ألغت إمارة دبي في دولة الإمارات واحدا من أكبر معارض السفر والسياحة في الشرق الأوسط بسبب تفشي فيروس “كورونا” المستجد وذلك بعد أسابيع من طلب تأجيل المعرض العالمي “إكسبو” 2020.
وأعلن المنظمون المنظمين لسوق السفر العربي في بيان أن المعرض ألغي بسبب تفشي الفيروس التاجي، بعد أن كان مقررا أن يبدأ أمس حتى 22 من الشهر الجاري في مركز دبي العالمي الذي تحول إلى مستشفى ميداني لعلاج مرضى كورونا.
وأكد المنظمون، أنه “بعد التشاور مع أصحاب المصلحة الرئيسيين والاستماع إلى آراء الخبراء في هذه الصناعة، قررنا أن نتخذ القرار الأفضل الذي يصب في مصلحة الجميع والمتمثل في تأجيل إقامة معرض سوق السفر العربي إلى عام 2021”.
ويقام عبر الإنترنت حدث افتراضي في الفترة من الأول إلى الثالث من يونيو/ حزيران يضم ندوات مشتركة وجلسات مباشرة وفعاليات.
ومددت دبي، يوم الجمعة الماضي، حظر التجول الشامل على مدار 24 ساعة أسبوعاً جديداً، في إطار برنامج التعقيم الشامل للسيطرة على تفشي فيروس كورونا، لتتحول إلى إمارة أشباح، بينما لم تهدأ لسنوات طويلة من صخب السياح والمتسوقين من مختلف أنحاء العالم.
وفرضت الإمارات حظر تجول ليلياً على مستوى البلاد منذ 26 مارس بسبب حملة التعقيم، لكن دبي، في الرابع من إبريل/نيسان الجاري، وسعت نطاقه داخل الإمارة ليكون على مدار 24 ساعة لمدة أسبوعين.
وتسبب الوباء في تأجيل معرض “إكسبو” الدولي في دبي لمدة عام، بينما كانت تعول عليه الإمارة بشكل كبير في إنعاش قطاعات حيوية وإخراج أخرى من عثرتها المستمرة منذ بضع سنوات، على رأسها العقارات.
ويهدد تأجيل معرض إكسبو وربما إلغائه بتلاشي آمال دبي بعد أن عولت بأن المعرض سيجذب 11 مليون زائر من خارج البلاد وبالتالي يزيد ذلك من الصعوبات المالية للإمارة عالية الاستدانة.
وكان إكسبو 2020، المفترض أن يستمر من 20 أكتوبر/ تشرين الأول حتى العاشر من إبريل/ نيسان 2021، هو الحدث الكبير الأخير حالياً الذي لا يزال من المقرر تنظيمه من الناحية الرسمية، بعد قرار الأسبوع الماضي، بتأجيل أولمبياد طوكيو 2020 لمدة عام، وهو أول تأجيل من هذا النوع في التاريخ الحديث لهذه الألعاب الذي يمتد 124 عاما.
وأنفقت دبي مليارات الدولارات على البنية التحتية للاستعداد، وكان مسؤولون محليون وآخرون تنفيذيون قد قالوا إن الحدث العالمي سيكون محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي.
وتعتمد دبي على السياحة بشكل كبير، ويزورها نحو 16 مليون شخص سنويا. وكانت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيفات الائتمانية العالمية قد ذكرت في تقرير لها، في فبراير/شباط الماضي، أن قطاع الضيافة في دبي هو الأكثر تعرّضاً لمخاطر كورونا في منطقة الخليج.
ويتوقع أصحاب فنادق شهيرة في دبي، استمرار الأوقات العصيبة شهوراً، وعلى الأرجح 2020 بأكمله، بعد أن كان زار الإمارة أكثر من 16 مليون سائح زاروا المدينة خلال عام 2019.
ويقول جيمس سوانستون الاقتصادي المختص في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى “كابيتال إيكونوميكس” إنه “في حالة استمرار تلك الإجراءات (الرامية إلى مكافحة الفيروس) نحو ثلاثة أشهر أو أربعة، فستقتطع من 5% إلى 6% تقريباً من الناتج المحلي الإجمالي لدبي”.
ويضيف سوانستون أن دبي هي الاقتصاد الأكثر حساسية في الشرق الأوسط لقيود السفر الناجمة عن فيروس كورونا، وأن الشركات الحكومية قد تضطر للجوء إلى إعادة هيكلة للديون أو طلب مساعدة من العاصمة أبوظبي.
ولفتت تقديرات “كابيتال إيكونوميكس” إلى أن عبء ديون دبي يبلغ نحو 135 مليار دولار (125% من الناتج الإجمالي)، تحل مواعيد استحقاق نصفها تقريباً قبل نهاية 2024.
ومددت إمارة أبوظبي، العام الماضي للمرة الثانية، أجَل قرض بعشرة مليارات دولار قدمته لدبي خلال أزمة الائتمان العالمية التي شهدت انهيار سوق العقارات بالإمارة.
ويزيد تضرر السياحة والطيران والتسوق في الإمارات من مأزق القطاع العقاري، وفق وكالة التصنيف العالمية، التي استبعدت في تقرير آخر نشر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قبل ظهور فيروس كورونا، أن يُحسن معرض إكسبو 2020، الظروف “القاسية” التي تمرّ بها سوق العقارات في دبي.
وسبق أن أظهر رصد من خلال البيانات الرسمية الصادرة عن دائرة الأراضي والأملاك في دبي، تهاوي الصفقات العقارية في دبي بنسبة 41 في المائة على أساس شهري، خلال يناير/كانون الثاني.
وبلغت القيمة الإجمالية لصفقات شراء ورهن عقارات دبي 16.7 مليار درهم (4.55 مليارات دولار) خلال يناير/كانون الثاني، مقابل 28.3 مليار درهم (7.7 مليارات دولار) في ديسمبر/كانون الأول.
وتأتي الأضرار التي يخلفها انتشار فيروس كورونا لتزيد من الصعوبات المالية التي تعانيها دول الخليج خاصة، بسبب تهاوي سعر خام برنت إلى 23 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ عام 2003، فاقدا ما يقرب من 65 في المائة منذ بداية العام الجاري، في ظل حرب الإنتاج المستعرة بين بلدان منظمة أوبك، وعلى رأسها السعودية، وروسيا في الطرف الآخر.