موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إعلام الإمارات يحرض لإثارة الفتنة والاضطرابات في تونس

166

يواصل النظام الحاكم في دولة الإمارات مؤامراته لضرب استقرار تونس مهد ثورات الربيع العربي ومن ذلك إطلاق إعلامه لمحاولة إثارة الفتنة والاضطرابات في البلاد.

وقد أثار تقرير نشرته قناة “الغد” الممولة إماراتيا غضبا واسعا في أوساط التونسيين بعد زعمها وجود احتجاجات شعبية في البلاد ضد تفشي البطالة وغياب سلع غذائية أساسية.

وادعى التقرير وجود مظاهرات في 7 محافظات تونسية، احتجاجا على تفشي البطالة، وغياب مشاريع البنى التحتية، ونفاد سلع غذائية أساسية من المتاجر، وعدم توزيع السلع بشكل عادل على الفئات الضعيفة خلال فترة الحجر الصحي المفروضة ضمن تدابير مواجهة كورونا.

وأظهر التقرير مئات من المتظاهرين يجوبون شوارع البلاد، فيما قال نشطاء وتقنيون عبر مواقع التواصل إن الصور المنشورة تعود لاحتجاجات قديمة ليس لها علاقة بما أورده التقرير.

وأوضحوا أن “التقرير أظهر مظاهرة نفذها الأسبوع الماضي جماهير فريق كرة القدم بمحافظة بنزرت، شمال العاصمة تونس، احتجاجا على أوضاع المنشآت الرياضية”.

وأظهر تقرير القناة الإماراتية مظاهرة نفذها الأسبوع الماضي جماهير فريق كرة القدم بمحافظة بنزرت، احتجاجا على أوضاع المنشآت الرياضية

كما أشار النشطاء إلى أن المحتجين ظهروا في مقطع آخر ضمن تقرير القناة الإماراتية، وهم يرتدون ملابس شتوية، في وقت تشهد درجات الحرارة ارتفاعا بفصل الربيع.

واعتبروا أن التقرير “مؤامرة تحاك ضد بلادهم”، فيما قال آخرون إن “شعب تونس واع برغبة هؤلاء في تدمير تجربته الديمقراطية وثورته وهو لا يباع ولا يشترى”.

وكتب مئات من النشطاء التونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات غاضبة ومنتقدة للتقرير الذي نشرته القناة، واعتبروا أنه “يضلل الرأي العام ويشوه صورة تونس”.

كما انتقد صحافيون تونسيون محتوى التقرير، وطالب بعضهم الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري في تونس (الهايكا) بـ”التحرك لإيقاف مثل هذه الادعاءات التي تزج بالبلاد في خانة صعبة”.

واعتبر الصحافيون أن “التقرير يفتقر لأبسط أساليب المهنية وأنه صور الوضع في تونس وكأن البلاد على حافة حرب أو أزمة كبرى”. ودعا آخرون إلى مقاضاة قناة “الغد” الإماراتية ومطالبتها بالاعتذار للشعب التونسي.

واتهم النشطاء القناة الممولة إماراتيا بالافتراء والسعي لتشويه التجربة التونسية وشعبها عبر حملات التضليل والكذب وتزييف الحقائق وبث الفتنة مؤكدين على أن كل المحاولات لضرب تونس ووحدة شعبها سيكون مآلها الفشل.

كما نشرت مواقع إخبارية تونسية مقالات رافضة لمحتوى التقرير، معتبرة أنه “فبركة وتزييف للواقع التونسي”، فيما سلطت أخرى الضوء على ردود فعل النشطاء على مواقع التواصل على تقرير القناة الإماراتية.

ويتهم سياسيون وناشطون تونسيون بارزون الإمارات باستعداء التجربة الديمقراطية التونسية، والسعي إلى مصادرة القرار السيادي للبلاد، من خلال ضخ كثير من الأموال بالساحة ودفع الأمور في اتجاه يشبه سيناريو الثورة المضادة في مصر عام 2013.

ومؤخرا شنت دولة الإمارات منذ أيام حملة تحريضية واسعة في تونس ضد حزب “النهضة” ضمن مؤامراتها المستمرة منذ أعوام لمحاربة حركات الإسلام السياسي وقياداتها الثورات المضادة.

