناء دعت صحيفة “واشنطن إكزامينر” الأمريكية الرئيسَ “دونالد ترامب” إلى الضغط على الإمارات للتأثير في المجلس العسكري السوداني الذي فض اعتصام الخرطوم بالقوة وقتل 100 شخص بحسب آخر الإحصائيات.

وقالت الصحيفة إنه ينبغي على الرئيس ترامب أن يتصل هاتفيا بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد الحاكم الفعلي لدولة الإمارات وأن يضغط عليه للتأثير على الجيش السوداني.

وأضافت الصحيفة أن الجيش قتل 35 مدنيا سودانيا، الاثنين (قبل أن ترتفع حصيلة الضحايا) وإذا لم يتم وقفه، فسيموت الكثير الأيام المقبلة.

وأشارت إلى تمتع الإمارات بقدرة فريدة على التأثير في السودان كشريكه الأساسي في التصدير فهو يحتاج لأسواق التصدير الخاصة به لجذب رأس المال الأجنبي، ويحتاج الجيش إلى دولة الإمارات من أجل الحفاظ على شبكات القوة والمحسوبية، لكن دولة الإمارات تريد إبعاد “ترامب” جانبا.

لكن “ترامب” أظهر أنه شريك للإماراتيين وهو السبب الرئيسي في إضعاف عدو الإمارات إيران، وردعها بشكل أكثر فعالية.

وبحسب الصحيفة فإنه بالنظر إلى مصالح الولايات المتحدة ومخاوفها الأخلاقية، يجب أن يستخدم “ترامب” نفوذه الإماراتي في السودان.

وأضافت أن الحاجة الأخلاقية واضحة، ففي سفك الدماء الذي يمتد الآن إلى الشوارع، نرى رغبة الجيش السوداني في تدمير الديمقراطية من خلال التخلي عن المفاوضات المتوترة مع المعارضة المدنية التي أطاحت بالرئيس “عمر البشير” مؤخرا، حيث يريد الجيش ضمان بقائه كقوة مهيمنة في السياسة السودانية، وإذا كانت طموحاته غير خاضعة للرقابة، فإن الجيش سيبقي السودان تحت حكم استبدادي.

وخلصت الصحيفة إلى أن الصين العدو الجيوسياسي الأول، تتحرك للسيطرة على أفريقيا، وستكون الديكتاتورية العسكرية السودانية أكثر تقبلا للنفوذ الصيني لأنها ستكون دائمة (لن تواجه انتخابات) وستكون قوتها شديدة المركزية.

وأضافت: “لهذا السبب يجب على ترامب الضغط على الإمارات للتأثير على الجيش السوداني لتقديم تنازلات للمعارضة، ويجب أن يكون ترامب واضحًا: إذا فشلت دولة الإمارات في التصرف، فسوف يعتبرها خيانة”.

وكانت صحيفة ” الغارديان” البريطانية قالت في تقرير لها قبل يومين أن حكام مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة يعملون بجد لإحباط تطلعات أمال السودانيين بالتغيير، والتخلص من حكم العسكر.

وفي مقال نشرته الصحيفة بعنوان “المستبدون العرب يتآمرون لإحباط آمال الإصلاحيين في السودان”، شدد الكاتب على أنه ليس من قبيل الصدفة أن تكون فض الاعتصام العنيف المفاجئ للمعتصمين أمام مقر قيادة الجيش السوداني في الخرطوم، والذي خلف عشرات القتلى ومئات الجرحى، سبقه سلسلة من الاجتماعات بين زعماء المجلس العسكري السوداني والأنظمة العربية الاستبدادية التي تحاول إحباط تطلعات الإصلاحيين في السودان، وذلك في إشارة لزيارات قادة المجلس العسكري للسعودية ومصر والإمارات.

وأشار الكاتب إلى أن هذه الدول الثلاث حاولت دعم نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، ثم ومنذ الإطاحة به في أبريل/نيسان الماضي جراء الاحتجاجات الشعبية، تآمروا لإشعال ثورة مضادة بالاستعانة بقادة الانقلاب العسكري عليه.