موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

أزمة مالية تضرب دبي وسط تهديدات إلغاء معرض إكسبو

103

تضرب أزمة مالية حادة إمارة دبي في دولة الإمارات في وقت تواجه فيه الإمارة تهديدات جدية بإلغاء المعرض العالمي إكسبو 2020 بفعل أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد.

وأبرزت وكالة “رويترز” العالمية للأنباء أن أزمة فيروس كورونا عصفت بقطاع السياحة الذي يشكل 11% من الناتج المحلي للإمارة ووجه ضربة مؤلمة لها بعد أن أغلقت بعض الفنادق أبوابها، في حين هبطت معدلات الإشغال إلى أقل من 10% في فنادق أخرى.

وتفشي فيروس كورونا جدَّد المخاوف حيال المالية العامة لإمارة دبي عالية الاستدانة، وقد يجبر حكومتها على السعي إلى صفقة إنقاذ مماثلة لتلك التي قدمتها لها أبوظبي الغنية بالنفط بعد أزمة مالية في 2009.

ويتوقع أصحاب فنادق شهيرة في دبي، قوله استمرار الأوقات العصيبة شهوراً، وعلى الأرجح 2020 بأكمله، بعد أن كان زار الإمارة أكثر من 16 مليون سائح زاروا المدينة خلال عام 2019.

ويقول جيمس سوانستون الاقتصادي المختص في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى “كابيتال إيكونوميكس” إنه “في حالة استمرار تلك الإجراءات (الرامية إلى مكافحة الفيروس) نحو ثلاثة أشهر أو أربعة، فستقتطع من 5% إلى 6% تقريباً من الناتج المحلي الإجمالي لدبي”.

ويضيف سوانستون أن دبي هي الاقتصاد الأكثر حساسية في الشرق الأوسط لقيود السفر الناجمة عن فيروس كورونا، وأن الشركات الحكومية قد تضطر للجوء إلى إعادة هيكلة للديون أو طلب مساعدة من العاصمة أبوظبي.

ولفتت تقديرات “كابيتال إيكونوميكس” إلى أن عبء ديون دبي يبلغ نحو 135 مليار دولار (125% من الناتج الإجمالي)، تحل مواعيد استحقاق نصفها تقريباً قبل نهاية 2024.

ومددت إمارة أبوظبي، العام الماضي للمرة الثانية، أجَل قرض بعشرة مليارات دولار قدمته لدبي خلال أزمة الائتمان العالمية التي شهدت انهيار سوق العقارات بالإمارة.

وأقدم “طيران الإمارات”، المملوك للإمارة، على تعليق رحلات الركاب، قبل أن تقرر الدولة ذلك يوم الثلاثاء الماضي، باستثناء رحلات الإجلاء.

ومساء الجمعة، أعلنت السلطات الصحية في دولة الإمارات تسجيل 72 إصابة جديدة بفيروس “كورونا المستجد”، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للإصابات في البلاد إلى 405، في ظل وجود حالتي وفاة و55 حالة شفاء.

في هذه الأثناء فإن انتشار فيروس كورونا في العالم يهدد بتأجيل أو إلغاء معرض “إكسبو دبي 2020 العالمي”، الذي تستعد الإمارة لاستضافته بدءاً من أكتوبر القادم، حيث يستهدف المعرض جذب 20 مليون سائح.

وتسببت التدابير الاحترازية المتبعة في الكثير من دول العالم لإلغاء أو تعليق نشاطات وفعاليات ومهرجانات ومؤتمرات كانت تدر عليها مليارات الدولارات؛ منعاً لازدياد تفشي الفيروس وحفاظاً على السلامة العامة.

وتواجه دبي معضلة تعليق أو تأجيل معرض إكسبو الذي كانت تعول عليه بشكل كبير في ظل الخسارات الاقتصادية السابقة التي عانت منها في الأعوام الماضية.

وكانت السلطات الإماراتية تجتهد بشكل كبير لعقد المعرض بموعده، لكن انتشار فيروس كورونا في العالم غيّر كل شيء، وأبطل جميع الخطط بشكل غير متوقع على كبرى الاقتصاديات.

وقال متحدث باسم “إكسبو 2020 دبي”، في إفادة من خلال البريد الإلكتروني لوسائل الإعلام، إننا “نواصل متابعة الوضع العالمي فيما يخص فيروس كوفيد-19 منذ بداية انتشاره”.

وأوضح أنه ستتم مراجعة الخطط والاستعدادات بصفة دورية بما يتسق مع الإرشادات والتوجيهات الصادرة عن دولة الإمارات والأطراف الدولية المعنية.

ويبدو أن الإمارات كانت تحاول تأجيل البت في قرارها بخصوص “إكسبو 2020” على أمل أن تنكشف غمامة كورونا العالمية، لكن إصابة أحد موظفيه ربما قد تغيّر من الواقع تماماً.

كما أن وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية المطلعة بشكل وثيق على الخفايا المالية والاقتصادية بالعالم توقعت أن تتم مناقشة تأجيل معرض إكسبو 2020 في دبي إلى عام كامل.

وقال مسؤولون للوكالة إن التأجيل لمدة عام هو أحد الخيارات العديدة التي ستتم مناقشتها في مؤتمر عبر الهاتف، في 30 آذار/مارس الجاري.

وذكرت وكالة “بلومبيرغ” أن حكومة دبي أنفقت مليارات الدولارات على بناء الفنادق والمرافق توقعاً لملايين الزوار. ومع انتشار فيروس كورونا في منطقة الشرق الأوسط قامت السلطات الإماراتية بإغلاق المطارات أمام حركة الركاب وحث السكان على البقاء في منازلهم.

ومن ضمن الآثار المرتبة على تفشي فيروس كورونا أوقفت شركة “إعمار” العقارية الإماراتية قبول الحجوزات في فنادق عدة بدبي بفعل الانهيار في الطلب بسبب الفيروس التاجي.