وشنت قنوات إماراتية وحسابات الذباب الالكتروني حملة تحريض استهدفت رئيس حركة النهضة رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي وحركت دعوات لتوقيع عريضة تطالب بالتدقيق في ثروة الغنوشي تحت شعار: “من أين لك هذا؟”.

وقال مراقبين “أن الترويج لهذه الاتهامات هو أشبه ما يكون بحملة منظمة، بدأتها وسائل إعلامية إماراتية، ثم تبعتها مواقع ومدونون من السعودية ومصر، وهي الدول التي تظهر خصومة واضحة تجاه النهضة، ومسار الثورة في تونس عموما”.

بدورها حركة النهضة سارعت باستنكار الحملة وقالت: “نأسف لمحاولات بث الفتنة باستخدام مواقع مشبوهة وأقلام مأجورة، وأيضا عبر فضائيات وشبكات إعلامية أجنبية معروفة بعدائها للتجربة الديمقراطية التونسية دون مبرر”.

‏‎وأكدت الحركة في بيان أن “ما يروج من إشاعات حول ثروة موهومة لرئيس الحركة راشد الغنوشي، فإننا نذكر الرأي العام بأنه قام بالتصريح على ممتلكاته ‏‎وستقوم الحركة بتتبع قضائي لكل الأطراف المتورطة في هذه الحملة الدنيئة والمغرضة”.

‏‎وقالت الحركة إن هذه الحملة غير المسبوقة مؤشر جدي على انزعاج بعض الأطراف من نجاح تونس في الحفاظ على استقرارها، وسعيها المحموم والفاشل لإعادة إرباك التجربة التونسية وتشويه رموزها.

في السياق هاجمت قيادات تونسية، بشدة، النظام الحاكم في الإمارات والسعودية خاصة على جرائمهما ومخططاتهما وإشعالهما للحرب والفوضى في الوطن العربي.

وأعلن الرئيس التونسي الأسبق، منصف المرزوقي، تضامنه مع الناشطة الحقوقية اليمنية توكّل كرمان، التي قال إنها تتعرض لحملة سعودية مسعورة، مشيدا في الوقت ذاته، ببطولات الشعب اليمني “الذي تمكّن من هزيمة السعودية والإمارات”.

ودوّن المرزوقي على صفحته في موقع “فيسبوك”: “توكل كرمان تتعرض هذه الأيام لحملة مسعورة من بعض الأقلام المأجورة من النظام السعودي. الشيء من مأتاه لا يستغرب. لكن على ماذا يقدر من ليس لهم قيمة على من لهم قيم؟”.

وأضاف: “كل التضامن مع توكل كرمان المرأة العربية التي شرفتنا بأول نوبل نسائي عربي، وكل المحبة والتضامن مع الشعب اليمني المناضل الشهم الشجاع”.

وكرمان، أول امرأة عربية حائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2011، وثاني امرأة مسلمة تفوز بذات الجائزة، وقالت إنها تخشى على نفسها كما حدث مع الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي.

وكشف أكاديمي بريطاني النقاب عن وقوف المملكة العربية السعودية وراء حملة ممنهجة ومنظمة، للتحريض ضد الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، وذلك عقب اختيار الأخيرة عضوا بمجلس “حكماء فيسبوك” للإشراف على محتوى موقع التواصل الاجتماعي.

وقال الأكاديمي مارك أوين جونز، وهو متخصص في العلوم الإنسانية الرقمية، إن حملة “خلافة فيسبوك” التي تم تدشينها عبر وسم على موقع “تويتر” بعنوان “خلافة فيسبوك” Facebookcaliphate، مدعومة في مجملها من السعودية.

وترحم المرزوقي على شهداء اليمن العزيز، الذين قتلهم الجوع والأوبئة وحروب الوكالة الغاشمة، وتناساهم العالم.

واستدرك المرزوقي: “عاش هذا الشعب الذي لقّن منذ فجر التاريخ دروسا لا تنسى لكل من حاولوا التسلط عليه. هذا الشعب الذي شارك في ملحمة الربيع العربي ودفع هو الآخر غاليا ثمن الحرية والكرامة. هذا الشعب الذي تكسّرت على عظامه الصلبة أسنان بن سلمان وبن زا يد”.