موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

صحف عالمية تحذر من تدخلات الإمارات التخريبية لإجهاض ثورة السودان

333

حذرت صحف عالمية تتابع المشهد في السودان الذي يشهد ثورة شعبية، من تأثيرات التدخلات التخريبية لدولة الإمارات العربية المتحدة ومحاولتها فرض الوصاية على الواقع الجديد في الخرطوم.

وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إنّ دور الإمارات يهدد بالحيلولة دون العودة إلى الحكم المدني في السودان، وذلك بتقديم الدعم الاقتصادي للمجلس العسكري الانتقالي، الذي ينظر إليه المتظاهرون على أنه جزء من النظام السابق.

وذكر التقرير بعنوان “حلفاء الخليج يدعمون الحكام العسكريين الانتقاليين في السودان”، أن المعارضة السودانية حشدت مظاهرات ضخمة، أمس الخميس؛ للمطالبة بتسليم الحكم إلى إدارة مدنية، ولكن الدعم المادي من السعودية والإمارات، الذي تعهدت به الدولتان بعد تسعة أيام من الإطاحة بالرئيس عمر البشير، خفف الضغط على المجلس العسكري الانتقالي.

وتعهدت الدولتان بتحويل 500 مليون دولار للبنك المركزي السوداني لدعم احتياطي النقد الأجنبي الذي يوشك على النفاد، كما سترسل الدولتان أغذية وأدوية ومنتجات نفطية تبلغ قيمتها 2.5 مليار دولار.

وأوضحت روزاليند مارسدن، سفيرة بريطانيا السابقة لدى السودان، للصحيفة أن الدعم الخليجي للمجلس العسكري “يُعتقد أنه يهدف في المقام الأول إلى بقاء القوات السودانية في الحرب اليمنية، وهو ما أكده المجلس العسكري سريعاً”.

وبحسب تقرير الصحيفة، فإن رئيس المجلس العسكري، عبد الفتاح البرهان، أدّى دوراً رئيسياً في نشر القوات السودانية في اليمن عام 2015.

وأوضح التقرير أن البشير حصل على أموال مقابل نشر القوات السودانية في اليمن منذ أربعة أعوام، في الوقت الذي شهد فيه الاقتصاد السوداني تدهوراً كبيراً إثر حرمانه من ثلاثة أرباع دخله من النفط بعد انفصال دولة جنوب السودان.

ولفت التقرير إلى أنّ المساعدات الخليجية الجديدة ستخفف الأزمة الاقتصادية في السودان، ولكنها أغضبت المتظاهرين الذين يرفضون حصول الحكومة العسكرية المؤقتة على دعم مادي أجنبي.

من جهتها أبرزت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الهتافات باسم “ثورة الشعب”، في اعتصام حاشد في الخرطوم لرفض المعونات السعودية والإماراتية، وتدخل البلدين في الشؤون السودانية.

وقالت الصحيفة إن هذه الاحتجاجات تعكس شكوك الثوار تجاه دوافع السعودية والإمارات، بعد أن تعهدا معا بتقديم 3 مليارات دولار كمساعدة للحكومة العسكرية الانتقالية في السودان، التي أطاحت بالرئيس عمر حسن البشير الشهر الجاري، بعد 30 عاما في السلطة.

واستمرت الاحتجاجات، التي انتشرت في جميع أنحاء البلاد، لتصبح الأكبر خلال العقود الأخيرة، ما وضع ضغوطا على الجيش لنقل السلطة بسرعة إلى مجلس مدني حتى يمكن إجراء الانتخابات.

لكن الكثيرين داخل الاحتجاجات يخشون أن تستخدم الحكومات الملكية القوية في السعودية والإمارات ثروتها الهائلة لقمع الديمقراطية ودعم “الثورة المضادة”، كما تم اتهامهم بالقيام بذلك في أماكن أخرى في المنطقة.

وقال رئيس جمعية المهنيين السودانيين؛ “محمد يوسف المصطفى”،  في مقابلة: “يتم تنظيم عملية التجديد الناعم للنظام القديم من قبل بعض قوى الشرق الأوسط، حتى تتمكن من الحفاظ على حلفائها في السلطة. إنهم ليسوا أعداءنا، لكنهم يخاطرون بإغضاب الشعب السوداني”. وكانت الجمعية التي تضم الأطباء والمحامين وغيرهم محورية في تنظيم المظاهرات.

وكانت الإطاحة بكل من “البشير”، والرئيس الجزائري “عبد العزيز بوتفليقة”، قد أحيت آمال العالم العربي في أن الحركة الديمقراطية، التي بدأت في أواخر عام 2010، والمعروفة باسم “الربيع العربي”، قد لا تكون قد ماتت تماما.

وكان رد فعل السعودية والإمارات تجاه الموجة السابقة من الانتفاضات الشعبية قاسيا، حيث استخدمت المساعدات المالية والدعم العسكري في مصر والبحرين وليبيا وأماكن أخرى لدعم الحلفاء الاستبداديين القدامى أو المستبدين الناشئين الجدد. وقد نجحت في خنق الحملات المؤيدة للديمقراطية في كثير من الحالات.

وقال محللون إن الإمارات وحليفتها السعودية اتبعتا رؤية مشتركة للمنطقة، تهدف إلى مواجهة النفوذ الإيراني وسحق الحركات الإسلامية السياسية، ووقف انتشار الديمقراطية التي قد تثير التطلعات السياسية لدى السكان في الداخل الخليجي.

وفي 11 أبريل الجاري، عزل الجيش السوداني البشير من الرئاسة، بعد 3 عقود من حكمه البلاد؛ على وقع احتجاجات شعبية متواصلة منذ نهاية العام الماضي.

وشكل الجيش مجلساً عسكرياً انتقالياً، وحدد مدة حكمه بعامين، وسط محاولات للتوصل إلى تفاهم مع أحزاب وقوى المعارضة بشأن إدارة المرحلة المقبلة وسط إجماع في السودان على رفض دور الإمارات التخريبي في البلاد ضمن قيادتها الثورات المضادة للربيع العربي.